الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الأمر الملكي الكريم تجاه الفتوى والمفتين
التاريخ
30-8-2010التاريخ الهجرى
14310920المؤلف
الخلاصة
من أراد أن يتحدث عما يجري في وطننا العزيز.. المملكة العربية السعودية.. في الوقت الحاضر يجدر به أن لا تغيب عن ذهنه تلك الأسس التي قام عليها الحكم في هذا الوطن. وهذه الأسس ما زالت واضحة في ظاهرها المعلن وإن بدأ يثار حولها غبار خلال العقود الثلاثة الماضية، وهو غبار استمر تكاثفه عبر سنوات تلك العقود لأسباب يطول الحديث عنها أو ليس من اليسير تحديدها وتشخيصها في مقالة كهذه المقالة. الإعلان الظاهر للتمسك بتلك الأسس لا يختلف في واقع الأمر عن الإعلان الظاهر التمسك بكل ما يعزز من مكانة اللغة العربية الفصحى ويقويها مع مشاهدة أن السهام توجه إليها بكل ضراوة وبمختلف الأسلحة في جزيرة العرب... مهد تلك اللغة ومهبط الوحي المنزل بها على خير خلقه.. النبي العربي، صلى الله عليه وسلم. وفي السنوات الأخيرة كثر المفتون، وامتلأت بفتاواهم وسائل الإعلام المختلفة مقروءة ومسموعة ومرئية، ومن هؤلاء المفتين من كان هدفهم الأساس ملء جيوبهم بالمال، بل إن منهم من صاروا يشترطون بأن لا يقل ما يدفع له نظير مثوله أمام شاشة إحدى القنوات التليفزيونية عن خمسين ألف ريال في الساعة، وفي بلدان يسود الكثير من الجهل لدى مجتمعاتها، ويضرب الإعجاب بالمثرثرين باسم الدين أطنابه في ربوعها، لابد أن تكون سوق هؤلاء رائجة. كنت ممن أدرك حدوث فوضى في مجال الإفتاء في رحاب وطننا العزيز، وقد أشرت إلى ذلك في أبيات من قصيدة عامية نشرت ضمن مجموعة عنوانها (نمونة قصيد) عام 1416هـ قائلاً: يا رجاجيل المعرفة والفهامة والنفوس اللي لها أذواق رفيعة خبروني جيلنا الحاضر علامه كثر فيه اللي تحلى بالخديعة وصار ثوب الدين ما يعرف مقامه يلبسه من هم مذاهبهم وسيعة كل من كور على راسه عمامة قال: أنا المفتي وأنا قاضي الشريعة من تعاريج الخليج إلى تهامة ومن تبوك إلى سباريت الوديعة قدت سلطان المعرفة في خزامه لين صرت أعجوبة العالم جميعة وأنت اللى برقت به تلقى جهامه مظهر يبهر نظيرك في لميعه وإن نبشته ما لقيت إلا فدامه يتمرغ بالجهل ثور النفيعة الأمر الملكي الكريم، الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين، بخصوص الفتوى والمفتين أمر موفق يؤمل منه أن يتركز وضع الأمور في نصابها الصحيح وثناء من يعتد برأيهم الصادق المخلص على ذلك الأمر دليل من الأدلة الواضحة على الأمل الموجود لدى الجميع بأن تكون عاقبته مفيدة للخاصة والعامة من الأمة. وإذا كان من الأهمية بمكان صدور هذا الأمر الكريم فإن من الأهمية أيضاً أن يكون هناك حزم في تنفيذه على الجميع. ذلك أن عدم تنفيذ الأوامر الملكية التي لم تصدر إلا مراعاة للمصلحة العامة للأمة، من الأمور الضارة. وقد يساور البعض الخوف، وبخاصة إذا سبق له أن رأى أوامر ملكية واضحة الفائدة، لكنها لم تجد طريقها إلى التنفيذ بحزم.
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
764387النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13850الموضوعات
السعودية - الأوامر الملكيةالفتاوى الشرعية
المؤلف
عبدالله بن صالح العثيمينتاريخ النشر
20100830الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية