الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الشرق الأوسط على برميل بارود
التاريخ
2006-12-20التاريخ الهجرى
14271129المؤلف
الخلاصة
الشرق الأوسط على برميل بارود كنت في مدينة الكويت وسط جمع من الخبراء في شؤون الشرق الأوسط عندما وصف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، خلال قمة مجلس التعاون الخليجى الحالة في المنطقة بأنها مثل برميل البارود. والوصف يعبر عن حالة قابلة للانفجار نتيجة التفاعلات الداخلية في داخل البرميل حيث ترتفع درجة الحرارة إلى درجة تكفى تفاعلاتها السريعة للانطلاق من عقالها بعد أن خبا ما كان يجعلها ساكنة؛ أو نتيجة فعل فاعل يصل البرميل بالمفجر ويضغط على زر الانطلاق فتحدث الشرارة التى تشعل الفتيل الذى يفجر الموقف. وفى الشرق الأوسط توجد كلا الحالتين، فالتفاعلات في المنطقة تنشط بسرعة، كما أن هناك كثرة فيمن يريدون إشعالها، فتأثيرات العولمة وثورة الاتصالات وانهيار الاتحاد السوفيتى من قبل ومنجزات التنمية المتراكمة خلال العقود الماضية قد نشطت من حركة البشر، وعقدت أحلامهم وتوقعاتهم، وخلقت حالة من الانقلاب الاقتصادى والاجتماعى، وكانت النتيجة هى انخفاض كبير في درجة الرضا والقبول بأوضاع الدولة والمجتمع في حالتها الراهنة. وفى الأحوال التاريخية العادية فإن مثل هذه التطورات تنتهى في النهاية بإعادة ترتيب الأحوال السياسية لكى تستوعب الجديد أو لكى تخفض درجة حرارة البارود في البرميل فلا يصل إلى لحظة الانفجار أبدا، ولكن منطقتنا ليست معروفة بالقدرة على إنتاج «أحوال تاريخية عادية» فقد فرضت على نفسها وفرض عليها أيضا حالة «استثنائية» تجعلها «خاصة» ومختلفة وقابلة للاشتعال في أى وقت. وخلال الأسابيع الماضية حبس كثير من العرب أنفاسهم انتظارا لما سوف تسفر عنه الأوضاع في لبنان بعد أن أشعل حزب الله الفتيل في الشارع اللبنانى لكى يهز سلطة الدولة ويستعرض عضلات إيران. وحتى وقت كتابة المقال كانت الأنفاس لا تزال محبوسة، بينما لا تملك القلوب إلا الدعاء من أجل نجاح مجهودات الوساطة لمنع نار الفتيل المشتعل من الوصول إلى البرميل الجاهز للانفجار. ولكن المسارح الاستراتيجية الكبرى لا تعطي نفسها لما تملكه القلوب وإنما لأصحاب الحكمة الذين يعرفون أنه ما لم يتم تبريد البرميل القابل للانفجار، وعزل الفتيل والنار بعيدا عنه، فإن النتيجة معروفة حيث الانفجار والأشلاء والضحايا، وفوق ذلك كله عجز كامل عن إدارة الحاضر والمستقبل. وربما كان ذلك هو قضية القضايا من الأصل، فليس سرا على أحد أن المنطقة كان بها دوما تناقضات وصراعات، وفي واحدة....
الرابط
الشرق الأوسط على برميل بارودالمصدر-الناشر
صحيفة الشرق الأوسط - طبعة القاهرةرقم التسجيلة
779693النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
10249المؤلف
عبدالمنعم سعيدتاريخ النشر
20061220الدول - الاماكن
اسرائيلالاتحاد السوفيتي السابق
السودان
الشرق الاوسط
الصومال
العراق
الكويت
اوروبا
ايران
دول مجلس التعاون الخليجي
دول منظمة المؤتمر الاسلامي
فلسطين
لبنان
الخرطوم - السودان
القدس - فلسطين
القيروان - الكويت
بغداد - العراق
بيروت - لبنان
طهران - ايران
مقديشو - الصومال