الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
في إسرائيل هزة وفي لبنان عزة
التاريخ
2006-08-06التاريخ الهجرى
14270712المؤلف
الخلاصة
كتبت مقالة في الأيام الأخيرة وعلى هذه الصفحة تحت عنوان «صفر أو عشرون» في توصيف للحرب المستمرة على لبنان من قبل جيش الارهاب الاسرائيلي . ما استطيع قوله اليوم، وتأكيداً لما عرضته سابقاً، هو أن اسرائيل سقطت بصورتها وهيبتها وإمكاناتها وجيشها وتقنياتها وتفوقها . كل شيئ في اسرائيل بات مهدداً . وليس ثمة مبالغة في ذلك . فمن يتابع تصريحات المسؤولين الاسرائيليين الأمنيين والسياسيين يدرك التناقض والإرباك والضياع والهروب الى الأمام . ومن يتابع التعليقات والتحليلات التي تصدر من هنا ومن هناك من مسؤولين سابقين أمنيين وسياسيين أيضاً يدرك حجم الفشل الذي لحق باسرائيل وجيشها ويستطيع أن يقرأ ماذا يمكن أن يحدث داخل هذا الكيان . وما هي «تداعيات» الهزيمة على المنطقة ككل . رئيس الحكومة الاسرائيلي ايهود أولمرت أعطى سلسلة من التصريحات المتناقضة . وكانت موضع انتقاد من كبار القادة العسكريين والمحللين . لكن أبرز ما قاله : «لو انتهت المعركة اليوم لأمكن القول بكل الثقة أن صورة الشرق الأوسط قد تغيرت» . كان يتحدث من موقع المنتصر أو القريب من الانتصار . لكن المتابع لما جرى على الأرض وللوقائع يستطيع أن يقول : «ستنتهي المعركة يوماً . وبكل ثقة سيتغير الشرق الأوسط» . ليس كما تقول السيدة رايس وزيرة الخارجية الأميركية . وليس كما يشتهي السيد أولمرت وغيره . لن تبقى في الشرق الأوسط اسرائيل الدولة الأكثر رهبة . قد تسعى لأن تكون مجدداً الدولة الأكثر إرهاباً !! ولكن إرهابها لن ينفع . نعم الجيش الاسرائيلي أذل وقهر مرة جديدة في لبنان . المخابرات الاسرائيلية فشلت رغم كل ما قيل عن قصف منازل ومقرات تابعة لحزب الله وكوادره . الحزب استمر لأيام طويلة صامداً مقاتلاً بشجاعة وبسالة . المقاومة منعت الجيش الاسرائيلي من الدخول الى أي موقع بعد معارك ضارية رافقها قصف جوي وبري وبحري . المقاومة قاتلت على كل الجبهات وكأنها جيش نظامي قوي مجهز يقاتل جيشاً آخر . حجم الخسائر في صفوف الجيش الاسرائيلي كبيرة قياساً على خسائر المقاومة . رجال المقاومة أرعبوا الاسرائيليين في ساحات القتال . فاجأوهم في كل مكان وموقع . قدرة المقاومة على الاستمرار في القصف فاقت كل تقديرات الاسرائيليين . وتحصينات المقاومة لم تكن مطابقة لمعلوماتهم . ولذلك كتب الكثير وقيل الكثير وطرحت اسئلة كثيرة : ماذا كان يفعل الجيش الاسرائيلي طيلة السنوات السابقة ماذا كانت تفعل المخابرات الاسرائيلية أين الصواريخ والتقنيات التي تمنع أو تعترض صواريخ البعيدة المدى أين فعاليتها أين تقنية الجيش الاسرائيلي الذي كان جنوده يهربون امام رجال المقاومة هذه الاسئلة أجاب عليها ضباط كبار في احتفال كلية الأمن القومي الذي ألقى فيه أولمرت خطابه وقال «إن الشرق الأوسط سيتغير بعد المعركة» . فقالوا : «هل يرى الحرب كما تراها» وقال آخرون : «من يعتقد أن وسائل الإعلام تطعن المجهود الحربي بسكين في الظهر عليه أن يسمع كيف يتحدث الضباط من رتبة رائد وحتى ضباط هيئة الأركان العامة» !! واضاف آخرون : «ان التحقيق في الحرب سيحدث هزة أرضية في الجيش الاسرائيلي . وهذه الهزة ستكون عنوان التغيير في الشرق الأوسط» !! نعم هذه هي النتيجة الأهم حتى الآن في الحرب . وهذا ما يجب دراسته بتأثيراته على المدى البعيد . ومن الأمثلة التي تؤكد ذلك هو الهجوم غير المسبوق من وزراء وضباط على الإعلام الاسرائيلي الذي لا يواكب المعركة كما يجب على حد قولهم قياساً على إعلام لبنان، وهجوم رئيس الحكومة الاسرائيلية أولمرت على الإعلام العالمي الذي اعتبره منحازاً لمصلحة لبنان !! أليست هذه مفارقة أليس هذا جديدا لعقود من الزمن عاش العرب والمسلمون على عقدة ان اسرائيل أقوى إعلامياً وتعرف كيف تسوّق نفسها، وأنها تسيطر على الإعلام العالمي . وها هي اليوم ومعها أميركا في كل الحرب تشكو الإعلام اللبناني، والعربي والعالمي !! هذا لا يعني أننا تقدمنا كثيراً . ولكن بدأنا نؤثر وعلينا أن نعمل أكثر . لم يعد ثمة كبار في اسرائيل . ولم يعد ثمة خوف من اسرائيل بل صار ثمة خوف في اسرائيل !! نعم هذه هي حقيقة أثبتتها الحرب الأخيرة . الخسائر كبيرة مادياً وبشرياً والناس في الملاجئ وللمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي يتمكن مقاتلون ولا أقول جيشاً أو دولاً، من دب الرعب في قلوب الاسرائيليين ومن دك مواقعهم الداخلية - ولو حصلت بعض الأخطاء - وللمرة الأولى أيضاً لا يتمكن فيها الجيش الاسرائيلي من تحقيق أهدافه المعلنة بعد قتال عنيف وشرس طال كل المناطق والجبهات . إنه تغيير حقيقي في اسرائيل . المسألة الوحيدة التي لم تتغير حتى الآن هي هذه الغطرسة - العنجهية - الحقد - الاستعلاء - الادعاء أنهم الأقوى وقادرون على فعل كل شيء. حتى هذه النزعة لا بد أن تتغير بفعل الوقائع . وسيكون لهذا التغيير تداعيا
الرابط
في إسرائيل هزة وفي لبنان عزةالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
770420النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13922الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
الهيئات
حزب الله - لبنانالمؤلف
غازي العريضيتاريخ النشر
20060806الدول - الاماكن
اسرائيلالشرق الاوسط
العالم العربي
الولايات المتحدة
ايران
دار العلوم
سوريا
لبنان
بيروت - لبنان
دمشق - سوريا
طهران - ايران
واشنطن - الولايات المتحدة