الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
نظام هيئة البيعة : نقلة إصلاحية متقدمة
التاريخ
2006-10-22التاريخ الهجرى
14270929المؤلف
الخلاصة
نظام هيئة البيعة: نقلة إصلاحية متقدمة هذا عصر المبادرات، والمبادرات الكبيرة لا تنتظر وقوع مسبباتها وإنما يحملها الكبار إلى قلب التاريخ لتكون شاهدة على إقدامهم وعلى عبقريتهم وعلى سمو مكانتهم في العصر الذي يعيشونه. وهكذا كان نظام هيئة البيعة الذي صدر فجر الجمعة الماضية. النظام يعدل الفقرة (ج) من النظام الأساسي للحكم ويحمل النص التالي: (تتم الدعوة لمبايعة الملك واختيار ولي العهد وفقاً لنظام هيئة البيعة). الفقرة (ج) ربما كانت مناسبة آنذاك حين صدر النظام قبل أكثر من عقد من الزمان، لكنها لم تعد كذلك اليوم في ظل متغيرات كثيرة تشهدها الساحتان المحلية والعالمية. نظام هيئة البيعة تناول قضيتين مفصليتين أساسيتين هما: اختيار ولي العهد، وكيفية معالجة عجز الملك أو ولي العهد أو كليهما عن ممارسة المسؤوليات المناطة بكل منهما. النظام وضع آليات دقيقة لعملية اختيار ولي العهد الذي سيصبح ملكاً تلقائياً بمجرد انتهاء ولاية سلفه إما بالوفاة أو العجز أو المرض الدائم الذي يحول دون ممارسته لمهامه الكبرى بصورة اعتيادية. وفي ذلك ترسيخ لمبدأ شرعي أصيل يدعو إلى انتهاء ولاية العاجز الذي لا يُرجى برؤه، والذي لا يستطيع مزاولة مهامه كالمعتاد. ففي حالة عدم قدرة الملك وولي عهده معاً على ممارسة سلطاتهما للأسباب التي بينها النظام، فإن السلطات تنتقل لفترة أقصاها أسبوع واحد إلى مجلس مؤقت من خمسة أفراد من أعضاء هيئة البيعة. هذا الانتقال الإشرافي المؤقت يهدف إلى استكمال إجراءات اختيار الملك الجديد لتتبعها إجراءات اختيار ولي العهد الجديد أيضا. ومن الملامح الأخرى المهمة للنظام اعتماده مبدأ (الأصلح) بدلاً من قاعدة (الأكبر) في كل الاختيارات كما مبدأ التشاور والأخذ برأي الأغلبية (ضمن نطاق هيئة البيعة) في مسألة اختيار ولي العهد تحديداً، والذي سيتوج ملكاً فيما بعد. ربما ظن البعض أن هذه القضية ذات حساسية بالغة، وربما كانت كذلك. لكن معالجتها الآن وليس غداً هو عين الحكمة، وهو الذي سيرسخ دعائم الاستقرار السياسي في المملكة على المدى الطويل، وحتى لا تكون للتكهنات والشائعات مكانة متقدمة غير مرغوبة. في نظري أن المواطن بات اليوم أكثر اطمئناناً إلى الإجراءات التي ستُتخذ والآليات التي ستُتبع لو تعرضت المملكة لا سمح الله لإشكالية سياسية بسبب عارض صحي دائم يحول دون استمرار قيادتها العليا في تحمل مسؤولياتها بصورة كاملة. وهو اليوم كذلك أكثر سعادة بالنظرة الإصلاحية الشاملة التي تدعو إلى ترشيح واختيار الأصلح بصفته الأفضل لهذه البلاد الغالية.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
779276النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15887الهيئات
هيئة البيعة السعودي - السعوديةالمؤلف
سالم بن احمد بن محمد سحابتاريخ النشر
20061022الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية