الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
من ثمرات الإبتعاث
التاريخ
2010-03-17التاريخ الهجرى
14310401المؤلف
الخلاصة
من ثمرات الابتعاث د. رشيد بن حويل البيضاني قد تحلو لبعض السلبيين كثرة الانتقادات ومهاجمة كل جميل واستنقاصه، ومن تلك ابتعاث أبنائنا للدراسة في الغرب، حيث يرون في إرسال فلذات أكبادنا إلى «بلاد الكفار» تعريضا لهم للضياع والانحلال، هؤلاء لم يفتح الله تعالى عليهم، ويروا ما رأيناه ونراه من ثمرات يانعة للابتعاث. نعم، هناك سلبيات يجب أن نعترف بها، وأن نعالجها، لا أن نتبع معها منهج «الباب اللي يجي منه الريح سده واستريح»، بل إن الباب الذي تأتي منه الرياح لا بد أن يكون بابا قويا، معدا ومهيأ لصد أعتى وأقوى الرياح، فلا «فراغات» فيه ولا ثقوب ولا خلل.في زيارة قمت بها إلى المحلقية الثقافية لقضاء بعض المهام، وقضيت بعض الوقت مع بعض المسؤولين وكذلك الدكتور غازي مكي الملحق الثقافي السعودي، الذي في مكتبه كنت أسرح بفكري في اللحظات التي يتركني فيها ليقابل أحد أبنائه، ليحل له مشكلة، أو يوجه له نصيحة، في قضية الابتعاث الجميلة، بل الخطوات المباركة.والمتابع لسياسة حكومة خادم الحرمين في الآونة الأخيرة يلاحظ بيسر اهتمامه ــ حفظه الله ــ بابتعاث أبنائنا للاستزادة من العلوم المختلفة في أكبر الجامعات وأعرقها في العالم، سياسة حكيمة، وجريئة ومدهشة لنا جميعا، فهي تنم عن بعد نظره وسعة أفقه.هؤلاء المبتعثون يعودون إلى الوطن وقد حملوا في رؤوسهم أفكارا ومعلومات لو أحسن بعض المسؤولين في بلادنا استغلالها، لقفزت بالوطن إلى الأمام.خطوات وخطوات لكن للقضية جوانب أخرى، فالاستفادة من هذا الجيل لصالح الوطن، ترتبط بروتين وإجراءات، وهناك المتحمس للاستفادة، وهناك كثيرون ممن يعيقون كل ما جاءنا عبر الغرب بحجج واهية، وكأنهم أحرص على الدين والوطن والمواطن من سائر الناس.فمن تلك الجوانب التي يحق لنا أن نفخر بها، ما جسده الطالب ماجد الشاعري وقد التقيته في لندن، إذ أخبرني أنه أثناء انتظاره للطائرة، وهو في إحدى الرحلات، جلس إلى جواره مواطن سويسري، أخذ ينظر إليه وهو يقرأ بهدوء وسكينة في كتاب الله، مما أثار فضوله، وقطع عليه مناجاته لربه ليتعرف عليه. سأله عن بلده وعن سر ابتسامته وهو يقرأ، فأخبره بأنه مبتعث سعودي، ويقرأ في القرآن الكريم، كتاب المسلمين المنزل من الله تعالى. وكعادة الغربيين في الفضول، وبخاصة إذا كانوا يجهلون، أخد يكيل له الأسئلة حول القرآن والإسلام. تأخرت طائرة الرجل واضطر ماجد الشاعري أمام إغراءات الحوار، والأمل الذي داعبه في هداية هذا السويسري، اضطر لتأجيل رحلته، وأخذ يقص على صاحبه بعض ما في القرآن، من ذكر مشرف للمسيح عليه السلام وأمه، من خلال سورة مريم وكان لا بد من الافتراق، لكنهما تواعدا على اللقاء مرة أخرى، وقد كان، وانتهى الأمر بإسلام هذا الرجل السويسري.ثمرة أخرى تذوقتها، من ثمرات سياسة الابتعاث، تمثلت في مقابلة نموذج مشرف لأبناء هذا الوطن من العاملين في ملحقياتنا وسفاراتنا، وهو الدكتور غازي مكي الذي قضى ما يقرب من سبعة عشر عاما في الملحقيات، يحل مشاكل أبنائنا، يحنو عليهم كأب، ويسهل لهم الأمور كمسؤول بحق، وضعته وزارة التعليم العالي، فكان نعم الرجل المناسب في المكان المناسب.ثمرة ثالثة، رأيتها وأعجبت بها، تمثلت في ذلك المبنى الرائع في شكله ومحتواه، للملحقية الثقافية السعودية في العاصمة لندن، والذي تم شراؤه ليوفر الملايين مما كان يدفع في الاستئجار، وليشير إلى سياسة وزارة التعليم العالي الرشيدة.المبنى بشكله وموقعه ومن فيه يعد انعكاسا صادقا لاهتمام حكومتنا، ولروح شعبنا، ولأخلاقيات أبنائنا، وذلك كله أفضل دعاية لنا، وأكبر رد على هؤلاء الذين يحاولون تشويه صورتنا.ثمار عديدة ومفيدة لسياسة الابتعاث إلى الخارج لتحصيل العلوم، تتطلب منا حسن إعداد أبنائنا في بلادنا قبل إرسالهم، وتهيئتهم لأداء دورهم ومهمتهم في الخارج، وبعد العودة، وما علينا من أولئك الذين فقدوا حاسة التذوق لثمار يانعة ومفيدة.تأملت ذلك كله، ووجدتني أردد بيني وبين نفسي، ألا ليت الشباب يعود يوما...يا ليت!!dr@drrasheed.comللتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة
الرابط
من ثمرات الإبتعاثالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
761656النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15908الموضوعات
الابتعاثالجامعات والكليات
القوى العاملة
المنح الدراسية
الموارد البشرية
برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي
الهيئات
وزارة التعليم العالى - السعوديةالمؤلف
رشيد بن حويل البيضانيتاريخ النشر
20100317الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية