الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
سألوني عن السيف الأجرب (2 من 2) سيف الإمام تركي كيف وصل إلى البحرين؟
الخلاصة
كان الاحتفال الكبير الذي أقيم مساء أمس في البحرين، والذي تم من خلاله تسليم السيف التاريخي المسمى بـ«الأجرب» لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، من قبل ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تتويجا للأهمية التاريخية للسيف الذي يعد رمزا مهما، أسهم في تدعيم الدولة السعودية في بداياتها. «الشرق الأوسط» تعرض القصة التاريخية للسيف «الأجرب»، الذي يمثل أهمية خاصة لدى السعوديين عامة، نظرا إلى ما له من رمزية كان لها تأثيرها الكبير على دعم تأسيس الدولة السعودية في بداياتها، على يد الإمام تركي بن عبد الله آل سعود. فقد مثلت السيوف قيمة عند الأنبياء والقادة، حيث رصدت كتب تاريخية للرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - سيوفا عدة، لعل أشهرها البتار، الذي سمي «سيف الأنبياء»، وسيف الحتف وذو الفقار والرسوب والمخذل والقضيب والعضب والقلعي، كما اشتهر قلة من القادة والمحاربين بإجادتهم الضرب بالسيف كما هو حال أبي محجن الثقفي الذي أودعه سعد بن أبي وقاص القائد الإسلامي الشهير السجن أثناء معركة القادسية، ومن سجنه في مقر إقامة القائد سعد بن أبي وقاص أطلق أبو محجن صرخاته وهو مكبل بالحديد متحسرا على عدم مشاركته في المعركة لتصل صرخاته إلى مسامع زوجة سعد وهو يردد: * كفى حزنا أنت تلتقي الخيل بالقنا ـ واترك مشدودا علي وثاقيا * إذا قمت عناني الحديد وغلقت ـ مصارع دوني قد تصم المناديا. وعندما سمعت زوجة سعد نداءات أبي محجن ولهفته للمشاركة في المعركة فتحت باب سجنه وأخرجته ومنحته خيل زوجها البلقاء وسلاحه، فأسرع أبو محجن إلى ساحة المعركة مخترقا الصفوف ومنفسا عن المحاربين من المسلمين، محدثا ارتباكا في صفوف الأعداء، وقد أبلى في المعركة بلا حسنا وكان سعد يشاهده وهو يعمل في الأعداء مرددا: الخيل البلقاء والضرب ضرب أبي محجن. متذكرا أنه حبيس السجن، وعندما وضعت الحرب أوزارها عاد أبو محجن إلى سجنه ليكتشف سعد أن ذلك الشجاع المقاتل ما هو إلا السجين ليخرجه من سجنه بعد أن أخذ تعهدا عليه بعدم معاودته شرب الخمر. وأشار فؤاد حمزة في كتابه «البلاد العربية السعودية» في حديثه عن سيوف الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، إلى أن جلالته يعنى عناية فائقة بالسيوف. وأوضح أن لجلالته «خبرة واسعة في أجناسها وأصنافها ومعرفة بتواريخها، وقد اهتم بالسيوف القديمة التي اشتهرت في العائلة السعودية، وحرص على جمع ما تفرق منها في حوادث الفتنة الأهلية فتم له أكثر ما أراد، وسمعته يذكر أن هنالك سيفا مشهورا واحدا من سيوف آل سعود الأولين لم يزل مفقودا». وأضاف حمزة: «ويفضل جلالته السيوف الفارسية القديمة، ومن أفضلها الجنس المسمى خريسان والجنس المسمى دابان، وقد انعدمت صناعتهما منذ مئات السنين والموجود منهما الآن نادر جدا، وأكثر السيوف القديمة في العائلة هي من الصنف الثاني دابان ومنها السيوف: رقبان وهو من أحب السيوف إلى جلالته، وصويلح، وثويني، وياقوت». وعادت السيوف الشهيرة التي استخدمت في العصور المتأخرة الذي كان فيه السيف السلاح السائد والمتاح إلى الواجهة مجددا، ولعلها أكثرها شهرة سيف «الأجرب» الذي يعود إلى الإمام تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية، واشتهر بالشجاعة والشهامة، وعد شاعرا متميزا وبارزا، وأطلق عليه شاعر الأمراء. وبهذا السيف استطاع الإمام تركي أن يستعيد ملك آبائه وأجداده، ويوطد دعائم الدولة السعودية وينشر الاستقرار في أنحاء الجزيرة العربية قبل قرنين بعد أن عمت الفتن والقلاقل جميع أرجائها. ورويت عن الإمام تركي بن عبد الله وقائع تشبه الأساطير حيث أشار منير العجلاني في كتابه عن السعودية إلى أن «سلاح الإمام، بل ورفيقه الذي لا يفارقه أبدا، هو السيف الذي عرف باسم (الأجرب) وهذا السيف كان عند تركي بمنزلة المصباح السحري عند (علاء الدين)، يقول له تركي: يا أجرب أعطني رأس فلان .
المصدر-الناشر
صحيفة الحياة الطبعة السعوديةرقم التسجيلة
770581النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17198الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودتركي بن عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
عبدالله الحاتم
المؤلف
عبدالله بن صالح العثيمينتاريخ النشر
20100506الدول - الاماكن
البحرينالسعودية
الرياض - السعودية
المنامة - البحرين