الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
إداري مذهل
التاريخ
2011-11-01التاريخ الهجرى
14321205المؤلف
الخلاصة
رأس الأمير سلطان مئات اللجان منذ عام 1947 وحتى قبيل وفاته في جميع مجالات أعمال الدولة السعودية. ولم ينسَ موعداً واحداً قط، ولم يهمل الرد على مكالمة هاتفية أو رسالة بمجرد أن يعود إلى بيته أو غرفة فندقه أو صالون سيارته إن كان في زيارة لمراتع الإبل أو في رحلة صيد. أما إذا كان الأمر يتعلق بقراءة ملخص دراسة أو تقرير مطول قبل اتخاذ القرار، فإنه يقرأ بتأنٍّ لا يشوبه بطء ويستوعب بصورة متعمقة وشاملة كل ما قرأ. قد يراه من لم يسبق له أن رآه في اجتماع مهم، وقد يظنه مشغولاً بأمر آخر غير الموضوع الذي عقد الاجتماع لبحثه. وبمجرد أن يتحدث أو يجيب على أي استفسار، يزيل قوله وهم كل من توهم بأنه لم يكن حاضراً جسدياً وذهنياً فحسب بل كان محيطاً بكل ما قيل. وأذكر كما قد يذكر غيري من الزملاء وبكل تأكيد معالي الأخ الصديق الدكتور ناصر السلوم حينما كان وزيراً للمواصلات (النقل حالياً)، الذي أعد دراسة لإنشاء طريق سريع بمواصفات دولية في شمال المملكة. ولا أذكر الآن كل تفاصيل المشروع ما عدا أنه كان سيمر بين حائل والجوف، فيمر بالضرورة بمناطق صعبة التعبيد والحماية من الرمال المتحركة في منطقة كشمال صحراء النفود. وقد تم عرض المشروع للدراسة والتدقيق على اللجنة العامة لمجلس الوزراء - وقد كانت لجنة مكونة من 14 وزيراً حينئذٍ - ووافقت اللجنة على المشروع بعد نقاش طويل كما جاء من وزارة المواصلات. وقبيل رفعه إلى مجلس الوزراء بأكمله، تم عرض المشروع على الأمير سلطان - تغمده الله برحمته. وبمجرد أن رأى خريطة الطريق، لحظ ما لم يلحظه أحد ممن اطلعوا على مشروع الطريق من ذي قبل، بأنه يمكن اختصار مسافة الطريق وتحاشي كثير من معوقات تنفيذه. واقترح تعديله بحيث يمر من الأماكن التي حددها بدلاً من تلك التي اقترح المرور من خلالها مهندسو الطرق في وزارة النقل. وبذلك تم توفير أكثر من ألف مليون ريال مما أُعتُمد لتنفيذ الطريق.فكيف استطاع ذلك الرجل الفذ أن يلحظ ما لم يلحظه المهندسون المتخصصون والوزراء المجربون؟إن ذلك لا يعني بالطبع أنه كان أكثر معرفة فنية من المتخصصين من مهندسي الطرق، ولكن الذي يعنيه بالدرجة الأولى أنه كان رجل دولة بكل ما تعنيه هذه العبارة بامتياز واستثنائية وتفوق. لقد كان - رحمه الله - يعرف معرفة شاملة كل القرى والهجر والفياض والأودية والشعبان والممرات بين الكثبان والرمال المتحركة في شبه القارة السعودية.كان - رحمه الله - يعرف جغرافية وطوبوغرافية المملكة معرفة شاملة، ويذكر جميع المناطق التي زارها بمفرده أو بمعية والده العظيم أو أحد إخوانه الأكبر سناً منذ كان لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره.وانطلاقاً مما عرفت عنه - ولم أعرف إلا القليل لأنه كان بحراً عميقاً لا يعرف كل محتوياته إلا خالقه - أرجح أن قدراته الإدارية الفذة انطلقت من دقة التنظيم والانضباط وذاكرة قوية، ومعرفة اللماح المشارك العارف بكل ما أحاط بكل تنظيم من حيثيات، سواءً صدر التنظيم أو لم يصدر، أو تم تأجيل بحثه من أنظمة الدولة السعودية الحديثة خلال ما زاد عن الستين سنة الماضية. كان حاضراً في كل شأن دولي أو إسلامي أو عربي أو سعودي بحت.لم تجتمع في أي إنسان ممن عرفت أو عرفت عنهم ما اجتمع في الأمير سلطان من مواهب ذهنية وقدرات تنفيذية، مع ما عُرف عنه من ابتسامة دائمة وسخاء لا يعوقه عائق وحب لكل ما فيه خير ونبذٍ لكل ما فيه شر. وعلى الرغم من كل تلك المواهب التي اجتمعت في تلك الشخصية النادرة، وعلى الرغم من معرفته الشمولية، وذاكرته شبه الفوتوغرافية، فقد كان دائماً أشد الناس تلهفاً للاستماع لمن يبدي وجهة نظر أخرى أو يضيف معلومة أو يؤكدها. وما كان يوحي قط لمن أراد مناقشته في أمر ما أو أخذ توجيهه بأنه مشغول أو لا وقت عنده. وهذه صفة كما يقول جهابذة علوم الإدارة من أفضل صفات القائد الموهوب. كان نومه قليلاً، واهتمامه بكل شيء مهم كبيراً، وإدارة وقته ومواعيده أمراً معروفاً للمحيطين به وليس قابلاً للتخمين. اللهم ارحم الأمير سلطان، واجعله من الخالدين في جنات النعيم، واغفر له ولوالديه، وأطل عمر والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وشد أزره بولي عهده الأمير نايف بن عبدالعزيز وبقية إخوانه أبناء البطل المؤسس الملك عبدالعزيز. والله من وراء القصد
الرابط
إداري مذهلالمصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
764118النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17742الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
ناصر السلوم
نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالسعودية - مجلس الوزراء
السعودية. وزارة النقل
المشروعات البلدية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - ابناؤه