الخطاب المستنير
الخلاصة
إذا كان حوار المسلمين والغرب هو حوار مهم من المنظور الغربي والاسلامي، فإن الحوار بين المسلمين أنفسهم حول طبيعة العلاقات مع الغرب وحول ظاهرة العنف المنتشرة بين بعض الحركات السياسية في المجتمعات الاسلامية هو بنفس أهمية الحوار الأول إن لم يكن أكثر منه أهمية وضرورة. وإذا كان مفكرو الغرب يعطون أهمية خاصة لدراسة وفهم الحركات المتطرفة في العالم الاسلامي فإن قيام المجتمعات الاسلامية بدراسة وفهم طبيعة هذه الحركات التي ترفع شعار الاسلام هو أكثر الحاحاً وأهمية من دراسة وفهم الغرب لها. فلقد قطع الحوار بين المسلمين والغرب شوطا كبيرا، وما زالت موضوعاته الاساسية تطرح وتناقش بشكل متواصل بين الطرفين عبر العديد من الوسائل المختلفة. ولقد حقق هذا الحوار الكثير من المنجزات الجيدة وكان من الممكن للجانب الاسلامي فيه ان يحقق نجاحا أكبر في بناء صورة افضل للاسلام في الغرب لولا الاعمال الارهابية لبعض الجماعات الاسلامية المتطرفة ومواقف دعمها من قبل بعض الجماهير الاسلامية المتحمسة. وإن هذا الامر يعني ببساطة ان نجاح حوار الاسلام والغرب ـ اذا كان أمره يهمنا ـ يعتمد بشكل رئيسي على نجاح المجتمعات الاسلامية في التصدي لظاهرة العنف والتطرف فكرا وتنظيما وأنشطة. وإن مواجهة تنظيمات وأعمال الحركات المتطرفة في العالم الاسلامي هي أسهل بكثير من مواجهة الفكر المتطرف الذي تعتمد عليه هذه الحركات وتستخدمه لاشعال لهيب الجماهير الاسلامية وتجنيد الشباب الاسلامي المتحمس في صفوفها. ولكي يتمكن الصوت المستنير في المجتمعات الاسلامية من التصدي لظاهرة وفكر التطرف والعنف فينبغي عليه ان يدرك الاسباب الحقيقية التي أدت الى انتشار هذه الظاهرة وإلى الأسس التي يعتمد عليها الفكر المتطرف. وإن قليلا من التأمل يوضح ان الخطاب الذي تستخدمه الحركات المتطرفة يركز على الصراع مع الغرب ويدعو الى الجهاد ضده. ولهذا فإن مواجهة الفكر المتطرف ينبغي ان تنطلق من أرضية معاكسة وتهتم بتوضيح المعنى الحقيقي للجهاد في الاسلام وتضعه في سياقه التاريخي الصحيح، كما تركز على أهمية المنفعة والمصالح التي تربط المسلمين بالغرب. فالخطاب المتطرف يعتمد على أدلجة الاسلام بهدف تسييس الدين وتعبئة المسلمين ضد الغرب، ولهذا فمن الضروري للخطاب المستنير المعاكس أن يعتمد على الدين لمواجهة عملية الأدلجة التي تقوم بها الحركات الإسلامية المتطرفة. وهناك العديد من الأدلة والحجج....
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
776696النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
14399الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجيةالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الاوسمة والنياشين
الهيئات
جامعة نيودلهي - الهندتاريخ النشر
20060128الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
الهند
الولايات المتحدة
الرياض - السعودية
نيودلهي - الهند
واشنطن - الولايات المتحدة