الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
دعوة المليك للحوار مع النفس!!
التاريخ
2008-12-13التاريخ الهجرى
14291215المؤلف
الخلاصة
السبت, 13 ديسمبر 2008نبيلة حسني محجوبالحوار مع النفس دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، في حفل الاستقبال السنوي، للشخصيات الإسلامية، ورؤساء بعثات الحج، يوم الثلاثاء ثاني أيام عيد الأضحى المبارك بمنى، وتأكيده على أن الفرقة والجهل والغلو، عقبات تهدد آمال المسلمين، تأكيد وتدعيم بل تتويج للجهود الحثيثة الذي بذلها يحفظه الله لتخليص العالم من التطرف، ودليل على نجاح فكرة الحوار التي أسسها .أما القضاء على أسباب الفرقة ومظاهرها، التي جعلت من الوطن العربي، مرتعا للصراعات المسلحة، بين الفرق والطوائف والمذاهب والديانات، ومستنقعا آسنا، تتربى فيه خنازير الإرهاب، ويزكم أنوف العالم بالتفجيرات والأعمال الإجرامية، دون هدف واضح، لكنهم يسيئون للإسلام بارتداء عباءته في كل عملياتهم ظلما وزورا، - فلا تتأتي إلا بالحوار، مع النفس أي بين المسلمين أنفسهم بكل تعدديتهم، أي بكل أطيافهم ومذاهبهم، كذلك لابد من إقامة الحوار مع الذات، لمعرفتها بوضوح ومعرفة جوانب ضعفها وقوتها!تقول أد/ سعاد الحكيم عميدة المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة اللبنانية: « لو أردنا رسم خارطة تصورية للإنسان وعالمه، لما أمكننا متابعة خطوطها لتشابكها وكثرتها.... وخاصة بعد انفتاح العالم على بعضه البعض، وكينونة الكرة الأرضية مكانا واحدا، وتحول سكانها إلى أهل مجتمع واحد.في هذه الظروف، لم يعد تذوق الكثرة في الوحدة، وبناء الإنسان الواحد الكثير، ترفا ينعم به أهل الحكمة ومعادن الرحمة، بل أصبح ضروريا وملحا،....لأن الإنسان إن لم يلتمس الكثرة في الوحدة، ويقتنع بأن كل ماهو إنساني فوحدته متكثرة، فإنه سوف يحبس ضمن جدران أحادية ترفض كل مغاير، مع كل ماينتج عن هذا الاحتماء بالأحادية من تعصب وانعزالية ورفض للآخر أو تجاهله أو إقصائه من حيز اهتمامه وأحيانا « تكفيره « في سياق عقائدي) من بانوراما التعصب والإرهابربما لذلك نجد صعوبة في بناء حوار أو تقبل للآخر، لأننا تربينا على الواحدية وتحولت ذهنيتنا بفعل الممارسة إلى ذهنية أحادية، لا تترك للآخر مكانا بجوارها ربما يحدث للكثيرين مثل ماحدث معي، أثناء المشاركات الخارجية في المؤتمرات التي يجتمع فيها النخب الفكرية والثقافية من الوطن العربي، فنصدم عندما نلتقي بآخر ليس على ديننا أو مذهبنا، والأكثر سوءا عندما تتاح لنا فرصة التحدث إلى الجمع « مداخلة « ننسى أن القاعة تحفل بكل الأطياف الفكرية والعقائد والمذاهب ونتحدث بخطاب يقصى الآخر ويتجاهله، مع أني لا أقصد أبدا، ولكنها التربية والبيئة والممارسة، وأثرها على مفرداتي وخطابي، لكني أحاول التغلب على ذهنيتي المتصلبة على ماتربت عليه، ومع هذا أحيانا أخطئ، وأعود سريعا لتدارك الموقف لأني على دراية بذهنيتي الأحادية، وأحاول إعادة ترويضها على التعددية!ربما لذلك تفهمت سريعا دعوة المليك المفدى حفظه الله ورعاه، الأمة الإسلامية إلى، الحوار مع النفس،ورأيت أنها تتويج لجهوده المتواصلة لبناء قواعد وأسس للحوار بدأت انطلاقتها، بتأسيس مركز الحوار الوطني، وانطلقت إلى العالم الإسلامي، عندما اجتمع علماء الأمة الإسلامية ومفكروها في مكة المكرمة، ثم تلاها حوار مدريد، ومنه الانطلاقة الكبرى إلى العالم أجمع، عندما تبنت الأمم المتحدة مؤتمر الحوار الأخير في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.اتضح له برؤيته الثاقبة، وبصيرته المتوهجة بالحب، أن ما ينقصنا، هو إقامة، هذا الحوار مع النفس، دون تعصب أو تطرف بعد مراجعة أو حوار مع الذات، فإذا كانت الأمة الإسلامية تمثل ذاتا واحدة، فهي تشبه الذات الفردية، في وحدتها وتعددها وصراعاتها الداخلية! حوارنا مع أنفسنا، ربما يوصلنا إلى جوهر ديننا الحنيف، الذي جعل، التقوى محلها القلب، كي يظل الدين بين العبد وربه، والدين المعاملة، كي تترجم هذه التقوى في سلوك التعامل بينك وبين الآخر!الآخر يمكن أن يكون جارك، له عقيدة تختلف عن عقيدتك، أو مذهبا مختلفا عن مذهبك، فأنت لست مطالباً بأن تغير عقيدته أو مذهبه، أو توجهاته الفكرية أو الثقافية، لكنك مطالب بالتعامل معه بحسن الجوار والتواد والتراحم، التعامل معه بخلق الإسلام، ومكارم الأخلاق العربية، التي تممها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم « إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»nabilamahjoob@yahoo.com
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
749853النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16670الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلاميمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني (الرياض)
مكافحة الارهاب
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
المؤلف
نبيلة حسني محجوبتاريخ النشر
20081213الدول - الاماكن
اسبانياالسعودية
العالم الاسلامي
الولايات المتحدة
مدريد - اسبانيا
مكة المكرمة - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة