من الباحة إلى روما .. البحث عن الحل
التاريخ
2006-07-26التاريخ الهجرى
14270701المؤلف
الخلاصة
جهود دبلوماسية تتكثف، في هذه اللحظات العصيبة على الجميع، من أجل الخروج من المأزق الذي يخيم على المنطقة وتتطور حركته بما يفوق حسابات أطرافه.. وتقديرهم للموقف، منذ بداية الأزمة، بل وحتى عند التخطيط لافتعالها. لقد طال أمد الحرب، دون اقتراب أحدٍ، من أطرافها المباشرين أو غير المباشرين، من وضع حسم نهائي لها. السيدة رايس، في المنطقة، من أجل إدارة الأزمة عن قرب وليس المساهمة في حلها. لم يكن معروفاً ( بوضوح ) أن الولايات المتحدة طرف أساسي، إن لم يكن الطرف الأساسي، في هذه الحرب، قبل أن تصل رايس إلى المنطقة، لتشرف على الأزمة مباشرة، وإن كان من خلال الطرف الإسرائيلي، الذي يبدو أنه أعجز من أن يديرها وحده، ربما لعلمهم مستقبلاً أن المعركة ليست معركته، في الأساس. الطرف اللبناني الذي سبقت إليه رايس، لتملي شروطها عليه أكثر من عرض مساعدته على إنهاء الأزمة، بدا مستاءً من موقف رايس، وفضل عدم التصريح، علناً عن رد فعله ( الرسمي ) لزيارتها التي اكتفت فيها بتوزيع الابتسامات أمام الكاميرا، وكأنها تعبر عن سرور دفين لما رأته من الطائرة من دمار مهول أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية ( الأمريكية الصنع ) بلبنان، حتى إنها تجاوزت اعتبارات اللياقة الدبلوماسية عندما تكلمت عن مساعدة لبنان لتجاوز آثار الحرب، بشرط استجابة بيروت للمطالب الأمريكية، لقاء وقف إطلاق النار. هذه هي الصورة، بدون رتوش، كما ظهرت للزعيمين العربيين ( الملك عبدالله) من عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك اللذين اجتمعا في مدينة الباحة، أمس، موقف غاية في الصعوبة، بكل المعايير... ولكن يجب، على أي حال، عدم تجاوز الموقف العربي، لما يجري. الأمور يجب ألا تترك للأمريكيين ولا للإسرائيليين لحلها، عن طريق الضغط على الجانب اللبناني، بعيداً عن العرب. هذا ما توصل إليه الزعيمان العربيان للتعامل مع الأزمة.. وفرض المتغير العربي على أجندتها، رغم توقع تحفظ الأطراف الأخرى.. أو لنقل: امتعاضها. لقاء الزعيمين العربيين الكبيرين في الباحة، له أهمية خاصة، بإعطاء الانطباع للحاضرين في مؤتمر روما ( اليوم )، أن العرب لا يمكن تجاهل مصالحهم وقلقهم على أمنهم وحرصهم على سلام المنطقة، من أي تعامل دولي أو إقليمي مع الأزمة، يستبعد مشاركتهم في الحل. كذلك فإن حضور العرب مؤتمر روما، ليس من باب تسجيل المواقف أو مجرد الحضور، بل إنهم جاؤوا إلى روما ومعهم مبادرة، تحظى بدعم أوروبي قوي وتنطلق من ضرورة فرض وقف إطلاق فوري، تتبعه سلسلة إجراءات عملية تهتدي بقرارات الأمم المتحدة، ذات الصلة، للتعامل مع الأزمة من جميع جوانبها، حتى يمكن تفادي ( مستقبلاً ) ما حدث ويحدث على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية. لا يضعف من الموقف العربي في مؤتمر روما عدم حضور إسرائيل للمؤتمر وعدم تحمس الولايات المتحدة له. على أي حال لكلتا الدولتين أجندتها الخاصة، من وراء تصعيد الأزمة والعمل على استمرارها، بما لا يتلاقى مع مصالح المجتمعين في روما اليوم. ولكن خروج المؤتمر بمشروع للحل تتبناه الدول العربية وتدعمه أوروبا، يجعل من الصعب اعتبار الحل الأمريكي الإسرائيلي، هو الحل الوحيد المطروح على الساحة والقابل للتطبيق.
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
774672النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14578الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
السعودية. وزارة الخارجية
العمليات العسكرية
الهيئات
وزارة الخارجية - السعوديةالمؤلف
طلال صالح بنانتاريخ النشر
20060726الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
الولايات المتحدة
ايطاليا
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بيروت - لبنان
روما - ايطاليا
واشنطن - الولايات المتحدة