الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
جازان 13 شوال
الخلاصة
جازان 13 شوال حمود أبوطالب مشهد يستحيل تصديقه لو لم تكن العين تراه. مشهد لا يمكن أن يتخيله أحد في جازان مهما جمح وبالغ خياله. هو حلم من أحلام جازان العتيقة التي تراكم عليها الزمن وكادت تندثر. كانت زيارة أحد الوزراء لجازان أمنية عزيزة ومطلباً لا يتحقق بسهولة، ولذلك كانت جازان لا تعرفهم إلا من خلال صورهم في الصحف والتلفزيون، وحين يأتي وزير فإنه لا يأتي إلا حين يكون مضطراً لذلك، أي عند حدوث كارثة من الكوارث العديدة التي كانت تنهش جازان، والمرة الوحيدة التي رأينا فيها أكثر من وزير في وقت واحد كانت خلال الكارثة الكبرى التي حملها فيروس الوادي المتصدع وأودعها أحشاء جازان بمباركة المسؤولين الغافلين عنها.. كانت زيارة الوزير حدثاً كبيراً يسمع عنه ويهتم به كل فرد في المنطقة رغم أن الزيارة لا تزيد عادة عن ساعات قليلة تستهلكها تفاصيل الاحتفاء والاستقبال والتوديع مع جرعة من الوعود الجديدة تضاف إلى ما سبقها، صحيح أن جازان بدأت تتعرف أكثر على الوزراء وكبار المسؤولين بعد مجيء الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وصاروا يقضون فيها وقتاً أطول يصل أحياناً إلى يوم أو يومين، ولكن مع ذلك يبقى مشهد يومي الأحد والاثنين الماضيين مختلفاً واستثنائياً بكل المقاييس. كان أكثر من وزير يتجول في شوارع جازان مساء الأحد بشكل بسيط دون موكب وكتيبة من المرافقين، كانوا عاديين جداً ولا يثيرون انتباهاً خاصاً، كان الناس يلقون عليهم التحية دون ارتباك أو عبارات تفخيم مثقلة بالمبالغة، ولم يكن ذلك ليحدث أبداً لولا وجود رب البيت في جازان، يحتضنها وتحضتنه في حالة من الحب العظيم. ليس ذلك فحسب، إذ إن يوم الاثنين كان أكثر إثارة، بل هو يوم لابد أن يكون في أبرز سطور تاريخ جازان حين انعقد مجلس الوزراء فيها، كلهم كانوا هنا، وكانت جازان مصدر القرار وعاصمة الوطن بوجود عبدالله بن عبدالعزيز وأركان حكومته. إذاً هذه هي جازان التي كانت تنتظر وقتاً طويلاً كي يمنحها أحد الوزراء زيارة عابرة أصبحت بين عشية وضحاها مقراً لاجتماع مجلس الوزراء، وهي رسالة بليغة من حاكم عظيم وملك يفيض عدلاً وعطفاً. رسالة أكدها قولاً وفعلاً, وأكد على الجميع ضرورة استيعابها وفهمها، وبالتالي فهو يدشن عملياً مرحلة جازان الجديدة التي تفتحت أكمامها على راحتيه بعد أن نبتت في قلبه الكبير.. يا وزراءنا الأعزاء: إن الرسالة واضحة..
الرابط
جازان 13 شوالالمصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
766528النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
2233الهيئات
مجلس الوزراء - السعوديةتاريخ النشر
20061110الدول - الاماكن
السعوديةجازان - السعودية