الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
بنك التسليف أم بنك التسويف ؟
التاريخ
2006-11-13التاريخ الهجرى
14271022المؤلف
الخلاصة
د. عبدالله محمد الفوزان بنك التسليف أم بنك التسويف ؟ قال لي صاحبي وهو يحاورني: ليتهم أطلقوا على بنك التسليف مسمى بنك التسويف. قلت لماذا يا ترى وهو البنك الذي أقامته الدولة مشكورة لمساعدة المواطنين وتسهيل أمور حياتهم؟ قال صاحبي: لو رأيت الشروط التعجيزية، بل الشروط التطفيشية التي يضعونها أمام طالب القرض، بالاضافة إلى الوقت الطويل والذي قد يتجاوز السنة الكاملة والمواطن يتردد على البنك وعلى عدد من الدوائر الحكومية الأخرى كي يستكمل إجراءات الحصول على القرض لما تعجبت من تسميتي له ببنك التسويف. يقول صاحبي: في كل مرة وعلى مدى عشرة أشهر منذ أن تقدمت بطلبي للقرض وهم في كل مرة يتصلون بي لاستكمال اجراءات الحصول على القرض (الذي لم أحصل عليه ولن أحصل عليه)، يقول في كل مرة يؤكدون لي بأن الأوراق قد اكتملت، ثم ما يلبثون إلا ويتصلون بي لاستكمال أوراق ومتطلبات جديدة فأتعوذ من الشيطان الرجيم وأتحامل على نفسي وأقوم باستكمالها. أما شروط البنك – يقول صاحبي – فيعود بعضها في جذوره إلى عهود سحيقة (احضار فواتير كهرباء وماء) وبعضها أمنية (شهادة خلو من السوابق الاجرامية) وبعضها حقوقية (كفيل غارم) وبعضها شكلية (نوع المشروع المزمع الاستثمار فيه والتفاصيل الدقيقة لقيمة كل شيء في شكل فواتير بما في ذلك قيمة القلم ومخرمة الأوراق والدوسيهات). وعن أخلاق الموظفين حدث ولا حرج... يقول صاحبي: رأيت وجوها عابسة ومكتئبة عفى عليها الزمن... وأساليب قديمة جدا في انجاز المعاملات... وتعاملاً أتمنى من الأخوة في مؤسسة النقد مراجعة شروط البنك وأساليب المرمطة والتسويف غير انساني يبدأ منذ اللحظة الأولى التي تقودك فيها قدماك إلى مقر البنك. ويسترسل صاحبي قائلا: بنك التسليف يسير وفق منهج مخالف تماما لمنهج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه – ففي الوقت الذي يطالب فيه ملك البلاد كافة القائمين على مؤسسات وأجهزة الدولة بتسهيل الاجراءات الادارية أمام المواطن نجد أن بنك التسليف هو الوحيد من بين مؤسسات وأجهزة الدولة الذي يسير عكس هذه القاعدة ويبحث عن مزيد من التعقيدات ليس آخرها أن يذهب طالب القرض إلى الغرفة التجارية لاجراء مقابلة شخصية هناك بعد أن يكون البنك قد أنهكه قبل ذلك مرات ومرات بمقابلاته الشخصية... فما دخل الغرفة التجارية ببنك التسليف؟... يتساءل صاحبي وهو محق في تساؤله واستغرابه. بنك التسليف هو الملجأ – بعد الله – لكثير من أبناء وبنات هذا الوطن لإقامة مشروعاتهم الخاصة وتحمل تكاليف زواجهم من خلال القروض الميسرة التي يقدمها لهم، ولكن أن يكون هو ذاته أزمة أخرى تعترض طريقهم وتسد الأبواب في وجوههم فهذا أمر لا يمكن قبوله أو السكوت عنه. في كل عام تتعقد شروط هذا البنك عن العام الذي قبله رغم دعم الدولة المستمر له وحرصها على استمرار رسالته التنموية والاجتماعية وكأن هناك رغبة خفية تتبناها إدارة البنك في تطفيش aمن حق المواطن أن يتذمر من كثرة شروط بنك التسليف وبطء اجراءاته، وإذا كان البنك يواجه أزمة في تحصيل ديونه المستحقة فلا ينبغي أن يكون الحل بوضع مزيد من الشروط والتعقيدات أمام الراغبين والراغبات في الحصول على خدماته وإنما بوضع آلية تسديد مناسبة تضمن حقوقه. أتمنى من الأخوة في مؤسسة النقد مراجعة شروط البنك وأساليب (المرمطة والتطفيش والتسويف) التي تمارس بحق الراغبين والراغبات في الحصول على قروضه وأنا متيقن أنهم أول من سيصاب بالدوخة والانهيار العصبي من كثرتها. أي والله يا معالي محافظ مؤسسة النقد... عشرة أشهر بالتمام والكمال منذ أن قدم صاحبي أوراقه على البنك وراجع كافة موظفيه وتمرمط في عدد من الدوائر الحكومية وأحضر منها المستندات المطلوبة إلا أن المفاجأة غير المتوقعة اطلاقا هي أن تتصل به الغرفة التجارية (تخيلوا الغرفة التجارية وليس بنك التسليف) لاجراء مقابلة شخصية جديدة... حينها شد صاحبي شعر رأسه وصرخ صرخة مدوية في وجه المتصل قائلا: ما دخل الغرفة التجارية ببنك التسليف؟... هذا بنك التسليف أم بنك التسويف؟... خلاص مليت... والله مليت... لا أريد قرضا... أريد أن أستريح... وأرجوكم ثم أرجوكم الاحتفاظ بأوراقي لديكم حتى لا أجدها بعد مرور أسبوع من الآن في أروقة مجلس الأمن والذي قد يطبق بحقي قرارات تعسفية أنا في غنى عنها... رأيكم يا بنك التسليف؟ أم أنا مبالغ كالعادة؟... اللهم أبرم لبنك التسليف أمر رشد يعز فيه طالب القرض ويبعد فيه المتكاسل والمطفش لأصحاب الحاجات من أبناء وبنات هذا الوطن... هذا وللجميع أطيب تحياتي. Dr_Fauzan_99@hotmail.com
الرابط
بنك التسليف أم بنك التسويف ؟المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
775285النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14688الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودحمد بن سعود السياري
عبد الله بن محمد الفوزان
الموضوعات
البنوك المحليةالقروض
توليد الكهرباء
الهيئات
بنك الادخار والتسليف - السعوديةتنظيم القاعدة
مؤسسة النقد السعودي - ساما - السعودية
مجلس الامن الدولي
المؤلف
عبد الله بن محمد الفوزانتاريخ النشر
20061113الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية