الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
أسئلة في حادث 11 سبتمبر
التاريخ
14-9-2006التاريخ الهجرى
14270821الخلاصة
أسئلة في حادث 11 سبتمبر د. فوزية عبد الله أبو خالد طلبت مني إحدى وكالات الأنباء الأجنبية (......) أن أجيب على عدد من الأسئلة حول أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بمناسبة ذكراها الخامسة فيما يتعلق بموقفنا، موقف المثقف العربي، وبالتحديد المثقف والمواطن السعودي من ضحاياها المدنيين ومتعلقات أخرى، مثل سؤالي عن تأثر المجتمع السعودي بتلك الحادثة سلباً أو إيجاباً. وحيث إنني لا أرى أي أهمية لأن نستكتب من قبل الإعلام الأجنبي لنسجل سنويا بضع جمل تعاطفية مع ضحايا ذلك الحدث ما لم نقم بربط ذلك الحدث بما قبله وبما بعده، أي بطبيعة العلاقة الأمريكية الخارجية وخاصة جانب علاقتها بالعالم العربي والإسلامي التي أدت لأن يكون مقابل الـ3000 من أولئك الضحايا في تلك الحادثة بنيويورك لعام 2001م, 3000 آلاف ضحية شهريا أو ما يقاربها أو يفوقها من المدنيين بالعراق على مدى ثلاث سنوات متواصلة؛ أي منذ أن قررت أمريكا احتلال العراق 2003 بعد حربها على أفغانستان عام 2001م باسم محاربة الإرهاب انتقاما من تلك الحادثة، فقد حاولت في تلك الإجابة أن أعيد قراءة الحادثة في انعكاساتها الجارحة جراء طبيعة تلك العلاقة غير العادلة التي تقيمها أمريكا بينها وبين العالم العربي والإسلامي. وهنا أقدم ترجمة عربية لبعض ما اجتهدت في قوله: لا بد من القول إن هذا التاريخ 11-9-2001م قد ترك بصماته مع الأسف على حركة العديد من الأحداث التي جاءت بعده أو التي ترتبت عليه. فهذا الحدث المدمر لم يأت من فراغ ليوجه تلك الضربة الموجعة لأمريكا بالذات وإنما جاء مع الأسف من خلال خلايا شاركت أمريكا في تربيتها بأفغانستان واستغلتها لتصفية عدوها التاريخي للقرن الماضي الاتحاد السوفيتي، ثم تخلت عنها وأدارت ظهرها لتلك القضايا العادلة التي تهم المجتمعات التي ينتمي إليها هؤلاء؛ مما أوقعهم في مواجهة نوع من الشعور بالخيانة. فأمريكا استخدمتهم في مقاتلة الاتحاد السوفيتي ثم تخلت عنهم. وإن كان ليس المقصود بقول ذلك تبرير تلك الحادثة أو القبول بقتل المدنيين فيها إلا أنه يحاول الإجابة على سؤال: لماذا توجهت الضربة لأمريكا وليس لكندا أو أستراليا أو الدول الإسكندنافية؟ فأمريكا هي الضالعة في قضية هؤلاء بالذات بدور الخصم والحكم، وبدور المدرب الذي أدخل رأسه في فم الأسد بعد أن قتله جوعا فكان طبيعيا مبادلة العنف بالعنف. فعندما يقال في هذا الحادث المرفوض: لماذا المدنيون في نيويورك؟ تكون الإجابة: ولماذا لم يرحم أحد تاريخيا المدنيين في فلسطين وهم يقتلون على يد الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي بالسلاح الأمريكي؟ ثم يكون السؤال أيضا: هل قتل المدنيين في تلك الحادثة يبرر حملة أمريكا لقتل المدنيين في الحرب الأمريكية على أفغانستان وفي احتلال العراق وفي موقفها الأخير من تأخير وقف إطلاق النار في حرب إسرائيل على لبنان صيف هذا العام والتي راح ضحيتها، أو بالأحرى لم يستهدف ليكون ضحيتها إلا المدنيون اللبنانيون حيث كان ثلث القتلى من الأطفال؟ هذا عدا جرائم سجن أبوغريب في العراق وبعض السجون الأوروبية والعالم الثالث المستعارة لصالح أمريكا، واستمرار احتجاز معتقلي جونتانامو للسنة الخامسة في أبشع صورة مرت على التاريخ من صور المهانة واللإنسانية دون محاكمة تفرز البريء من المذنب. ومع أن ليس لعاقل أن يرضى بما لحق بالمدنيين الأمريكيين من جراء صدمات نيويورك إلا أنه ليس لعاقل أن يقبل أن تتخذ أمريكا من تلك الحادثة ذريعة لتوزيع الرعب على العالم باسم محاربة الإرهاب. فعلى الصعيد العالمي أرى أن تلك الحادثة 11-9 لم تكن مجرد حادث، بل إنها شكلت منحنًى سياسياً خطيراً خاصة فيما يخص المنطقة العربية ومحيطها الإقليمي والدولي. فلا أظن أن ضرب أفغانستان عسكريا بتلك الوحشية لخريف وشتاء 2001م واحتلال العراق ربيع 2003م كان ممكنا وإن لم يكن مستبعدا لولا تذرع أمريكا بحادث 11-9 تحت شعار ما سمته الإدارة الأمريكية بالحرب على الإرهاب والضربات الاستباقية. فعلى الصعيد العربي والإسلامي والسعودي أيضا لم يبق إنسان، امرأة أو رجل، لم ترم تلك الحادثة بظلالها الثقيلة على حياته الشخصية وليس على حياته العامة وحسب. فعدا استهداف المنطقة من قبل أمريكا تحديدا لأسباب اقتصادية وسياسية تحت غطاء محاربة الإرهاب، فإن كل عربي ومسلم أصبح متهما أو مرشحاً للاتهام بالإرهاب سواء كان يتسوق في شارع عام أو في المطارات أو على متن الطائرات أو في المطاعم، أو ربما في مسجد أو حتى في غرفة نومه، مع ما يترتب على ذلك من إذلال في الحصول على فيزا إلى أي من دول الغرب وخاصة أمريكا، يتساوى في ذلك طالب العلم والعامل والباحث. هذا بالإضافة إلى مصادرة الحريات اليومية البسيطة لمن يعيش منهم في الخارج بالتنصت على هواتفهم وملاحقة حياتهم الشخصية واختلاق التهم لهم، كما في حال طالب الدكتوراه السعودي ح
الرابط
أسئلة في حادث 11 سبتمبرالمصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
775576النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12404الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - افغانستانالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - العراق
السعودية - مجلس الشورى
مكافحة الارهاب
الهيئات
مجلس الشورى - السعوديةتاريخ النشر
20060914الدول - الاماكن
افغانستانالاتحاد السوفيتي السابق
السعودية
العالم العربي
العراق
الولايات المتحدة
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بغداد - العراق
بيروت - لبنان
كابول - افغانستان
واشنطن - الولايات المتحدة