الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الخروج عن النصالملك عبدالله .. ودعوة للترجل عن خشبة المسرح ...!
التاريخ
2010-11-03التاريخ الهجرى
14311126المؤلف
الخلاصة
!د. مطلق سعود المطيريعلى مسرح أحداث الحياة تتمايز ثلاث فئات من الناس بفروق صارخة حجمها كطول المسافة بين الأرض والسماء : فئة هم الذين يصنعون الأحداث ويصوغون لها مساراتها لتصل وفقا لحبكة درامية وبعد تشابك خيوطها وتقاطعها وبلوغها الذروة ، ثم عودتها الى الاستقامة وصولا الى النهاية المطلوبة، وفئة ثانية من بينهم المؤدون الذين يقومون بأداء الدور دون خروج على النص، وحرفيا.. وهذه الفئة هي الأكثر مثولا على خشبة المسرح والأكثر عرضة للنقد والتقويم بحسن الأداء أو سوئه، ثم هناك فئة ثالثة هي الغالبية العظمى التي تمثل جمهور المتلقين ، أعني المتفرجين الذين لا حيلة لهم الا الخضوع والإذعان لكل ما يجري من حولهم أو يقدم لهم، ضارا أو نافعا. د. مطلق سعود المطيريعلى مسرح أحداث الحياة تتمايز ثلاث فئات من الناس بفروق صارخة حجمها كطول المسافة بين الأرض والسماء : فئة هم الذين يصنعون الأحداث ويصوغون لها مساراتها لتصل وفقا لحبكة درامية وبعد تشابك خيوطها وتقاطعها وبلوغها الذروة ، ثم عودتها الى الاستقامة وصولا الى النهاية المطلوبة، وفئة ثانية من بينهم المؤدون الذين يقومون بأداء الدور دون خروج على النص، وحرفيا.. وهذه الفئة هي الأكثر مثولا على خشبة المسرح والأكثر عرضة للنقد والتقويم بحسن الأداء أو سوئه، ثم هناك فئة ثالثة هي الغالبية العظمى التي تمثل جمهور المتلقين ، أعني المتفرجين الذين لا حيلة لهم الا الخضوع والإذعان لكل ما يجري من حولهم أو يقدم لهم، ضارا أو نافعا. من أكبر الكوارث في عالمنا العربي أننا جميعا قد ألفنا الجلوس والاسترخاء في مقاعد المتفرجين، نتفرج ثم ننصرف صامتين، أو – في لحظات التجاوز – نمطّ الشفاه ونتمتم بكلمات في السر والله حرام ثم نمضي، وبعضنا يتلمس راحة البال والضمير بإلقاء اللوم على الضحية بحجة أنهم هم الذين جلبوا المأساة على أنفسهم . وكمثال بسيط وسريع في العرض اليومي للقضية الفلسطينية وبصراحة : اسرائيل هي صانعة الأحداث على هواها ما شاءت، والمنظمات العربية والدولية بكل مؤتمراتها وتوصياتها وقراراتها، ومعها بعض الحكومات والسلطات مجرد قائمون بالأداء لا حق لهم في الخروج عن النص أو تغيير السيناريو، والشعوب العربية وفي مقدمتهم الفلسطينيون مجرد متفرجين، لهم حق مط الشفاه أحيانا، ويعاقَبون إن قذفوا الممثلين بالحجارة احتجاجا على الأداء وليس على الفعل أو الحدث. من هذا كله أريد أن أستخرج المعنى والدلالة من خبر بسيط يحمل دعوة من خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ويرعاه الملك عبدالله بن عبدالعزيز لكل الأطراف المتصارعة في العراق الشقيق للحضور الى المملكة عقب الحج، للتحاور بهدف الخروج من مأزق تشكيل الحكومة. في العراق عشرات السيناريوهات، واحد أو أكثر معد من قبل الأمريكان، وآخر أو أكثر من قبل دول أوربا من أصحاب المصالح، وآخر أو اكثر من قبل ايران، وبعض هذه السيناريوهات معد محليا من أصحاب المصالح وبعضها ما يزال مجهول التوجه والهوية، ومن الطبيعي والمنطقي أن يختار كلّ من أعدّ واحدا من هذه السيناريوهات المؤدين القادرين على تمثيل الدور بكفاءة واقتدار، وبشروط جودة الالقاء وتضخيم الصوت وتلوينه والدخول الى الخشبة بتوقيت مضبوط والخروج منها بنفس الدقة، ومن الطبيعي أيضا أن يحتدم الصراع والنزاع وينحو باتجاه دموي للتصفيات حتى لا يزدحم المسرح بأعداد الممثلين وترتبك الأحداث فلا تصل الى النهايات المرسومة سلفا. والأسوأ في هذا المشهد العراقي أن جمهور المتفرجين من بسطاء العراقيين قد جردوا من حق مط الشفاه والقذف بالحجارة ومنحوا إكرامية أن يقذَفوا هم بالرصاص بلا سبب ولا ثمن. والأشد سوءاً أننا جميعا في عالمنا العربي ما نزال في استرخاء المشاهدة دون تعليق. واذا أردتُ أن أترجم دعوة خادم الحرمين الشريفين بكلمات أخرى وفقا للمعنى النبيل في داخلها أقول ببساطة انها دعوة صريحة وشجاعة وعربية مخلصة للذين يتمسكون بأدوار الأداء على خشبة مسرح العراق وفقا لسيناريوهات معدة سلفا من آخرين الى التحول الى الفئة الأولى.. أولئك الذين يصنعون الفعل ويوجهون الأحداث بإرادة وعزيمة نحو نهاية نبيلة تصون كرامة وإنسانية شعب يدفع ثمنا باهظا دون ذنب أو جريرة.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
761495النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15472المؤلف
مطلق سعود المطيريتاريخ النشر
20101103الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين