الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
رئيس مركز البشير للدرأسات الحضارية في فلسطين مؤتمر نيويورك يعيد الأمل بإمكانية الحوار والاعتراف بالآخر
التاريخ
2008-11-11التاريخ الهجرى
14291113المؤلف
الخلاصة
قال الباحث والكاتب في الشؤون الإسلامية ورئيس مركز البشير للدراسات الحضارية في غزة وعضو المجلس الوطني الفلسطيني الشيخ صالح عبدالعال إن حضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في مؤتمر نيويورك يعزز حوار أتباع الأديان وذلك نظرا لدوره المميز في المؤتمرات السابقة، خاصة دعوته لاستمرار الحوار بين الديانات والحضارات من أجل السلام بين الشعوب. وقال عبد العال لعكاظ: لقد تمكن المفكرون والعلماء من كافة الألوان والأطياف والمعتقدات من خلال حواراتهم المستمرة وبياناتهم المتعاقبة ومواقفهم الواضحة ان يعيدوا الأمل من جديد في إمكانية العودة للحوار من خلال الاعتراف بالآخر, ودور كل طرف في بناء الحضارة الإنسانية، ولعل المسلمين الأكثر حرصا على المشاركة في مثل هذه المؤتمرات لكونهم الأكثر انفتاحا على الحوار. موضحا ان خادم الحرمين الشريفين يحمل رؤية تؤكد على ضرورة التخلص من نزعة الاستبداد والتفرد واعتراف الجميع بأنهم أمام الخالق سواء، ولا معبود في هذه الحياة سوى الله، وهذه القمة التي تجمع هذه النخبة من السياسيين والمفكرين والعلماء, هي قمة الحرية الإنسانية التي تفتقر لمعانيها البشرية. وأضاف أن البعض يعتقد انه لا يوجد حوار للحضارات لأنها في الأساس حضارة إنسانية واحدة, والمتطرفون الجدد هم من فرقوها ومزقوها بادعاءاتهم المزعومة, وبالتالي يجب عدم الانجرار وراءهم والوقوع في شراكهم من حيث لا ندري. والبعض الآخر يعتقد كذلك بعدم صحة الحديث عن حوار الأديان لأنها كلها من مصدر واحد ولا اختلاف فيما بينها فرسالتها واحدة ولا يوجد ما نتحاور حوله أساسا، وهناك من يطرح فكرة حوار الثقافات لأن الثقافات هي التي تنوعت وتطورت واختلفت واستندت على ذلك في مجملها على الدين في بعض الأحيان وعلى التطور الحضاري في أحيان كثيرة، وهذا التنوع في الثقافات هو الذي أدى إلى بروز الصراع الذي دخل في أماكن كثيرة مراحل المواجهة التي أخذت أشكالا مختلفة أدت إلى الحروب وتزييف الحقائق واحتلال العقول وسرقة التراث وتطور الأمر إلى إنكار التاريخ واخذ صور بشعة أدت إلى الاقتتال ومحاولة طمس معالم شعوب في هذا العالم، لذلك كان من المهم البدء الفوري بإيجاد الأشخاص والمؤسسات والمنظمات التي يجب ان تأخذ على عاتقها هذه المهمة الصعبة وسط هذه الأمواج العاتية من الكراهية وانعدام الثقة ومحاولات إنكار وجود الآخر التي طغت في هذه المرحلة على البشرية. وقال عبد العال: وأيا كانت التسمية أو العنوان الذي يجب العمل على أساسه، سواء حوار أتباع الأديان أو حوار الحضارات, أو حوار الثقافات, فلا يختلف عاقلان على أهمية فتح الحوار العالمي الذي اخذ يحظى باهتمام دولي غير مسبوق من قادة العالم, سواء من السياسيين أو الأكاديميين أو العلماء من كافة الديانات لإدراكهم ان ذلك هو اقصر الطرق للوصول إلى الحقيقة. ومضى قائلا: ولأن منطقتنا من أكثر المناطق حاجة لمثل هذا الحوار، ولأن الأراضي المقدسة مهد الحضارات ومهبط الديانات والتقى على أرضها المقدسة الأنبياء ومر من خلالها التاريخ, وكان فيها لقاء السماء بالأرض وتلاقحت فيها الأفكار جميعا, فكان لزاما ان تنطلق منها الدعوة لحوار أتباع الأديان والحضارات, واليوم يأتي هذا اللقاء الحضاري هناك حيث يلتقي ممثلو الديانات الثلاث بحضور أطراف مختلفة من العالم ليعلنوا من هناك الحقيقة التي يجب ان لا يختلف حولها احد وهي ضرورة البدء الفوري في إنقاذ المنطقة والعالم أجمع من الفكر الذي يريد إنكار التاريخ بل وسرقته, وعلى الجميع ان يتحد لتبيان الحقيقة, ولنتحاور بعقول مفتوحة ونسترد التاريخ ونكشفه ونحرره من عقلية التخلف والعنصرية, ونعيد الأمور إلى طبيعتها في تحديد العلاقات الإنسانية فيما بيننا، وحتى ننجح في هذه المهمة الصعبة والدقيقة يجب تضافر الجهود جميعا والانطلاق لمخاطبة العالم بلغة واضحة وصريحة وقوية بأننا كما كنا في السابق, فنحن اليوم شركاء في صياغة الحضارة الإنسانية، ولدينا الكثير الذي يمكن ان نقدمه لتطور حياة الإنسان على هذه الأرض لضمان استعادة سعادته المفقودة.
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
752439النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
15417الموضوعات
التعاون الثقافيالتعددية الدينية
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
حوار الأديان
المؤلف
عبدالقادر فارستاريخ النشر
20081111الدول - الاماكن
السعوديةفلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين