الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الحرب على لبنان ومملكة المبادرات
التاريخ
2006-09-10التاريخ الهجرى
14270817المؤلف
الخلاصة
الحرب على لبنان ومملكة المبادرات غازي العريضي مرة جديدة أعود إلى تأكيد ما أثبتته الوقائع: بعد فشل الحرب الإسرائيلية على لبنان، لم يعد ثمة خوف من إسرائيل بل ثمة خوف فيها، وخوف عليها من داخلها !! الثقة بالحكومة مهزوزة. والثقة بالرئيس مهزوزة. والثقة بالجيش والأسلحة مهزوزة. الاتهامات تتوالى وتوجّه في كل اتجاه. وتبادل المسؤوليات حول فشل الحرب وكلفتها مستمر، والضياع سيد الموقف. أولمرت يهرب من لجنة تحقيق حكومية. ومنتقدوه يحملونه المسؤولية ويعتبرون هروبه إدانة له ويبدون خوفاً على المستقبل. يرمي بالونات سياسية عن رغبة في لقاء رئيس الحكومة اللبنانية وكأنه داعية سلام، فيأتيه الجواب من بيروت: «لا حوار مع قتلة وإرهابيين وسفاحين وما يحكم علاقة لبنان وإسرائيل هو اتفاق الهدنة والقرارات الدولية وما على إسرائيل إلا الالتزام بتطبيق القرار 1701». تحاول حكومة إسرائيل التهرب من تطبيق القرار. تفرض شروطاً. تمارس ابتزازاً. تكثف ضغوطاً. تناور. علّها تحقق مكاسب. وترفع معنويات الداخل. وعلّ لبنان يتراجع ويضعف. شددت الحصار عليه. هددت بعدم الانسحاب. استخدمت كل الأساليب فكان الموقف اللبناني صلباً متماسكاً وقوياً. الحكومة متماسكة وقوية رغم رغبة البعض داخلياً في الإطاحة بها. صمدت وصمد معها لبنان واهتز الذين يريدون اهتزازها لابتزازها وابتزاز لبنان والهروب من استحقاقات اساسية مهمة على رأسها إقرار تشكيل المحكمة الدولية للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. صمدت الحكومة ورفع رئيسها الصوت بشدة في وجه كل العالم: «لسنا مقتنعين أن المجتمع الدولي يرفض الحصار ويؤيد موقف لبنان والقرار 1701 وتبقى إسرائيل أقوى منه ورافضة كل شيء !! لن نغير رأينا. ولن نتنازل عن سيادتنا. ولم يكلف أحد إسرائيل بتنفيذ القرار الدولي الأخير الذي لم يتحدث عن انتهاك السيادة اللبنانية وتسليمها إلى الآخرين»!! إلى جانب الحكومة ورئيسها، كان ثمة المجلس النيابي ورئيسه الذي تميزت قيادته بحكمة عالية وحس كبير من المسؤولية وإدراك لمخاطر ما يجري. دعا النواب إلى الاعتصام المفتوح. فتجاوبوا. وتجاوب معهم الإعلام. تطورت المبادرة، تحولت إلى دعوة لاعتصامات مفتوحة في برلمانات العالم. الاتحادات البرلمانية. تجاوب عدد كبير منها. وتحركت الجاليات. فتحرك الإعلام الدولي والنقابات والدبلوماسيات المتنوعة وكان دعم للموقف اللبناني الذي كان نموذجياً في التكامل بين الحكومة والمجلس النيابي. وتعززت الوحدة الوطنية وأكد الجميع أن الاعتصام ومواقف الحكومة هي بداية الخطوات وقد تليها خطوات أخرى أكثر تصعيداً وتحدياً إذا لم تبادر الدول الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية إلى ترجمة تأييدها للقرار 1701 إلى مبادرات ضغط على إسرائيل للالتزام بمضامينه، بدل توفير التغطية الكاملة لها كما فعل معظم أركان الإدارة الأميركية. استمرت المناورات والتهديدات والابتزاز والمماطلات الإسرائيلية أسبوعين، حتى رضخت إسرائيل لأمرين: الإعلان عن استكمال انسحاب قواتها من الجنوب. ثم الإعلان عن فك الحصار على لبنان، الذي كلفه خلال أسبوعين قيمة ما جمعه من مساعدات مالية وأكثر!! ومع ذلك قرر لبنان استعادة دوره وتعويض ما لحق به من خلال إصرار حكومته ومؤسساته وقطاعه الخاص على العودة سريعاً إلى حركة التبادل التجاري والاقتصادي مع العالم وتحريك الدورة الاقتصادية في البلاد رغم الدمار الهائل والخسائر الكبيرة، مستنداً في ذلك الى إرادة وطنية قوية وإيمان بالمستقبل وإلى دعم الأشقاء والأصدقاء. وفي هذا المجال تقتضي الأمانة أن نتوجه مجدداً إلى المملكة العربية السعودية - مملكة المبادرات الكريمة - وإلى قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومن خلاله إلى الحكومة السعودية والشعب السعودي وكل القادة السعوديين والمؤسسات السعودية بالشكر، على المبادرة الجديدة المعبّرة التي أطلقها في أصعب الظروف، المبادرة التي تجسدت في إعلان قرار يقضي بتغطية كلفة أقساط المدارس الرسمية لكل تلاميذ لبنان. هي مبادرة نحو كل بيت وعائلة في لبنان من أقصاه إلى أقصاه لا تميز بين فريق وطائفة وحزب ومذهب وتيار. مبادرة أبوية لاحتضان طلاب لبنان وإبقاء مدارسهم مفتوحة وإبقاء الأمل أمامهم مفتوحاً وحق التعليم لهم قائماً. وقد جاءت لتبعث المزيد من الأمل، إذ في الظروف الطبيعية في مثل هذا الوقت من كل عام تظهر أزمة تغطية الأقساط المدرسية لكثير من اللبنانيين بسبب الأزمة الاقتصادية الاجتماعية الخانقة، فكيف الحال إذاً في ظروف كارثية كالتي نعيش وفي السياق ذاته، فإن تجربة الحرب على لبنان حققت إنجازاً عربياً يتمثل بهذا الإجماع العربي على كل الخطوات منذ انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت وتشكيل الوفد العربي للذهاب إلى نيويورك وكان له دور كبير في تعديل مشاريع الق
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
777955النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13957الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودايهود اولمرت
رفيق الحريرى
فؤاد السنيورة
نبيه بري
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
غازي العريضيتاريخ النشر
20060910الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الولايات المتحدة
فلسطين
لبنان
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
القدس - فلسطين
بيروت - لبنان
واشنطن - الولايات المتحدة