الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
توسعة الملك عبدالله للمسجد الحرام تاريخ نهضوي حديث... ومضامين استراتيجية رحبة
الخلاصة
توسعة الملك عبدالله للمسجد الحرام تاريخ نهضوي حديث... ومضامين استراتيجية رحبةمكة المكرمة – بدر محفوظ زوار «الحرم»: التوسعة الجديدة مصدر فخر واعتزاز للمسلمينبكلمة «هذا ما لنا فيه كرم»... خادم الحرمين يرعى أكبر توسعة للحرم المكياعتبر متابعون ومحللو تاريخ واقتصاد أن توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الأخيرة للمسجد الحرام في مكة المكرمة لم تكن مجرد توسعة عادية تهتم فقط باستيعاب عدد أكبر من المصلين والمعتمرين وزوار البيت العتيق، لكنها حملت أبعاداً استراتيجية أخرى ذات مضامين دينية واجتماعية واقتصادية كبرى.وأوضح أستاذ قسم التاريخ في جامعة أم القرى في مكة المكرمة الدكتور عدنان الحارثي لـ«الحياة»، أن التوسعة ليست لزيادة العدد فقط، بيد أنها في واقع الأمر تمثل نهضة تاريخية كبرى، خصوصاً في ما يتعلق بشأن العمارة الإسلامية، وعكسها مستوى رفيعاً من الجودة والفخامة والإبهار، مشيراً إلى أن هذا التطور الكبير الملاحظ في عمارة أشرف المقدسات يعطي بعداً آخر للمسلمين، وينبئ عن أن بصمتهم لا تزال موجودة، على رغم عصر الانفتاح الذي يعيشونه.ولفت إلى أن مشروع التوسعة الأخير ربما منح المسلمين فرصة أخرى لاستعادة أنفاسهم الضائعة في مواكبة التقنية واللحاق بركبها السريع، كما أنه في الوقت ذاته ولد شعوراً لديهم بفخر الانتماء للدين الإسلامي الحنيف، ما يربي لديهم شعور العودة إلى سبق المنافسة، وما كان عليه أسلافهم من المنعة والقوة والصدارة في العلوم والمعارف المختلفة.ولم يكن غريباً أن تعلن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أن التصاميم الأولية التي وضعت للمشروع كانت تحمل الأفكار نفسها التي نفذت في التوسعات السابقة التي تجاوزت الـ50 عاماً، إلا أن نظرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كانت ثاقبة في توجيه الانتفاع بالتقنيات الموجودة، وفي ضوئها تم تشكيل فريق ضم نخبة مميزة من أساتذة العمارة في جامعات المملكة، استفاد من التقنيات الموجودة والخبرات العالمية في العمارة، ما نتج منه تصميم معماري فريد وصديق للبيئة، إضافة إلى مراعاة أعلى معايير السلامة، وابتكار الفريق حلولاًً ذكية مبتكرة للإدارة والتشغيل والصيانة وإدارة الحشود، كمشروع ليس له مثال قريب.من جانبه، أشار أستاذ الاقتصاد المعياري في جامعة أم القرى الدكتور محمد الزهراني إلى أن اكتمال مشروع التوسعة المرتقبة لن يكتفي بمنح أبعاد رمزية فقط، لكنه سيعمل على منح مزايا عدة سواء للمصلين أو الزوار أو حتى لأهل مكة نفسها، مشيراً إلى أن الفرص الاقتصادية التي سيترتب عليها مشروع التوسعة هذا ستمنح بعداً آخر للمشروع ربما لن تنكشف في الأيام الأولى منه.وأوضح لـ«الحياة» أن اكتمال منظومة العمل في المسجد الحرام ستبعث على راحة وطمأنينة واستقرار زوار البيت وضيوفه، ما سيدفعهم بدوره إلى ضخ موازنات مالية جديدة تعمل على تحريك القوة الاقتصادية في مكة، ودفعها إلى مراحل متقدمة من النمو والازدهار.وفي الصدد ذاته، لفت مدير المشاريع الهندسية في مكتب الإتقان المعماري المهندس محمد الجابري إلى أن مشروع التوسعة شجع الكثير على الإقبال على الحرمين الشريفين، وأمّن راحة المصلين والحجاج والمعتمرين والزوار بشكل لم يسبق له مثيل، كما أنه أتاح قدراً كبيراً من الاستيعاب، ملمحاً إلى أن التخطيط العلمي للحرمين جعلهما يتوسطان مناطق خدمات مختلفة، مثل ساحات الصلاة والميادين، والشوارع الرئيسية، والخدمات الأساسية، والخدمات المساندة، وكلها خدمات فاعلة حققت مستوى هيأ الراحة والسلامة لكل القادمين. وأشار إلى أن المشروع يعد خاتمةً مهمة لمنظومة العمل في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فهو إلى جانب أنه يشكل بعداً دينياً واقتصادياً واجتماعياً كبيراً، فإنه يعمل أيضاً على تناسقه التام مع المشاريع الأخرى التي تؤدي وظائفها بكفاءة عالية، إضافةً إلى أنه دعا إلى تحقيق نتائج باهرة تجعل من ضيوف الرحمن يشعرون بالامتنان والتقدير للسعودية، والثناء والدعاء لخادم الحرمين الشريفين، وهو شعور يدل على عمق الإحساس بهذه الخدمات ونتائجها.
المصدر-الناشر
صحيفة الحياة الطبعة السعوديةرقم التسجيلة
773741النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
17670الموضوعات
الجامعات والكلياتالمسجد الحرام
المسجد النبوي
الهيئات
جامعة ام القرى - السعودبةالمؤلف
بدر محفوظتاريخ النشر
20110821الدول - الاماكن
السعوديةمكة المكرمة - السعودية