الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المواطن شريك حقيقي في رسم الخطط المؤدية لقيام مجتمع متحضر
التاريخ
2006-09-23التاريخ الهجرى
14270830الخلاصة
اللواء ركن دكتور بندر بن عبدالله بن تركي بن عبدالعزيز* تتعدى مفاهيم التطور في أذهان باحثيه حد الدهشة في ظل اختلاف تلك المفاهيم قياسا للرغبات المتعددة، فمن السهولة امكانية تحقيق التطور بالمفهوم السائد بينما يحتاج لكثير من الضبط والتوازنات أمام الرغبة في الحفاظ على الهوية والمبادئ، ولعل استعراض تطورات مجلس الشورى على سبيل المثال.. مثال يحتذى به لتأكيد أهمية التدرج في سبيل الوصول وهو أمر يستوجب استرجاع ماضي المقررات التنظيمية المؤطرة للمجلس في بداية التوحيد على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه بعد لقائه بعلماء المسجد الحرام للتشاور وذلك بعد سلسلة من المشاورات مع العلماء والوجهاء عبر تكريس مفهوم الشورى في الاسلام، ففي عام 1344هـ أقر طيب الله ثراه تكوين هيئة تأسيسية لوضع التعليمات الاساسية لكافة التشكيلات وظهر مجلس الشورى العام بهيكلية مكتملة بعد الاقرار المبدئي بعامين مستمراً في أعماله بشكل فاعل ومؤثر، حيث افتتح جلالة الملك عبدالعزيز الدورة الثالثة للمجلس بمدينة الطائف ملقيا خطابه الشهير الذي اشار من خلاله الى أمره الكريم بأن لا يمس نظام في البلاد يجرى العمل به قبل ان يعرض على المجلس وتوالت انجازات المجلس وزادت اعداد اعضائه عاما بعد الآخر وتشير التوثيقات الراصدة الى ان المجلس القديم قد انهى «51» دورة خلال 55 عاما عقد خلالها 5963 جلسة أصدر فيها 8583 قرارا للموازنات والانظمة والتعليمات والقرارات بعد ان مرت الشورى بثلاث مراحل تمثلت في مرحلة البناء والتأسيس ثم مرحلة المراجعة والتقييم تلتها مرحلة التأهيل والتميز وهو الأمر الذي يؤكد نهج الاصلاح التدريجي المرسوم في اطار خطة عمل عامة لاعتماد كافة مراحل التطور في كافة نواحي الحياة. ولأن المواطن محور عمليات التطور وشريك حقيقي في رسم الخطط المؤدية لقيام مجتمع متحضر فقد ركزت تلك الخطط على بناء العقلية في اطار مفاهيم وركائز اساسية لا تخرج قيد أنمله عن المنهج الاسلامي الحنيف الذي حثنا على التدبر والتفكير والتعلم فشهد التعليم قفزات تطويرية مشابهة لتلك التي أشرنا اليها في عالم اقرار مبادئ الشورى، فبعد ان كانت المرأة مستبعدة من مجال التعليم اصبحت جزءً اساسياً من تلك المنظومة بإفتتاح آلاف المدارس وبإستقبال ملايين الطالبات في كافة المستويات ضمن اطار الخصوصية آنفة الذكر وهو الأمر المميز لتجربة المملكة العربية السعودية خلال سنوات قصيرة بعد ان حققت ما يفوق حساب المقارنات الزمنية وظهرت بشكل يليق بالمكانة في كافة المحافل الدولية. لا أختلف كثيرا مع من يشير الى بعض القصور فيما يتعلق ببعض المعوقات رغم القناعة بالقدرة على تخطي الصعاب اعتمادا على تجارب متعددة ومختلفة ومتطابقة في كثير من الاحيان، لكنني متفائل حد السرور بمستقبل مشرق لقناعة ذاتية بقيمة نتائج الافعال عندما تطفو على السطح دون ان تحتاج لضجيج وصخب اعلامي وهو الأمر الذي تعودناه في كافة مناحي الحياة، ذلك ان العقلية البشرية قابلة للتطور مثلما تتطور جميع الاشياء من حولنا اضافة الى ان مبادئنا هي الركيزة الاساسية للأخذ بالصالح والابتعاد عن الضار وهو ما أجزم بأننا نسير عليه في حياتنا العامة والخاصة. لقد كانت اشارتي لمنهجية تطور مجلس الشورى كنموذج، يعبر عن حقيقة ادراك حجم الجهد المبذول لتفادي الوقوع في المحظور وذلك في خضم ثورة الحضارات بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة لا مكان فيها للمعزولين. وقد كانت تلك الاشارة مؤشرا على سياق عملية التطور الملموسة في مجالات لا يمكن حصرها ولعلنا نذكر نحن أبناء هذا الجيل كيف كنا والى ما وصلنا بعد تخطي الصعاب وحقول الالغام للوصول الى مرحلة متقدمة من العمل الاصلاحي التطويري تحت راية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بطل الاصلاحات المتلاحقة وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز بدءاً من خطاب البيعة الذي حث فيه مواطنيه على المساعدة في تبيان الحقائق لتحقيق العدل وانتهاء بالانجازات المتلاحقة وقصص الوفاء الفردية والجماعية والعمل الدؤوب لحفظ أمن الوطن والمواطنين.. داعين المولى عز وجل دوام هذا الأمن وتلك الطمأنينة. * مدير عام الثقافة والتعليم بوزارة الدفاع والطيران
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
765744النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14637الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الهيئات
مجلس الشورى - السعوديةتاريخ النشر
20060923الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية