الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
دعوة المملكة .. هل يستغلها العراقيون ؟
Date
2006-10-15xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14270922Abstract
كلمة اليوم دعوة المملكة.. هل يستغلها العراقيون؟ لا يخفى على أحد، مقدار الجهد السعودي حكومياً وشعبياً من أجل رفع الظلم والغبن عن العراق، ولا يخفى أيضاً الاهتمام الكبير بالوضع العراقي الراهن، والمحاولات الجادة لرأب الصدع بين الأشقاء العراقيين أنفسهم، وإعادة الاستقرار والأمن للساحة العراقية ووقف نزيف الدم وحرب الجثث المقطوعة التي لم تتوقف بكل أسف. المملكة وهي تفعل ذلك، إنما تنطلق من رسالة أخلاقية أولاً تجاه الأشقاء مفادها إن هذه البلاد منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز هي الحصن الأول لمبادئ الدين الحنيف والذي يراعي كل عناصر التعاضد والتآزر والمساندة، ثم رسالة إنسانية وقومية تلخصها ملامح التقارب والأخوة والتعايش، وهنا يبرز لقاء المليك بوفود عراقية وتأكيده ـ حفظه الله ـ على أن العقيدة الإسلامية مهما هوجمت ومهما حاول البعض الإساءة إليها، إلا أنها ستبقى عزيزة دائماً وأبداً، بمنهجها السماوي، وبقدرة أبنائها على تجاوز كل الصعاب والمؤامرات والأخطار.. وهي إشارة واضحة لنا جميعاً، وللعراقيين أيضاً، بأن ما يحدث الآن ليس من الإسلام في شيء، وأن المتاجرة بالدين، وبالتعصب والطائفية، هو أساس أي بلاء حدث في الماضي أو يحدث حالياً. وليس غريباً أن ما يحدث على الأرض العراقية، يفوق الخيال، ويتجاوز مآسي التراجيديا، إذ بعد أكثر من ثلاث سنوات، والوضع يدعو للرثاء، الانقسام الطائفي بلغ مداه، وتحول السلاح العراقي ليقتل العراقي بدلاً من بناء البلد، وصار الاحتلال أمراً واقعاً، بين تخاذل البعض وإرهاب البعض، ومقاومة البعض، وفشلت الحكومات المتعاقبة في تقديم الحلول العاجلة للمواطن، في مرحلة ما بعد السقوط، أو الحرب، أو الغزو، أو التحرير (!!) بل ودفع هذا المواطن حياته نظير خلافات طائفية فجرها بعض المحسوبين على العراقيين، وبعض العملاء وبعض المأجورين. ربما يسهم لقاء بعض قادة الطوائف العراقيين في مكة المكرمة في الخروج بما يحقن الدماء، وربما ينتهزون فرصة البيت الحرام والبلد الحرام، ليؤكدوا تحريم الدم العراقي، وتجريم كل الأعمال الدموية وغير الإنسانية، وليحاولوا إنقاذ البلد والشعب من مصير مجهول لا يعلم أحد مداه أو نهايته وإن كانت نتائجه معروفة مسبقاً