الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
القيادة.. والدعوة لنبذ الفرقة
الخلاصة
القيادة.. والدعوة لنبذ الفرقةكلمة الاقتصادية لا تكاد مناسبة ما تمر دون أن تسعى قيادة هذا الوطن لاستثمارها في محاولة رَصِّ صفوف هذه الأمة، ودفعها لنبذ الفرقة والتشرذم، وتحقيق كل معاني الأُخوّة والوحدة.. هذا في كل المناسبات، فكيف برمضان، هذا الشهر الكريم الذي تستلهم منه الأمة الإسلامية أبهى وأجمل الدروس والعِبر طوال تاريخها المجيد. وفي الكلمة الكريمة التي وجّهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز ـــ حفظهما الله ـــ إلى شعب المملكة، وإلى الأمتين العربية والإسلامية للتهنئة بمناسبة حلول هذا الشهر الكريم، جاءت هذه الكلمة الصادقة والمخلصة لتستنهض في الأمة تلك المشاعر الأخوية الصادقة، التي يستنطقها شهر رمضان المبارك بكل ما فيه من الروحانية والأريحية، وما يكتنزه من الدروس والعِبر الخالدة، لتستحضرها أمام الناس، خاصة في مثل هذا الوقت الذي يكتظ بالكثير من الأحداث الدامية، والفتن والمجاعات، وفقدان الاستقرار في غير مكان من وطننا العربي والإسلامي. والمملكة التي ترى أن من أهم واجباتها ضبط معايير الأخوة الإسلامية، بصفتها الدولة التي تحتضن قبلة المسلمين، وأطهر وأشرف مقدساتهم، لا تألوا جهدا في سبيل استثمار أي جهد للدفع بالأخوة الإسلامية إلى أسمى درجاتها، حفاظاً على لحمة هذه الأمة، وتجنباً للدخول في كل ما يقود إلى الفرقة والتشرذم، من منطلق أن عزة هذه الأمة لن تتحقق إلا بما تحقق به مجد أولها، وهو العودة إلى تلك المعاني والفضائل النبيلة التي يجسدها هذا الشهر الفضيل في نفوس أبناء الإسلام، وفي مقدمتها الأخوة الحقيقية، التي تنبذ العنف والقتل والتشتت، وتجعل من المجتمعات كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحُمى والسهر. من هذا المنطلق جاءت هذه الدعوة الكريمة، لتعيد التذكير بضرورة ألا تكون استعادتنا لرمضان مجرد استعادة زمنية تتصل بحلوله كتاريخ يدور كل عام ليصل إلى الناس ليصوموه وحسب، وإنما يجب أن تكون استعادة شاملة لكل ما يحمله شهر القرآن الكريم من المعاني، والتاريخ، والأحداث، عبر تاريخنا الإسلامي المجيد.. لنستلهم منها ما يعيننا على التبصر بأمورنا، وما يفتح أذهاننا كشعوب وكمجتمعات، للعودة إلى تلك السفر العظيم لقراءة ما فيه من الرسائل الكفيلة بإعادة صياغة حياة هذه الأمة، وحفظ كرامتها، وتوحيد صفها، وتجنيبها مزالق الفتن والتوترات. إن دعوة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، باتجاه نبذ الفرقة، وتحقيق معنى الأخوة لا تنبع إلا من غيرة إسلامية حقيقية على واقع الأمة، ورغبة أكيدة وصادقة في تجنيب هذه الأمة شرور الفرقة وتبعاتها، وهو ما يأمله كل غيور على مستقبل هذه الأوطان، خصوصا بعدما سالت الكثير من الدماء في عدد من البلدان العربية والإسلامية، وبعدما تفاقمت أخطار المجاعات، وشظف العيش في أقطار أخرى، ما يستدعي بالفعل العمل من منطلقات الأخوة، للتصدي لهذه المخاطر الجسيمة، وهذا ما لا يمكن تحقيقه في ظل هذا الواقع القائم.. بما فيه من الخلافات، والمواجهات؛ لأنه يستلزم أول ما يستلزم الوقوف صفاً واحداً في مواجهة تلك المخاطر، استلهاماً لما يغنينا به هذا الشهر الكريم، من المواقف والعِبر في صفحاته الناصعة.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
755593النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
6504الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلاميالسعودية. وزارة الشؤون الاسلامية
المناسبات الدينية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - التهاني
تاريخ النشر
20110802الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية