الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
عن الشرق الاوسط الجديد
التاريخ
2006-08-07التاريخ الهجرى
14270713المؤلف
الخلاصة
لكم تمنيت لو كان في استطاعة الأمير سعود الفيصل أن يخرج قليلاً، عن أدبه المعهود ودبلوماسيته الراقية، وهو يعلّق على تعبير (الشرق الأوسط الجديد) الذي بشَّرتنا به وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس، لأن هذه الوزيرة المتغطرسة قد بلغت في حديثها المكرر عن صياغة شرق أوسط جديد، حداً غير مقبول وغير لائق، من الاجتراء والاستهانة بالأمة، وكأننا قطعان خراف يحدد مصيرها الجزار كيفما شاء!؟ ومن المؤسف حقاً، أن العنجهية والاستهتار وانعدام المسؤولية، قد جعلت الوزيرة رايس لا ترى بأساً، في أن تقول لنا إن ما يجري في لبنان من موت جماعي ودمار شامل، هو أنموذج للشرق الأوسط الجديد الذي تعمل بلادها على تأسيسه، تماماً كأي قاتل محترف لم تعد دماء ضحاياه ولا أشلاؤهم ولا بشاعة موتهم، تحرك في وجدانه ساكنا أو تثير في قلبه المتحجر شفقة أو رحمة. لقد سئل الأمير سعود في مؤتمره الصحفي في نهاية الأسبوع الماضي، عما إذا كان يوافق على القول بأن مصطلح الشرق الأوسط الجديد إنما يعني زيادة التمكين والسيطرة لإسرائيل فقال سموه: (نريد الرجوع للشرق الأوسط القديم، والجديد لا نرى فيه سوى زيادة المشاكل والبلاء، والشرق الأوسط ليس منطقة خالية من البشر، ومصيرنا بعد الله يقوّمه ويكوّنه أبناء هذه الأمة، فإذا كانت أمة تستحق الحياة فعلاً ستلتف حول بعضها، وستكوّن لنفسها الموقف الذي يحفظ مصالحها، وأنا من المؤمنين بأن مصيرنا بيدنا وليس في يد الآخرين، مهما كانت القوة التي تواجهنا، فهناك الإمكانات والقدرات على أن نقوم بحماية مصالحنا بأنفسنا). (عكاظ 9/7/1427). *** هو رد بالغ التهذيب حقاً، لكنه قاطع كالسيف عند أهل الرقي الحضاري والاصالة الإنسانية، والاحترام المتبادل، الذين يزِنون كلماتهم وتصرفاتهم بميزان دقيق، أما هذه الطبقة المتصهينة الجديدة من المحافظين الجدد، الذين فقدوا احترام النفس واستقلال الرأي وباعوا ولاءهم والمصالح العليا لبلادهم للأجنبي المجرم بثمن بخس، والذين تسميهم الأوساط السياسية الأمريكية (أحذية إسرائيل)، فأنَّى لهم أن يفهموا مدلول هذا الأدب الجم، ومضامين هذا الرقي الحضاري، أو ان يستوعبوا إشارات هذه الدبلوماسية الراقية. إن من الطبيعي أن تولد النازية الجديدة بكل فظائعها من رحم الصهيونية، فالنازية والصهيونية هما وجهان لعملة واحدة، ولكن من المفجع حقاً، أن تولد النازية الجديدة من رحم الديمقراطية الأمريكية، وعلى هذا النحو الدموي الذي لا يأبه، بل يبارك ويدعم ذبح شعب مسالم وتدمير بلد آمن، مما يؤكد زيف كل القيم التي يتشدق بها السيد بوش عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. *** لقد كانت رسالة خادم الحرمين الشريفين الخطية، التي حملها الأمير سعود الفيصل للرئيس جورج بوش، والتي كشف الأمير أهم محتوياتها في مؤتمره الصحفي، رسالة تاريخية في ظروف مأساوية مروّعة، وكان فيها من الجدية والإخلاص والصدق والتوثيق، ما يجعلها تمثل ذروة الجهود السعودية الحثيثة المتواصلة، طوال السنوات الست الماضية من عمر هذه الإدارة الأمريكية لكنها للأسف ذهبت أدراج الرياح، لتبرهن على أن السيطرة الصهيونية المطلقة على كل دوائر القرار في واشنطن، هي أقوى من العدل والحق والحرية والسلام والأمن الدوليين، وفوق المصالح العليا للأمريكيين، ولعل الدعم الأمريكي المطلق لغزو لبنان بكل ما يحمله الغزو من موت ودمار، واستمرار مذابح الإبادة الجماعية وجرائم الحرب حتى الآن، هو الأخير دليل على ما نقول. فاكس: 6530693-02 msalahuddin@makpublish.com
الرابط
عن الشرق الاوسط الجديدالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
778203النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15811الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودحمود بن حماد ابوشامة
سعود بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
كونداليزا رايس
المؤلف
محمد صلاح الدينتاريخ النشر
20060807الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
الولايات المتحدة
لبنان
الرياض - السعودية
بيروت - لبنان
واشنطن - الولايات المتحدة