الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ميـزانية 2010 استثمـار في رأس المـال الإنسـانـي
الخلاصة
علي بن حسن التواتي لن أحدثكم هذه المرة عن فائض الميزانية أو عجزها، ولا عن إيراداتها ومصروفاتها، ولا عن مشاريعها ومخصصاتها، فهذا حديث المتخصصين للمتخصصين الذين لا بد أنهم انبروا لمناقشة هذه الجوانب في مختلف وسائل الإعلام بالجملة والتفصيل. ولذلك سأنسى تخصصي وأرقامي وتحليلاتي، وألبس ثوب رجل الشارع السعودي البسيط، وأرى ما الذي يصلني مباشرة من هذه الميزانية. فالمواطن البسيط لا ينظر للمشاريع الجبارة والتطبيقات المعقدة، فهو لا يفهمها، بل إنه حتى لا يقدر أهميتها، وما يهمه في المقام الأول هو ما يحس بتأثيره السريع المباشر على مستوى معيشته اليومي، ويلمسه في السوق والمدرسة والمستشفى، وما يراه على طاولة أو سماط طعام عائلته، وما يلبسون، وكيف ينامون. فالمواطن البسيط لا يفهم معنى الاستثمار الأجنبي إلا من خلال وظيفة له أو لابنه، ولا يفهم السياسات النقدية والمالية وأثرها في السيطرة على التضخم إلا من خلال عدد الريالات التي يدفعها لشراء الطعام وتسديد إيجار المنزل. ولا يفهم معنى البنية التحتية إلا من خلال طريق نظيف آمن يخفف من معاناته، ويقلل من احتمالات إصابته أو موته أو أي عزيز لديه، كما يقلل من احتمالات تسارع تلف مركبته الذي يضطره للاستدانة لشراء سيارة كل سنتين أو ثلاث بسبب آفات الطريق. ولذلك سأنظر في هذا الجانب فقط من الميزانية الجديدة.وأول ما أراه أن حجم الدين العام الذي تجاوز التريليون ريال بكثير بحلول عام 2003م (سنة مبايعة خادم الحرمين الشريفين ملكا للبلاد)، وكان يفوق في قيمته إجمالي الناتج الوطني لعدة أعوام مرة ونصفا إلى مرتين تقريبا، انخفض إلى حوالي 10 في المائة فقط من إجمالي هذا الناتج لهذا العام 2010م. كما أن معظم إيرادات الميزانية لهذا العام والعام المقبل هي من صادرات النفط وليست من مصادر أخرى. وهذا يعني للمواطن العادي أن الدولة بديونها القليلة وفوائضها الكبيرة واحتياطاتها الكبيرة لن تثقل على المواطنين بمزيد من الرسوم المباشرة وغير المباشرة، وربما تحافظ على أسعار مشتقات النفط وتعرفة الماء والكهرباء في المستقبل المنظور. نصيب الأسد للتعليمألاحظ ــ أيضا ــ أن التعليم يحظى بنصيب الأسد في الميزانية، فإن كنت طالبا أو ولي أمر طالب فإنني أعلم الآن أن العمل في تنفيذ مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم «تطوير» سيستمر، وأن وزارة التربية والتعليم قد استلمت أكثر من ستمائة....
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
767490النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
16189الموضوعات
التخطيط الاقتصاديالتنمية الاقتصادية
السعودية - التنمية الاجتماعية
مكافحة الفقر
الميزانية
النظام النقدي
النفقات العامة
تاريخ النشر
20101223الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة
الرياض - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة