الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حوارات خليجية مثمرة لتهدئة الخواطر
التاريخ
8-9-2006التاريخ الهجرى
14270815المؤلف
الخلاصة
حوارات خليجية مثمرة لتهدئة الخواطر السفير عبد الله بشارة لا علاج لاختلاف وجهات النظر سوى الحوار والتواصل والحرص على فتح قنوات تبادل الرأي من أجل إزالة سوء الفهم في العلاقات بين الدول. هذه القاعدة هي جوهر الدبلوماسية التي من أهم أهدافها التعايش بين الأمم. ونلاحظ أن الأزمات التي اشتدت وتحولت إلى حروب هي نتاج سوء الفهم والتباعد، وجاءت حصيلة هذا التباعد الحروب المدمرة. في تاريخ البشرية توجد أعداد كثيرة من الحروب التي لا مبرِّر لها، انفجرت لأن العاطفة والحماس تغلَّبا على العقل والحكمة، وهما قوى التفاوض والتواصل. لنأخذ الحرب العالمية الأولى التي أسَّست بذور الحرب العالمية الثانية، لم يكن لها ذلك المبرر والمحرض سوى غياب العقل، إمبراطور أحمق في ألمانيا يشجِّع إمبراطوراً حزيناً ومجروحاً في النمسا للاقتصاص من دولة غلبانة ضعيفة قتل فيها ولي العهد النمساوي أثناء زيارة رسمية، واشتطَّ الإمبراطور الحزين الذي رفض الاعتذار المستسلم من صربيا وقرَّر عقابها دون مبرر، كل ذلك يتم وسط أصوات أوروبية تنادي بالتهدئة، ويمكن القول: إن كارثة ألمانيا حصيلة استصغار الإمبراطور الأحمق للحوار. ومع هذا المقال الذي أكتبه في أعقاب زيارة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر إلى واشنطن يأتي تصريح الأمير بأنه تطرَّق مع الرئيس بوش في لقائه السنوي في واشنطن إلى المشكلات والقضايا في الشرق الأوسط، مع تأكيد كلا الطرفين على ضرورة تعزيز وترسيخ السلام في المنطقة. ويضيف الأمير قائلاً: (صحيح أن هناك اختلافاً في وجهات النظر بين الولايات المتحدة والمنطقة، ولكن هناك اختلافات في وجهات النظر في كل العالم، ونؤكد حرصنا على أن نجد حلولاً للقضايا الإقليمية المختلفة). ويرد الرئيس بوش على هذه الملاحظات بقوله: (إن الولايات المتحدة تعتمد على صداقتها المشتركة مع الكويت والآخرين في المنطقة، والاستماع إلى نصائح حول طائفة من القضايا، وإنه أجرى حواراً استراتيجياً مهماً لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط). وتعقِّب الدكتورة رايس وزيرة الخارجية بأن الاجتماع رائع، والكويت صديق جيد وشريك استراتيجي للولايات المتحدة، وأن المباحثات تناولت برنامج إيران والأمن في الخليج وقضية فلسطين والوضع في لبنان، وعززت وسائل الحوار عن طريق الاجتماع السنوي الاستراتيجي الذي سيتم في الكويت لتعزيز الشراكة الاستراتيجية. تأتي هذه الزيارة بالتزامن مع جولة يقوم بها سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح إلى عدد من دول أوروبا يصاحبه وفد اقتصادي ترجمةً للدبلوماسية الاقتصادية. ويلتقي هذا النشاط الدبلوماسي المتحرك مع البيان السعودي الصادر من المملكة العربية السعودية الذي يحذِّر من خطر تفكيك العالم الإسلامي الذي يواجه تحديات من داخله وخارجه؛ مما يتطلب من القيادات الإسلامية والسياسية والفقهية والثقافية والاقتصادية الفاعلة فيه أن تنتبه للقوى والتيارات والأفكار التي تعمل على تفكيك أوصال الأمة وتبذر الشكوك والتفرقة داخلياً؛ مما يدعو إلى تكريس الجهد نحو توحيد الكلمة والتعايش بين المذاهب وتدعيم الوحدة الوطنية. ومع هذا التوجه التقليدي الخليجي للاعتدال تبرز الملاحظات التالية: أولاً: لا جدال في أن النهج الحواري والسلوك العقلاني والتواصل الإقليمي والدولي حصَّن المنطقة من المغامرات، وأبعدها عن حافة الهاوية، ووقاها من سوء التقديرات، ووفَّر لها القراءة الصحيحة للأحداث، وهو رصيد ضخم صان دول الخليج من الضياع الذي تسيَّد الدول الراديكالية والثورية وخرَّبها، ونستذكر جميعاً حالات الانتشاء بالتصفيق الجماهيري الذي دفع الحكام إلى قرارات مدمرة، أهل الشام ومصر وأهل السودان وليبيا وأهل الجزائر يعرفون مضارّ التهور، وأهل العراق يعيشون في تراث الجنون الذي خلفه نظام صدام. ذهاب الأمير إلى واشنطن، وزيارات رئيس الوزراء، والتواصل السعودي الإقليمي والعالمي كلها ثمار العقل الذي يقرأ بهدوء وحصافة خالياً من ضباب الحماس الذي يرافق دبلوماسية الجماهير وخطب الميادين. هناك مسؤوليات لا بد أن تقوم بها دول الخليج، ثنائياً أو كمجلس تعاون أو انفراداً بمبادرات بعد تحليل هادئ للتطورات الإقليمية من أجل نزع الفتيل. ثانياً: لا يمكن أن نتجاهل البيان السعودي حول الدعوة إلى تكريس الوحدة والتعايش بين المذاهب؛ فالبيان يأتي من لائحة الهموم التي يحملها الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين الذي يقود مسيرة إصلاحية بهدوء وبتدرُّج. والدعوة إلى الوحدة الوطنية ليست موجهة إلى العراق حيث الصدام الطائفي، وليست فقط إلى إيران التي تسعى في رعايتها للمذهب الشيعي، وإنما جوهر الدعوة يتجه إلى داخل المملكة التي تشهد حواراً هادئاً بين القديم الجامد الذي يخاف من التطور وبين الرأي الذي يسعى للانسجام مع دعوة الملك في التسامح والتسامي والارتفاع
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
779529النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12398الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودحمود بن حماد ابوشامة
كونداليزا رايس
ناصر صباح الاحمد الجابر الصباح
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - دول الخليج العربية
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
عبدالله بشارهتاريخ النشر
20060908الدول - الاماكن
السعوديةالسودان
الشرق الاوسط
الكويت
الولايات المتحدة
ايران
بلنان
دار العلوم
فلسطين
لبنان
الخرطوم - السودان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
القيروان - الكويت
بيروت - لبنان
دمشق - سوريا
طهران - ايران
واشنطن - الولايات المتحدة