الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لماذا يرحل السعوديون إلى الهند والصين ؟
التاريخ
2006-01-23التاريخ الهجرى
14261223المؤلف
الخلاصة
لماذا يذهب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على رأس وفد سعودي كبير إلى الصين والهند وماليزيا وباكستان؟ هل تنوي الرياض تغيير بوصلة علاقاتها الاستراتيجية؟ أو قل هل تنوي القيام بمغامرة سياسية؟ قبل الإجابة عن هذه الأسئلة لا بد من التذكير بخبر ورد قبل أيام، صغير في عدد كلماته، كبير بمدلولاته السياسية والاقتصادية. فقد أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن أميركا قررت إلغاء قرابة مائة منصب دبلوماسي من أوروبا ونقلها إلى دول ناشئة مثل الهند والصين! هذه الدول «الناشئة»، مثل الصين، تشهد طفرة في النمو تعادل قرابة 8 و10% وبعدد سكان يتجاوز المليار نسمة. اقتصاد متحفز، يشكل قلقا كبيرا لأوروبا، والولايات المتحدة الأميركية، وأطرف ما قرأت في التقرير الذي نشرته صحيفتنا يوم أمس أن 90% من هدايا أعياد الميلاد لعام 2005 صنعت في الصين. والأمر نفسه ينطبق على الهند التي تشهد نموا اقتصاديا، وتفوقا تكنولوجيا، تستعين به الولايات المتحدة الأميركية، على مستوى الكفاءات، والتشغيل، وبعدد سكان يفوق المليار نسمة. وبالطبع هذا ليس كل شيء في ما يختص بالصين والهند، وأهل الاختصاص من الاقتصاد يعلمون ما هو أكثر وأهم من ذلك. لكن من الناحية السياسية في القرار، فإن الإجابة عن الأسئلة التي طرحتها في مقدمة المقال هي بالتأكيد لا! فالسعودية لا تقدم على مغامرة سياسية، بل على خطوة اقتصادية سياسية مطلوبة. فالعلاقات الاقتصادية والسياسية مع دول يشير مستقبلها إلى أنها ستكون سوقا واعدة للبترول ومشتقاته، وتفيد بشكل كبير الاقتصاد السعودي المتحفز، بالتأكيد تعتبر خطوة مهمة. كيف لا وأميركا الدولة العظمى ترى أن العالم يتجه نحو الهند والصين، وإن كان عدد الدبلوماسيين الذين تريد أميركا إرسالهم إلى الدول الناشئة مائة، إلا أن الأمر مؤشر مهم، سياسيا. بينما اقتصاديا كلنا يعرف صعوبة المفاوضات الأميركية ـ الصينية من الناحية التجارية، فالصين واقع لا تتجاهله واشنطن. ويجب ألا تتجاهله الرياض. تأتي زيارة الملك السعودي للصين والهند، بعد زيارته الأخيرة لأميركا وإتمام انضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية، إذن هو ليس هروبا من علاقات استراتيجية، وتاريخية، بل هو تدعيم لمصالح المملكة العربية السعودية. وكذلك زيارة ماليزيا، إحدى دول النمور الخمس. وأما باكستان فدولة ذات علاقات استراتيجية مع الرياض. تجاهل الصين والهند هو الخطأ، والاتجاه نحوهما قرار سياسي اقتصادي صائب وليس مغامرة. لكن على السعوديين ألا ينشغلوا بوضع صورتهم في الصين والهند، بل بما يمكن أن يقدموه، وما يمكن أن يتحقق للصينيين والهنود من هذه العلاقة. وبالطبع المردود الذي ستجنيه السعودية من هذه العلاقات. بعد وصولنا يوم أمس إلى بكين، وهذه هي زيارتي الأولى لها، بدا لي من الوهلة الأولى، أن مشكلتنا ليست في أن العالم لا يعرف السعوديين، بل في عدم معرفة السعوديين ببعض دول العالم. افتحوا الأبواب، وسافروا أيضا. هكذا تعرف بنفسك. ولذلك أكرر وأقول إن الاتجاه نحو أسواق جديدة قرار صائب.
المصدر-الناشر
صحيفة الشرق الأوسط - طبعة القاهرةرقم التسجيلة
775094النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
9918الموضوعات
التخطيط الاقتصاديالسعودية - العلاقات الخارجية
العالم الاسلامي
العلاقات الاقتصادية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات
المؤلف
طارق الحميدتاريخ النشر
20060123الدول - الاماكن
السعوديةالصين
الهند
الولايات المتحدة
باكستان
الرياض - السعودية
بكين - الصين
نيودلهي - الهند
واشنطن - الولايات المتحدة