الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الخلافة في السعودية : أنت تسأل .. وعبدالله بن عبدالعزيز يجيب
التاريخ
2006-10-25التاريخ الهجرى
14271003المؤلف
الخلاصة
الخلافة في السعودية أنت تسأل .. وعبدالله بن عبد العزيز يجيب عادل بن زيد الطريفي لأكثر من خمسة عقود ظل سؤال الخلافة في السعودية قائماً، فوفاة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - كانت اختباراً صعباً لمستقبل هذا البلد الحديث، ففي كل مرحلة انتقالية كان العالم يرقب ويشاهد ما يحدث. التجربة كانت متميزة بلا شك، فهذا البلد الذي كان غير مضمون استقراره أو استمرار نظامه قبل نصف قرن - في نظر بعض مؤرخي ذلك الوقت - أثبت عمق استقراره ومتانة نظام الحكم فيه، وعلى غرار دول المنطقة التي راحت ضحية لانقلابات عسكرية متعاقبة، وصراعات دموية على السلطة ظل هذا البلد صامداً أمام كل العوائق، وحقق تقدماً اقتصادياً وعمرانياً وتقنياً فاق كل التصورات. الملك عبدالله بن عبد العزيز كان أحد أبرز المساهمين في هذا الاستقرار، وهذا الكلام ليس من قبيل الإطراء - وهو يستحقه - بل حقيقة تاريخية يدركها المؤرخون المعاصرون. فهو أسهم بشكل شخصي على تدعيم بناء الحكم وتوارثه داخل البلد خلال العقود الثلاثة الأخيرة. ونهاية الأسبوع الماضي دشن الملك عبدالله إضافة جديدة لمساره الإصلاحي حين أجاب عن سؤال الخلافة. أثناء مرض الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - استيقظ سؤال الخلافة من جديد، وبالرغم من الثقة التي رآها كثير من الخبراء في براعة البيت السعودي في تنظيم انتقال السلطة، إلا أن النقاش القديم كان يتجدد في كل مناسبة. فالبلد الذي يحوي ربع احتياطي النفط العالمي، ويتضمن الحرمين الشريفين ليس بلداً عادياً، فهو ذو أهمية بالغة لأمن واقتصاد العالم. كل ما يحدث في السعودية، أو يصدر عنها يؤثر بشكل مباشر، وغير مباشر على دوائر القرار السياسي في عواصم عالمية مهمة. حين تولى الملك عبدالله الحكم عبر بيعة شعبية مهيبة طرح كثير من المحللين والخبراء جملة من التحديات أمام الزعيم السعودي الجديد. هذه التحديات تمحورت حول أجندة التغيير في مجالات سياسية واقتصادية ملحة تضغط على مستقبل البلد داخلياً وخارجياً. موضوعات مثل البطالة، والتباطؤ الاقتصادي، والفقر، والمشاركة السياسية كلها كانت مطروحة للاختبار. تجربة الملك عبدالله خلال عام أكدت مصداقيته كقائد إصلاحي متميز، ولم يعد السؤال يتمحور حول رغبة القيادة السياسية في الإصلاح أم لا، بل في حجمه وخطواته الممكنة. في لقاء مع مجموعة من الخبراء - الشهر الماضي - أثناء إحدى الندوات سألني أحد المهتمين بالشؤون السعودية عن أبرز إنجازات الملك عبدالله خلال العام المنصرم، فذكرت حزمة من الإصلاحات السياسية لعل أبرزها: انضمام المملكة لعضوية منظمة التجارة العالمية، وتأسيسه لعدد من المجالس الاقتصادية والاستثمارية تحت إشرافه الشخصي، ودعا إلى مواصلة الحوار الوطني بين كافة الأطياف والمذاهب والتيارات في البلد، وأطلق سراح السجناء السياسيين، ثم هناك مبادرات مهمة في سبيل تخفيض نفقات المعيشة على المواطنين كتخفيض أسعار وقود المركبات، ومشروع الملك عبدالله لوالديه للإسكان الخيري، وكذلك مشروع الملك عبدالله لإنشاء صندوق استثماري لذوي الدخل المحدود، وزيادة رواتب الموظفين في الدولة، كل تلك الأمور ساهمت في إنعاش البلد بعد فترة ركود نتيجة لتراجع أسعار النفط نهاية التسعينات. لكن محدثي قال لي ماذا عن الإصلاحات الجوهرية، تلك التي ستغير صورة السعودية التي نعرفها. كانت إجابتي أن الملك عبد الله اعتمد جملة من التغييرات قد لا تكون نتائجها واضحة الآن، ولكن سيكون لها أثر مهم في تحديد مستقبل البلد، أهمها تلك الإصلاحات التي طالت مجال الأمن الوطني، واتجاهات السياسة الخارجية في البد، ورغبته في إجراء تعديلات مفصلية في بناء الحكم. لكنني يجب أن أعترف الآن بأن أهم قرار اتخذه الملك هو إنشاء هيئة البيعة ، وأهمية هذا القرار ليست متعلقة بالمواطن واطمئنانه لمستقبل الحكم في البلد له ولأولاده، أو الاستقرار الذي سيحس به الاستثمار الداخلي، والرأسمال الأجنبي، بل لأنه استطاع أن يرسم حدود السلطة في السعودية واتجاهها، ولعلي أشرح هذا الأمر بعد أن أذكر مثالاً على الكيفية التي يفكر بها الخبراء لدور الملك عبدالله. في بداية شهر سبتمبر الحالي صدرت مقالة مهمة بعنوان الساعة السعودية نشرتها مجلة الفورن بولسي الشهيرة لكل من الكاتبتين راشيل برونسون وآيسوبل كولمن من مجلس الشؤون الخارجية، المقالة تناولت شؤون حساسة تتعلق بنظام الحكم في السعودية، ورغم أن كاتبتي المقال أعربتا عن إيمانهما بتوجهات الملك عبدالله الإصلاحية، وعزمه الأكيد على التقدم ببلاده، إلا أنهما طرحتا مسألة العمر ومدى تأثيره على درجة الإصلاح الذي قد يتحقق في السعودية. المقالة تقول بأن الحكام الكبار في السن قد لا يتوفر لهم الوقت اللازم لتحقيق مشاريعهم التي يؤملونها، وهذا الأمر ليس انتقاصاً من قدرة القائد، فالموت والحياة سنة طب
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
770215النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14002الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الهيئات
هيئة البيعة السعودي - السعوديةالمؤلف
عادل بن زيد الطريفيتاريخ النشر
20061025الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية