البيان ( السعودي ) .. وقفة ( شجاعة ) .. بين خيار ( الحرب ) وخيار ( السلام ) .. ؟ !
التاريخ
26-7-2006التاريخ الهجرى
14270701المؤلف
الخلاصة
* حمل البيان السعودي الصادر عن الديوان الملكي ظهر أمس؛ تحذيراً واضحاً من شبح حرب إقليمية ثم دولية؛ بسبب الصلف الإسرائيلي الذي كرس نهج العدوان والطغيان في منطقتنا العربية، التي تحلم بالأمن والسلام بدل الاقتتال والاحتراب، وسفك الدماء، وحرق الزرع والضرع، وهدم المنازل، وهذه مشاهد عدوانية شرسة، تخصص فيها جيش الاحتلال، وظلت جزءاً من ثقافته وممارساته في فلسطين وما جاور فلسطين منذ العام 1948م؛ وحتى اليوم. * لم يكن هذا البيان السعودي مفاجئاً لأحد؛ خاصة من تابع وفهم الموقف السعودي القوي من الأوضاع المتفجرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان منذ البداية؛ فنحن نتذكر جيداً، كيف تفردت المملكة بموقف أقل ما يقال عنه أنه شجاع وجريء وصريح في الوقت نفسه؛ حين نبهت الكل؛ إلى نتائج وخيمة، من تصرفات غبية، تقوم بها منظمات وجماعات وأحزاب منفلتة من سيادة الدولة، تبني أمجادها على جماجم الضحايا والأبرياء من الشعبين اللبناني والفلسطيني، وتنفذ إرادات قوى لها مصالح وأهداف في تأجيج الصراع في المنطقة. * إن البيان الأخير أمس؛ يأتي في سياق فهم السياسة السعودية الناضج لما يحاك ويدار من لعب، سواء في الأراضي الفلسطينية؛ أو في جنوب لبنان، الذي أصبح محتلاً أو شبه محتل، نتيجة عبث العابثين، وغطرسة المعتدين، ونجاح المحرضين في خلق الأذرعة التي يصلون بها إلى بؤر الصراع؛ ليذكوا نيرانها من جديد كلما همدت أو خمدت. * كان خادم الحرمين الشريفين وما زال؛ ومنذ انطلاق الشرارة الأولى في غزة ثم الجنوب اللبناني، ينبه إلى مواطن الخلل، ويحذر من عواقب الأمور، ويرسل الرسالة تلو الأخرى؛ ليفهم من أراد أن يفهم، حجم الخطر القادم، وعظم المسئولية، ويتحمل بناء على ذلك؛ مسئوليته كاملة، فيكف عن عبثه، ويتوقف عن تقديم مسلسل الذرائع المجانية للعدو الصهيوني؛ لإيذاء الفلسطينيين في غزة، وبقية الأراضي الفلسطينية، وللعودة مجدداً إلى الجنوب اللبناني، وفرض سيطرته هناك، والتدخل في شأن الشعب اللبناني، وتقسيمه وتقزيمه، وإشعال نار الحرب بين فرقائه وطوائفه مرة أخرى. * كانت المملكة واضحة صريحة في إعلانها ذاك؛ يوم تم اختطاف الجنديين الاسرائليين، وبدء المناوشات العسكرية بين حزب الله وجيش العدو ، وما سبقه من أسر لجندي إسرائيلي آخر في غزة، ونبهت إلى نهايات غير محمودة؛ نرى اليوم هذه النهايات الكارثية التي يعيشها الشعبان العربيان، اللبناني والفلسطيني؛ فكيف إذن تقدم منظمات وجماعات وأحزاب؛ بمثل هذه الحماقات؛ ثم تنسل منها هكذا؛ دون عقاب؛ أو مساءلة إقليمية أو دولية.. ؟! * تبنت المملكة العربية السعودية؛ موقفاً حازماً مما يجري؛ بهدف وقف إطلاق النار فوراً، وانسحاب القوات الغازية من لبنان، وعودة السيادة إلى السلطتين؛ اللبنانية والفلسطينية، المعنيتان بأمر تبادل الأسرى وتنفيذ المعاهدات والاتفاقات الدولية، وجاءت زيارة ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى فرنسا؛ وكذلك بعثة الأميرين سعود الفيصل وزير الخارجية، وبندر بن سلطان رئيس الأمن الوطني إلى أميركا وعواصم دول مجلس الأمن، لخلق موقف دولي سريع، ينقذ ما يمكن إنقاذه، بعد أن أشعلها السفهاء في غزة وجنوب لبنان، واصطلى بها العقلاء في كل المنطقة. * إن التحذير السعودي القوي؛ الذي حمله بيان الديوان الملكي أمس؛ يضع كافة القيادات السياسية الإقليمية والدولية؛ أمام ضميرها الإنساني أولاً، وأمام مسئولياتها في التدخل السريع، لكبح الغطرسة الإسرائلية، ووقف العدوان الغاشم، وتقديم الدعم الإنساني لشعبي لبنان وفلسطين، والعودة بالقضية إلى ما أقرته المنظمات الدولية من اتفاقات ومعاهدات، وما أقرته قمة بيروت بشأن المبادرة العربية. * تبقى هناك مسألة التنظيمات والأحزاب التي تعمل لحساب قوى إقليمية بعيدة عن بؤر الانفجار، ومستفيدة من تفجيرها بين وقت وآخر، فهذه أمرها يجب أن يحسم داخل البيت العربي أولاً، حتى لا نفاجأ بالدبابات الإسرائيلية؛ وهي تخترق سيناء ونهر الأردن؛ في حزيران مشئوم جديد. * إذا استمر هذا الإذلال البغيض؛ الذي يوجهه جيش الاحتلال والعدوان الوحشي للشعبين اللبناني والفلسطيني صباح ومساء، مستغلاً الخروج على السيادة اللبنانية من بعض أبنائها، فقد سقط خيار السلام في منطقة الشرق الأوسط، ولم يبق في الأفق سوى خيار الحرب.. وربما هذا ما يريده العدو الصهيوني، وتحققه له؛ بكل مجانية وغباء وسفسطة؛ الأذرعة العميلة في غزة وجنوب لبنان. * بيان المملكة أمس؛ يشكل وقفة شجاعة بين خيارين: الحرب أو السلام.فمع أي منهما يقف المجتمع الدولي من اليوم فصاعداً..؟!
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
778837النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12354الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسعود بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - دول الخليج العربية
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
السعودية. وزارة الخارجية
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
حماد بن حامد السالميتاريخ النشر
20060726الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
الولايات المتحدة
فرنسا
لبنان
الرياض - السعودية
باريس - فرنسا
بيروت - لبنان
واشنطن - الولايات المتحدة