بعد القبض، هل تُعلن العقوبات؟!
التاريخ
2010-01-01التاريخ الهجرى
14310115المؤلف
الخلاصة
بعد القبض، هل تُعلن العقوبات؟!عبدالغني بن ناجي القشلا حديث يدور في المجالس هذه الأيام سوى أخبار القبض على المسؤولين، ففي كل يوم تطالعنا صحفنا المحلية بالقبض والتحفظ على مجموعات من المسؤولين والمقاولين والعاملين في محافظة جدة.والحق أن مثل هذا التعاطي مع هذه الفاجعة يُعد سابقة لم يعرفها المجتمع السعودي من قبل، وقد بات ثابتا عند البعض أن المسؤول بعيد عن المساءلة فضلا عن المحاسبة والمعاقبة، ولعله حان الوقت لإصلاح الخلل لتفادي الأضرار التي نتجت عنه، في عهد الإصلاح الذي يقوده قائد مسيرة التصحيح رعاه الله.مع الهواجس التي تخيم على أذهان البعض والتوقعات التي تدور فيها تدور رؤى اليوم:* كنا إلى عهد قريب في حال من التشبع بأن المسؤول لا يمكن مساءلته، ومن هنا جاء المثل الشعبي : إذا كان خصمك القاضي ما أنت بقاض. فكان نتيجة ذلك أن يتقبل المجتمع بكافة شرائحه ( موظفون ومراجعون..) بالحال أيا كان ويرضخون للأوامر دون اعتراض أو حتى مجرد نقد.* منهج لا أحد فوق المساءلة يفترض أن يعمم، وفي هذه الحالة فقط سوف يكون المسؤول ملتزما بالأنظمة، فنحن نشاهد أحيانا إدارات مختلفة المنهج تماما مع أنهم تحت مظلة واحدة (الأمانات خير مثال) والسبب هو أن كل إدارة ترضخ لفكر المسؤول ومزاجه الشخصي!* فيما يتعلق بالأنظمة فالمفترض أن يكون هناك فكر مؤسسي لكل الوزارات والإدارات، وينحصر دور من يتولى دفة القيادة هو التطوير في الأمور التي لا تمس المواطن إذ ليس من حق المدير التغيير الجذري، وهذا الفكر - في تصوري - قد آن أوانه خصوصا ونحن نعيش في عصر الإصلاح الذي يحمل رايته خادم الحرمين شخصيا.* بالعودة إلى موضوع الأنظمة الإدارية فيرجى أن نتجاوز مرحلة الأمر الطارئ أو الفجائي الذي يصدر عن بعض الوزارات؛ فالمواطن يفاجأ في كثير من الأحيان بتغير النظام، وربما كان في ذلك بعض الجور (نظام المرور ورفع قيمة القسيمة إلى الحد الأعلى بعد شهر من صدورها) وهذا يثبت الحاجة إلى استشارة المواطن وسن الأنظمة التي تيسّر أموره وفقا للتوجيهات السامية الملزمة بذلك.* في كارثة جدة جاء الأمر السامي بتشكيل لجنة عليا للتحقيق، وهي تمارس مهامها بكل جدية، وإحضار المسؤولين وإلقاء القبض على البعض يثبت ذلك، ولكن هذا يجعلنا أكثر إدراكا بأهمية الدور الرقابي الذي غاب فنتج عنه كارثة تقطعت لهولها القلوب، فهل نفعّل الرقابة وبشكل يضمن عدم تكرار المأساة؟* فيما يتعلق بالتحقيقات الجارية فإن حالة الترقب التي يعيشها المجتمع بلغت مرحلة متقدمة في انتظار النتائج وإعلان العقوبات التي أكدها خادم الحرمين مؤخرا، وكْشف كل من له صلة بهذه الفاجعة التي ما كان لها أن تحدث لولا القصور الشديد الذي وقع.إننا نتمنى إعلان النتائج في القريب العاجل، لتطوى بذلك صفحات من الماضي الذي اكتنفه بعض الخوف وأحاط به سوار الخشية، ولتشرق على التاريخ صفحة مضيئة شعارها الأخذ على أيدي المقصرين مهما كانت مراتبهم وتعالت مناصبهم؛ فالحق يعلو ولا يُعلى عليه.Email: aalqash1@hotmail.com
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
770682النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
17054الموضوعات
التخطيط الاقتصاديالسعودية - الأوامر الملكية
الفساد الاداري
الفساد المالي جرائم الاموال
المرافق العامة
المؤلف
عبدالغني بن ناجي القشتاريخ النشر
20100101الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية