الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الجامعة الإلكترونية.. استكمال حلقة جديدة في مشروع الوطن
الخلاصة
الجامعة الإلكترونية.. استكمال حلقة جديدة في مشروع الوطنكلمة الاقتصادية قدم التعليم العالي بوصفه مشروع دولة نفسه للوطن وللأمة بصورة مختلفة، منذ أن تبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - وجعله على قائمة أولوياته لا بل على رأس رهاناته، فتلازمت امتداداته الأفقية في التوسع والانتشار على ساحة الوطن مع امتداداته الرأسية من حيث النوع والمادة المعرفية والتخصص البحثي عالي الجودة، إلى جانب تغطية ما لا يتوافر في الداخل عن طريق الابتعاث، الذي شهد هو الآخر أرقاما قياسية باتجاه مختلف القارات. هذا الاهتمام بالتعليم العالي، شكل البوصلة الأدق لمسيرة الوطن، وجعله أكثر وضوحا، بهذا التنوع الضخم والثري، الذي قاده الملك عبد الله، واستطاع أن يسجل حضوره بشكل غير مسبوق لتلتحم المسافة ما بين كاوست، وجامعة نورة بنت عبد الرحمن كمنصتي عبور إلى عالم المعرفة والبحث العلمي، ولتقود جامعة الملك سعود منهج التعليم العالي الجديد وفق الرؤية الجديدة باتجاه تعزيز بناء مجتمع العلم والمعرفة، عبر وادي الرياض، وآليات التطوير المختلفة التي بدلت جلد الجامعة، وأخذتها في غضون سنوات قلائل إلى مراتب متقدمة في خانة أشهر وأهم الجامعات العالمية من خلال أدق معايير التصنيف الدولي الموثوقة والمعترف بها على مستوى العالم، في حين تسارعت خطوات إعلان الجامعات الوليدة في المناطق عن ذاتها الأكاديمية، وتحالفاتها مع جامعات عالمية أخرى، في الوقت نفسه الذي لا يزال يتم فيه إنجاز بنياتها العمرانية، وكأنها في حالة سباق مع الزمن. كل هذا يحدث في ساحة التعليم العالي، وبوتيرة لا تنم إلا عن أننا أصبحنا بالفعل أمام مشروع دولة حقيقي هدفه وغايته بناء الإنسان، وتسليحه بالعلم وأدوات البحث العلمي، بمعنى أن الأمر لم يعد مجرد خط تنموي وحسب، وإنما هو كما يتضح من إطاره العام مشروع دولة بمعنى الكلمة، أراد له عبد الله بن عبد العزيز أن يكون هو مقود هذا الوطن في طريق بناء مستقبله عبر شبابه وشاباته المؤهلين، وأن يتولى زمام المبادرة في رسم شكل وملامح ذلك المستقبل عبر بوابة العلم، على اعتبار أن أي بوابة أخرى غير بوابة العلم، لن تكون المدخل الملائم للعالم الجديد الذي بات يتكئ على التقنية والثروات المعرفية، واقتصاديات البحث العلمي، إذ لم يعد ثمة مكان للبضائع المزجاة مهما كانت قيمتها إلا لمن يعرف كيف يستثمر ثرواته في بناء معارفه وعلومه ومنافسة العالم فيها. خادم الحرمين الشريفين الذي عمل بصمت ووقف خلف التعليم العالي بكل قوة، لم يفصح منذ البداية عن أنه يقود مشروعا وطنيا، وإنما جاءت خطواته المتلاحقة، ومنجزاته في هذا الميدان لتكشف عن هذا المشروع العملاق الذي ملأ أركان الوطن حيوية ونشاطا، منذ أن جعل الجامعات إحدى أهم واجهاته الحضارية، ولأنه مشروع وطني مثلما أشرنا فقد جاء الإعلان عن الموافقة الملكية على إنشاء الجامعة السعودية الإلكترونية، التي ستضم في بدايتها ثلاثة برامج هي: برنامج إدارة الأعمال، وبرنامج الحوسبة المعلوماتية، وبرنامج المعلوماتية الصحية، ليدلل بما لا يدع مجالا للشك، على أننا أمام رؤية استراتيجية وطنية كبرى تتعامل مع التعليم العالي بكامل توجهاته وتخصصاته وتقنياته من خلال ملف كامل لم يغفل حتى عن قضية الانتساب، وليؤسس هذه الجامعة الإلكترونية لتكون بديلا له وفق ما صرح به معالي وزير التعليم العالي، حيث ستقدم هذه الجامعة خدماتها لمن يرغبون في مواصلة دراساتهم الجامعية في ظروف أكثر مرونة، وبما يتلاءم مع طبيعة حياتهم، أو أعمالهم وارتباطاتهم الوظيفية، أو أماكن وجودهم، وهذا الأفق الواسع الذي أصبح يغطيه التعليم العالي، ويتحرك في مداره هو ما سيجعلنا أكثر أمنا واطمئنانا على مستقبل وطننا وأجيالنا التي فتح أمامها عبد الله بن عبد العزيز بالتعليم العالي نوعا وكمّا، كل الطرق المؤدية إلى أجمل قمم المستقبل، وواعدهم لمجد هناك.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
760835النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
6522الموضوعات
التكنولوجياالجامعات والكليات
تاريخ النشر
20110820الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية