الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
كرسي الأمن الغذائي .. للملك
الخلاصة
كرسي الأمن الغذائي .. للملككلمة الاقتصادية الأمن الغذائي كان وسيظل هاجسا محوريا في حياة الشعوب أينما كانت، ولسوف يتعاظم هذا الهاجس حين تكون مساحة شاسعة من بلد كالسعودية بيئة صحراوية في انتظار ما تجود به الأمطار وفي ندرة من المياه الجوفية وخالية من الأنهار، ما يعني شروطا قاسية غير مواتية للزراعة التي هي مصدر كل غذاء، وبالتالي يصبح البحث عن مصدر تأمين الغذاء قضية القضايا. أولى هذه القضايا تمثل في الاتجاه إلى الخارج، ليس للاستيراد الذي هو شأن تقليدي تشترك به المملكة مع سائر دول العالم، وإنما لاستئجار أراض صالحة للزراعة موفورة المياه في بعض الدول العربية والإسلامية وغيرها، وفق اتفاقيات تعقد بين حكومة السعودية، وحكومات تلك البلدان كمظلة قانونية لحماية استثمارات القطاع الخاص السعودي هناك، كما تم مع الشقيقة السودان مثلا. وهذا الإجراء، بجانب الاستيراد، يشكلان جزءان حيويا من حل معضلة الأمن الغذائي في المدى المنظور، كما يوفران في الوقت ذاته فرصا وظيفية ومنافع أخرى للبلدان الحاضنة لمشاريع الاستثمار السعودي، وما دفع إلى هذا الاتجاه هو حصاد الخبرة الزراعية التي مرت بها السعودية على مدى العقود الثلاثة الماضية، وما نجم عنها من إيجابيات كتوفير مخزون هائل من القمح إلى جانب نهضة زراعية قدمت محاصيل الخضار بأنواعها، وقامت إلى جانبها المراعي وتربية الماشية والدواجن والأسماك، ما جعل البلاد تنعم باكتفاء ذاتي مع فائض للتصدير، غير أن هذا المنحى كانت له كذلك سلبياته التي كان من أبرزها تدني مستوى المياه الجوفية، وارتفاع تكلفة الإنتاج ما جعل الاستمرار في التوسع الزراعي مجازفة لها مخاطرها، فكانت الخطط اللاحقة لتحديد نوعية المحاصيل ومناطق الزراعة، حفاظا على المخزون الاستراتيجي من المياه. غير أن هذه الجهود والحلول لم تقف عند هذا الحد، بل راحت تتلمس المنهج العلمي لتحقيق الأمن الغذائي هذا المنهج الذي توجته موافقة المقام السامي على تأسيس كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للأمن الغذائي في جامعة الملك سعود، حيث مهام هذا الكرسي العلمي تتمحور حول القيام بالبحوث العلمية والدراسات النوعية التي تستهدف الكشف عن وسائل جديدة لزيادة الإنتاج الغذائي وتنويعه وإيجاد أو خلق أو تأهيل البيئة القادرة على الإنتاج الوفير الصحي الاقتصادي، ذلك أن آفاق البحث العلمي حبلى بالمفاجآت والاختراقات التي يودعها الخالق في موجوداته من مواد ونواميس وفي عقول بني آدم الذين كرمهم - سبحانه - على العالمين. كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للأمن الغذائي، إضافة أكثر وأعمق، لأنها خطوة جوهرية في صميم الأمن الوطني فالغذاء يمس كل إنسان مواطنا أو مقيما أو عابرا على هذه الأرض المباركة، أي أنه دعامة الأمن والاستقرار، فالندرة فما بالنا بالجوع أمران يهددان الحياة نفسها فكيف بالأمن أيا ما يكون؟! وكما أن الأمن الغذائي جوهر التنمية هو أيضا موئل الشراكة الإنسانية، فبتوافر الغداء تمد الشعوب أيادي بعضها إلى البعض بالفائض أو التبادل بين الأصناف والأنواع فيما يحقق بجانب المردود الاقتصادي مردودا أمنيا للجميع. التطلع لهذا الكرسي الذي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن تستقطب له الكفاءات العالمية، محلية كانت أم عربية أم عالمية.. فالهدف الذي يتوخى أن ينهض به هذا الكرسي غاية في الأهمية، فهو هدف في قلب استراتيجية التنمية، فدون الماء والغذاء تظل التنمية مرهونة لمصدرهما وأحوالهما ولظروف الخارج، فيما تكرس إنتاج الغذاء والماء في الوطن وترسيخه يأخذ أطوار التنمية إلى معارج تقدم إثر تقدم ويضمن ما نخطط له من تحقيق تنمية مستدامة تمتلك شروط استدامتها.. وأملنا أن تزف لنا جامعة الملك سعود في غد قريب - بإذن الله - أخبارا تتعلق بصناعة الغذاء وإنتاجه على نحو لم يخطر لنا على بال، الأمر الذي شغل هاجس خادم الحرمين، وملأ عليه تفكيره، وحلم بأن يكون، فكانت هذه المبادرة الملكية السامية.. ويا لها من دلالة رمزية مكثفة أن يكون اسم خادم الحرمين الشريفين بنفسه مقترنا بكرسي الأمن الغذائي في أعرق جامعات الوطن وفي عاصمته أيضا!!
الرابط
كرسي الأمن الغذائي .. للملكالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
761943النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
6084الموضوعات
الامن الغذائيالبحث العلمي
التخطيط الاقتصادي
التعليم العالي
التنمية الزراعية
الجامعات والكليات
الهيئات
جامعة الملك سعود - السعوديةتاريخ النشر
20100608الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
العالم العربي
الرياض - السعودية