الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المواطن بين أرقام الميزانية والواقع
التاريخ
2011-01-07التاريخ الهجرى
14320203الخلاصة
- أعلى ميزانية في تاريخ المملكة !! بكل فخر وفرح كان هذا هو العنوان الملازم دوماً لإعلان كل ميزانيات المملكة خلال السنوات الماضية.. ففي كل عام ولله الحمد يصاحب إعلان الميزانية العامة للدولة ابتهاج وسرور رسمي واجتماعي وإعلامي بأن ميزانية المملكة العربية السعودية خلال العام القادم هي أعلى ميزانية في تاريخ المملكة.. وظل هذا العلو وهذا التواصل وهذا التنامي في تقديرات الميزانية عاماً بعد عام وسيدوم ذلك إن شاء الله.. ففي الأعوام القليلة الماضية على سبيل المثال كانت ميزانية بلادنا على النحو التالي: - في عام 2005م قدرت مصروفات الميزانيةب 280 مليار ريال. - في عام 2006 قدرت مصروفات الميزانية ب335 مليار ريال. - في عام 2007 قدرت مصروفات الميزانية ب380 مليار ريال. - في عام 2008 قدرت مصروفات الميزانية ب410 مليار ريال. - في عام 2009 قدرت مصروفات الميزانية ب475 مليار ريال. - في عام 2010 قدرت مصروفات الميزانية ب540 مليار ريال. - في عام 2011 قدرت مصروفات الميزانية ب580 مليار ريال. وأمام هذه المليارات الضخمة فإنه من الطبيعي جداً أن يتساءل المواطن عن مدى تأثير حجم هذه المبالغ الكبيرة على واقع التنمية وعلى حال مستوى أداء الخدمات العامة وعن مستوى الإنجازات التنموية في المملكة قياساً بتقديرات هذه المبالغ وهذه الميزانيات المتتالية في العلو عاماً بعد عام ولله الحمد !! بتاريخ 14/12/2007م وخلال صدور ميزانية عام 2008م أي قبل ثلاث سنوات جاء في هذه الزاوية مقال بعنوان مليارات ولكن.. !! قدمت حينها تساؤلات عن مدى تأثير تلك الميزانيات السابقة في مستوى وفي درجة التنمية الشاملة في المملكة !! وهل حققت تلك المبالغ بالفعل وفي الواقع نتائج إيجابية في النمو الخدمي والاجتماعي بما يحقق رضى المجتمع قياساً بحجم مبالغ كل الميزانيات التي صدرت في الأعوام السابقة !! ندرك أن ولاة الأمر في هذا الوطن الغالي وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله قد وضعوا هذه المبالغ بين أيدي كافة المسؤولين في هذه الدولة بنسب معينة وعهدوا إليهم بالأمانة الكاملة والإخلاص التام في توجيه هذه المبالغ بما يحقق أفضل وأعلى درجات الرضا التام لكل المواطنين في أرجاء هذه البلاد من خلال رفع مستوى أداء الخدمات العامة ووفق حجم هذه المبالغ التي حملتها الميزانيات العامة وآخر ذلك ماتم خلال جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين الماضي حيث شدد نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله على جميع المسؤولين الالتزام بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بأهمية التنفيذ الكامل لمشاريع هذه الميزانية بكل أمانة وإخلاص لرفعة الوطن وازدهاره. لذلك فإنه من الطبيعي جدا أن يتساءل المواطن أياً كان موقعه في كثير من الحالات وفي كثير من المواقف، لماذا لم تستطع كل هذه المليارات إلى الآن أن تلبي حاجة المواطن المستحقة في مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية وغيرها ؟! فالفرح الحقيقي للمواطن بحجم هذه المليارات لن يكتمل إلا بعد أن يرى واقعاً ملموساً مرضياً في مستوى الخدمات الصحية وفي النقل وفي المواصلات والطرق وفي الوظيفة وفي التعليم وغيرها من الخدمات الرئيسة !! بل وتزداد تساؤلات المواطنين وحيرتهم وألمهم وهم يسمعون عن حجم مبالغ هذه الميزانيات في نفس الوقت الذي يشاهدون فيه حال مدينة جدة مثلاً مع الأمطار والسيول على مدى عامين متتاليين !! ويشاهدون آلاف المسافرين يتزاحمون على البحث عن مقعد للسفر الى أي مدينة على إحدى طائرات الناقل الجوي الوحيد !! أو هم يشاهدون في كل أقسام الطوارئ والإسعاف وفي كل العيادات والمستشفيات أعداد المراجعين الذين يبحثون عن سرير للتنويم أو موعد قريب في العيادات!! أو هم يشاهدون معاناة آلاف الشباب العاطلين الباحثين عن فرص عمل وغير ذلك !! ما يؤكد أن هناك بعض التباين وهناك شيء من القصور الذي يحتاج إلى مراجعة ويحتاج إلى رقابة صارمة وحاسمة بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى.. فمن المحزن جدا أن لا يرى المواطنون أثر كل هذه المليارات على أرض الواقع !!
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
761624النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15537الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الهيئات
مجلس الوزراء - السعوديةتاريخ النشر
20110107الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية