الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لبنان الأمس وعراق الغد
التاريخ
2006-09-01التاريخ الهجرى
14270808المؤلف
الخلاصة
لبنان الأمس وعراق الغد منح الصلح إن سياسات مشبوهة وخبيثة تنشط في كل مكان من البلاد العربية لتغليب الفروع على الأصول. فالمذهب يكاد يتقدم على الدين والمصالح الصغيرة تتقدم على القضايا الكبرى وأحياناً يستعان بالأجنبي على العربي وينشط الترويج لكل ما يفرق على حساب كل ما يجمع لا يرد ذكر إيران والعراق إلا مع الحديث عن نموذج مطلوب دولياً تعميمه ولابد من القول إنه منذ فترة الانتداب الفرنسي على لبنان كان الحديث عن لبنان يدخل في هذا السياق بالمبالغة في الحديث عن ايجابيات التعدد في مذاهبه وأديانه. يرى بعض علماء السياسة أن نمذجة الذات أي تقديم دولة ما لنفسها على أنها نموذج ومثال حري بالاتباع والتقليد من قبل الغير مرض سياسي شائع وقعت فيه نظم حكم مختلفة، غربية وشرقية وشجعته محاور دولية، فهذه من الدول يصفونها بأنها تعددية وبالتالي وطن للبحبوحة والرفاه، وأخرى مثالاً في التقيد بالقوانين، وثالثة في الأمن والعين الساهرة. والواقع أن من حق أي نظام أن يبرز محاسنه ويذكر بها شعبه والآخرين، ولكن ما يحصل أحياناً في بعض بلادنا العربية هو الغلو والتطرف بذلك حين يكون فريق سياسي في السلطة أو في الضوء على الأقل، فيسخّر كل أجهزته وامكاناته لمدح الذات وادعاء التفرّد في نوع من الشخصنة والذاتية المضخمة لا يتقبلها المواطن العادي أو الحاكم الرصين بسهولة. لم يشذ لبنان على محدودية حجمه الجغرافي والسكاني عن القاعدة فمنذ زمن بعيد جرت محاولات لطرحه كنموذج فخرجت أصوات آتية من الغرب ومن الشرق، تملأ آذان اللبنانيين بمعزوفة جميلة تقول: «ينال من له مرقد عنزة في جبل لبنان»، ولطالما آنس بها الكبير والصغير والحاكم والمحكوم، بل المقيم والمغترب. بل لطالما هم صدقوها واستمروا يصدقونها في أيام الشدة وحتى في المحن عرف عنهم أنهم واجهوها دائماً بالتفاؤل القائل: رب محنة حملت في طيها منحة. وكثيراً ما أُخذ على اللبنانيين من العرب المغالاة في ثقافة التفاؤل وخاصة في الأيام الأخيرة حيث شابه الكثرة من اللبنانيين في مواقفهم ذلك العاشق المنادي في بعض شعر أحمد شوقي: «أكذب فيك العين في كل ما أرى وأسمع منك الأذن ما ليس تسمع». مؤخراً أخذ هذا التفاؤل اللبناني المضخم يتراجع عند بعض اللبنانيين وهم يسمعون أن الغرب صديقهم منذ أيام العثمانيين يخطط لجعل العراق الحالي أو القادم والمفصل تفصيلاً بيد الأغراب سيكون النموذج نموذجا في التعددية المذهبية والدينية المرفوقة بالفخر بكل ما يحرك الخلاف في المجتمعات. فالعراق أو بعضه هو المرشح اليوم من قبل السياسة الدولية ليكون في الغد لبنان الأمس الذي لم يكن اللبنانيون أنفسهم أعطوه كل قلوبهم أي لبنان الطوائف والوظائف والمصايف والمصارف.. وكما كانت الفتنة بين الدروز والمسيحيين أيام الدولة العثمانية ضرورية لتعزيز النموذج الطائفي للوطن والدخول منه إلى المنطقة كلها بسياسة تقسيمية مناقضة لحلم الوحدة العربية، نرى السياسة الدولية اليوم مصرة على جعل العراق الحالي هو المدخل إلى مناهضة بل محاربة حلم الوحدة الوطنية والقومية بقوة الطوائف المعبأة خارجياً الواحدة ضد الأخرى. إن إيران مطروحة اليوم من قبل البعض، ومنهم عرب، كدولة نموذجية وبعضهم الآخر من الأعقل يطرحون تركيا الحالية كدولة تستحق الالتفات إليها، كدولة خارجة بل مولودة من رد الفعل على مصطفى كمال العلماني، بنوع من الاسلام المنفتح على العصر يرمز إليه في الوقت الحاضر أردوغان صديق العرب الذي استطاع أن يجمع أكثرية الشعب التركي الفخورة بماضيها العثماني حول حزبه، رافضاً من جهة الخط الكمالي السلبي تجاه الاسلام، ومن جهة أخرى التعصب المنغلق والمتخلف. لقد كان ايهان الروابط العربية - العربية، والعربية - الاسلامية دائماً سياسة عزيزة على قلوب دول العالم، ولا سيما أقوياءها وأقطابها ولاشك أن الحذر من عمل هذه الجهات ضرورة مطلوبة من الدول العربية القوية خاصة مصر والمملكة العربية السعودية. تدخل زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأخيرة إلى تركيا في هذا السياق، لا سيما وأن تركيا أردوغان دلّلت على صدقها في سياسة الأخوة مع العرب والمسلمين وهي مستمرة منذ زمن في هذه السياسة باعتبارها مصلحة للمسلمين عامة والعرب جميعاً وقضاياهم المختلفة ومنها القضية الفلسطينية التي تمر في ظروف عصيبة، والقضية العراقية المشبعة بالتشنجات المذهبية وطبعاً القضية الفلسطينية وربما أيضاً القضية اللبنانية التي تدل بيانات رجالاتها على حاجتهم الدائمة إلى دعم الأخوة العرب وفي مقدمها قادة المملكة العربية السعودية الذين أخلصوا دائماً لقيامة لبنان الذي لا يزال يمر حالياً في ظروف دقيقة لا يجوز التعامي عنها. إن سياسات مشبوهة وخبيثة تنشط في كل مكان من البلاد العربية لتغليب الفروع على الأصول. فالمذهب يكا
الرابط
لبنان الأمس وعراق الغدالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
756598النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13948المؤلف
منح الصلحتاريخ النشر
20060901الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
العراق
ايران
تركيا
فرنسا
فلسطين
لبنان
أنقرة - تركيا
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
باريس - فرنسا
بغداد - العراق
بيروت - لبنان
طهران - ايران