الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
طلاب «بارات» ... لا جامعات
التاريخ
2011-07-26التاريخ الهجرى
14320825الخلاصة
طلاب «بارات» ... لا جامعاتعقل العقل الداعية حسن القعود وبعد تمتعه بإجازة جميلة في الربوع الانكليزية وتركه لنا في حرارة الصيف اللاهب في بلادنا الحبيبة، كنا نتوقع ان يقوم حفظه الله كعالم جليل بالتفاعل مع النخب البريطانية ومحاولة التأثير والتأثر بالثقافة البريطانية العريقة أم الحرية والديمقراطية في العالم، حتى إن تاريخ بريطانيا الاستعماري البغيض خلف وراءه ديمقراطيات أصيلة وناجحة كما في الهند، ولكن شيخنا القعود قام بزيارة المدن الانكليزية والالتقاء برؤساء أندية الطلبة السعودية هناك، وكانوا منهمكين في إعداد دراسة استطلاعية معمقة عن أحوال الطلبة هناك، وخرجوا علينا بنتائج عظيمة وغريبة عن سلوكيات آلاف الطلبة هناك.تقول النتائج المخبرية لرؤساء الأندية الطلبة السعوديين التي أعلنها الداعية حسن القعود إن 80 في المئة من الطلبة هناك يتعاطون الكحول ولا يؤدون الصلاة، إضافة إلى تأكيده إن مدرسي الطلبة السعوديين في مرحلة البكالوريوس يطلبون منهم الذهاب إلى البارات والملاهي الليلية بحجة اكتساب مهارة الانكليزية.أستغرب في البدء من وظيفة رؤساء أندية الطلبة هناك، فهم كما افهم من الطلبة وهم جزء من مجتمع الطلبة السعوديين هناك يجب ان يلتفتوا إلى تحصيلهم العلمي، اما ملاحقة الطلبة الآخرين لمعرفة سلوكياتهم فهذا آخر واجب ان يقوموا به، وفي حال أن بعض رؤساء الأندية الأفذاذ توصلوا إلى نتائج معينه قد تفيد بقية الطلبة السعوديين هناك في تحصيلهم العلمي، فالواجب أن ترسل مثل هذه المعلومات إلى الجهات ذات العلاقة مثل الملحقية الثقافية بلندن أو إلى وزارة التعليم العالي لمعالجة أوجه القصور وبشكل فعال، بعيداً عن الإثارة والتوظيف السياسي لبعض التيارات المتشددة لدينا، التي يبدو أنها قد استخدمت في هذه الحالة الأخيرة.يبدو أن بعض التيارات الاسلاموية تعرف أن برنامج خادم الحرمين الشريفين من المشاريع التي ستسحب الغطاء من تحت قدميه، لأنه يؤهل الشباب والشابات في ارقى الجامعات العالمية وخوض تجارب إنسانية فيها الايجابي والسلبي، ولكن في النهاية نجد الكثير من العائدين من البعثات تسلحوا بالمعرفة بشكلها الإنساني المنفتح على الآخر وليسوا بحاجة لهذا الداعية أو ذاك لسؤاله عن كيفية تسيير حياتهم والتعاطي مع القضايا التي يواجهونها.يبدو أن استخدام الشيخ لتلك الإحصاءات الغريبة هو من باب الاعتراض على برنامج الابتعاث، وهذا في اعتقادي من حقه ويجب أن يقوله من دون وجل، ولكن أن توظف «سوالف» مجالس وحكايات من بعض رؤساء تلك الاندية للذم في سلوك عشرات الآلاف من طلبة البكالوريوس في بريطانيا؛ فمثل هذا الكلام مرفوض ويجب ان تقوم وزارة التعليم العالى بالرد عليه، لكن الغريب ان الملحقية التعليمية في بريطانيا لم تدافع عن طلبتها هناك، ليس من اجل الدفاع ولكن لتبيان الحقيقية، ولكننا للأسف وخاصة بعض المسؤولين يفضلون السكوت وتمرير مثل هذه التصريحات السلبية، لأنها صادرة من داعية أو شيخ، وهذا في اعتقادي خطأ كبير؛ لأننا كمجتمع محافظ يتمتع عندنا رجال الدين باحترام وصدقية كبيرة، ولكن بعض الدعاة لهم أهدافهم السياسية والشخصية في إثارة مواضيع تهم قطاعات كبيرة من المجتمع، وقد يستغل بعضهم هذه المكانة لتمرير بعض أفكاره ورؤاه المتشددة وفرضها على المجتمع.آمل من الداعية حسن القعود ان يمدنا بالنتائج التفصيلية لهذه الدراسة، أو ان يطلب من رؤساء الأندية هناك إطلاعنا على كيفية وصولهم إلى هذه النتائج الدقيقة المذهلة، وهل قام بها احدهم كمشروع بحث في دراسته الاكاديمية أو أن شركة علاقات عامة قامت بمثل هذه الدراسة الاجتماعية ودفع لها الألوف من الجنيهات الإسترلينية لها، لتخبرنا كيف يقضي أبناؤنا حياتهم هناك؟ الغريب أننا لم نسمع إحصائيات عن المشاكل الدراسية التي يواجهها الطلبة هناك مثل صعوبات تعلم اللغة أو في المنهجية العلمية في كتابة الأبحاث أو غيرها من القضايا ذات الصلة بالتحصيل الأكاديمي.كما وعد الداعية القعود بأنه في حال خطأ معلوماته التي قالها في احد المحطات الفضائية، فإنني اطلب منه سرعة البحث عن صحة معلوماته، ومن ثم الاعتذار كما وعد في حال عدم صدقية ما قاله في هذا الشأن.aalagel@gmail.com
الرابط
طلاب «بارات» ... لا جامعاتالمصدر-الناشر
صحيفة الحياة الطبعة السعوديةرقم التسجيلة
757506النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17644الهيئات
وزارة التعليم العالى - السعوديةتاريخ النشر
20110726الدول - الاماكن
السعوديةالهند
الولايات المتحدة
بريطانيا
الرياض - السعودية
كامبردج - بريطانيا
نيودلهي - الهند