الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية .. طريق مستقبل الأجيال القادمة
التاريخ
2010-04-18التاريخ الهجرى
14310504المؤلف
الخلاصة
مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية .. طريق مستقبل الأجيال القادمةد. أمين ساعاتي أحدث القرار الملكي الذي أصدره أمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإنشاء مدينة علمية تسمى (مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة) أصداء واسعة في مراكز الأبحاث والجامعات السعودية في الداخل، وكذلك أحدث القرار الملكي دوياً واسعاً في مراكز الأبحاث والدراسات العالمية. والواقع إن مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة لم تأت إلاّ بعد دراسات مستفيضة قامت بها عدة جهات حكومية، ففي آب (أغسطس) 2009 رفع مجلس الشورى إلى المقام السامي اقتراحا بإنشاء هيئة سعودية للطاقة الذرية، وبناء على هذا الاقتراح أمر خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة وزارية برئاسة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وعضوية وزير المياه والكهرباء ووزير الصحة لوضع تصور شامل عن الاحتياجات الوطنية من المياه والكهرباء في الحال والمستقبل، ومن ناحيتها، رفعت وزارة البترول والثروة المعدنية دراسة جاء فيها أن المملكة تشهد نمواً بمعدلات عالية للطلب على الكهرباء والمياه وزيادة ملحوظة في الطلب على الموارد الهيدروكربونية الناضبة التي تستخدم جزءاً كبيراً منها في توليد الكهرباء والمياه، ولذلك فإنه من الضروري توفير الموارد الهيدروكربونية واستخدام مصادر بديلة رخيصة الثمن ولا تلحق أضراراً بالبيئة، ونقصد هنا استخدام الطاقة الذرية في إنتاج الكهرباء والمياه، وفي ذلك تتحقق الميزتان الأولى ضمان توفير المياه والكهرباء بصورة دائمة، وتوفير جزء كبير من الموارد الهيدروكربونية الموسومة بالنضوب. وفي ضوء هذه الدراسات فقد توفر للمقام السامي الأرضية المناسبة لتأسيس مدينة مسؤولة عن الطاقة الذرية والمتجددة، وتأسيساً على ذلك صدر القرار الملكي الرصين وأطلق على هذه المؤسسة اليافعة اسم رائد النهضة العلمية الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولا شك أن اختيار الدكتور هاشم بن عبد الله يماني لمنصب رئيس المدينة هو اختيار موفق إلى حد بعيد، حيث إن الدكتور يماني له باع طويل في مجال الطاقة النووية والذرية، وبالمثل فإن اختيار نائبيه الدكتور وليد بن حسين أبو الفرج والدكتور خالد بن محمد السليمان موفق إلى حد بعيد. لقد نص نظام المدينة الذي صدر مع القرار الملكي على أن يكون لمدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة الشخصية الاعتبارية المستقلة وتتصل مباشرة برئيس مجلس الوزراء، كما نص النظام على أن المدينة تهدف إلى المساهمة في التنمية السعودية المستدامة معتمدة في ذلك على العلوم والبحوث والصناعات ذات الصلة بالطاقة الذرية والمتجددة في الأغراض السلمية بما يؤدى إلى رفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة في المملكة، كما أن من مسؤوليات المدينة أن تقوم بدعم ورعاية نشاطات البحث والتطوير العلمي وتوطين التقنية في مجالات اختصاصاتها وتحديد وتنسيق نشاطات مؤسسات ومراكز البحوث العلمية وتحديد الأولويات والسياسات الوطنية في مجال الطاقة الذرية والمتجددة من أجل بناء تقنية واسعة في مجال توليد الطاقة والمياه المحلاة وفي المجالات الطبية والصناعية والزراعية والتعدينية. وفي ضوء الأصداء التي تداولتها وسائل الإعلام العربية عن إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، فقد يكون من المناسب أن نعود إلى مشروع القرار الذي قدمته السعودية إلى المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في عام 2005، والذي أعطى للدول العربية الأعضاء حق بناء مفاعلات نووية للأغراض السلمية لمواجهة أزمة الطاقة المحتملة، وقبل ذلك كانت وكالة الطاقة الذرية قد طالبت الدول الكبرى بضرورة بناء المزيد من المفاعلات النووية للأغراض السلمية، وفعلاً باشرت بعض الدول العربية مفاوضات جادة مع الدول المتقدمة في مجال الطاقة النووية ومنها المملكة العربية السعودية ومصر والمغرب، وغيرها من الدول التي أخذت موضوع إنتاج الطاقة النووية على محمل الجد، ومن ناحيته فإن المجلس الوزاري في مجلس التعاون الخليجي اتخذ قراراً بدفع دول مجلس التعاون الخليجي إلى بناء مفاعلات نووية للأغراض السلمية، ورغم أن بعض الدول الخليجية وبالذات الإمارات قد بدأت أولى الخطوات ووقعت مع كوريا الجنوبية على اتفاقية بناء مفاعلات نووية للأغراض السلمية.. إلاّ أن الموقف الآن لا يتحمل سياسة الخطوة خطوة، بل يجب على الدول العربية الدخول في سباق لتوليد الطاقة النووية للأغراض السلمية، ولا شك أن إنشاء مؤسسة مستقلة تحمل اسم رائد النهضة المعرفية كفيل بدفع مشروع الطاقة الذرية خطوات إلى الأمام تعوضنا ما فاتنا من وقت. إن حشد كل الطاقات لبناء صناعة تقوم على الطاقة الذرية بات أمراً ضرورياً وحيوياً للأسباب التي ذكرناها، ولكن يصبح من المهم وضع استراتيجية ثابتة تستهدف الاعتماد على الطاقة الذرية لبناء مستقبل الأجيال القادمة.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
755999النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
6033المؤلف
أمين ساعاتيتاريخ النشر
20100418الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية