الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الملك الذي يعالج بؤس الفقراء
الخلاصة
كلمة الرياض الملك الذي يعالج بؤس الفقراء لم يتلق الملك عبدالله سلوكه الإنساني وتعاطفه مع البيئات الفقيرة في المدرسة الحزبية ذات الشعارات البراقة التي تفطّر الناس بالوعود، وتغديهم بالأسواط، وهو الرجل الذي عاش وسطاً عائلياً مر بظروف الشح وقلّة الموارد، وفي غنى لاحق لم يجعلانه يسابق مليونيرات العالم برفع أرصدته إلى البلايين في سباق محموم، ليترك لشعبه أو أمته فتات العيش، وهذا الفارق جاء من معايشة ملتصقة بالفقراء وأصحاب الدخول التي لا تكفي إلا لكفاف الحياة، والتعامل معهم بذات الروح الشفافة. فدعْم صمود شعب منكوب بكارثة طبيعية، أو اعتداء عسكري، أو فقر بالطبيعة، لا يقوم على خلق الاتهامات ولعن الآخرين كواجب فقط تبرره مواقف شخصية، وإنما الالتفات للمحنة ومعالجتها، ووضع لبنان الراهن لا يحتاج إلى فتح الخصومات، وإنما تدفق الإعانات بكل أشكالها، وخادم الحرمين الشريفين حين يجعل بلده يتكفل برسوم الطلاب اللبنانيين في المدارس الرسمية، يدرك أنه يقف مع أربعمائة ألف عائلة تعاني ظروف الحرب وفقدان الوظائف وقلة الفرص المتاحة، وهذه المكرمة تضاف إلى البلايين التي رصدت لإنقاذ لبنان من العوز، أو تحمل مصائب سياسة المنطقة التي طالما دفع ثمنها من دم شعبه وممتلكاته.. جهود المملكة، ليست لها صفة مذهبية، أو عرقية بحيث تتجه عطاءاتها لفصيل من الناس دون غيره، لأنها تؤمن أن شعب لبنان وحّدته كل الظروف ومن الجريمة اللعب على تناقضاته، أو خلقها وصناعتها، لأن إسرائيل حين دمرت الجنوب والضاحية والبقاع لم تفرق بين مسلم سني، أو شيعي، مسيحي كاثوليكي، أو بروتستانتي، وإنما استهدفت الجميع باعتبارهم على أرض لبنان، والقضية ليست إنسانية فقط استدعاها ظرف تاريخي ما، وإنما هي التزام أخوي وأخلاقي، والملك عبدالله جسّد هذه الحقيقة بالفعل قبل طرح الأحاديث، أو توجيهها للآخرين كشاهد غير فاعل، مدركاً أن الحالة القائمة تستدعي الصمود اللبناني بالتعويض المباشر عن كل ما فقده، وتبقى الأمور الأخرى شأناً خاصاً هو من يضعها في موازين التحليل للأسباب والنتائج التي خلقت تلك الحرب وتداعياتها.. الاعتبار الأهم أن الملك عبدالله الذي اختار المواجهة العاقلة للظروف العربية لم يخترع خلافاً، أو يتسبب بحرب، أو يخلق أزمة بين أطراف لديها مخزون كبير من عِظاتٍ سياسية قديمة، وإنما حين يقف مع شعوب أمته لا يتخلى عن دعمه بصرف النظر عن أي تباينات تحدث، وليس لبنان الاستثناء الوحيد، حيث سبق أن قامت المملكة بأدوارها دون اشتراطات ما أو للدعاية مع كثير من البلدان العربية والإسلامية كالتزام تعتبره واجبها، وتكرر نفس السلوك مع بلدان أحاطت بها الأحداث السيئة ولا تزال
الرابط
الملك الذي يعالج بؤس الفقراءالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
753301النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
13955تاريخ النشر
20060908الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم الاسلامي
العالم العربي
لبنان
الرياض - السعودية