الحضارات في خدمة الإنسانية
التاريخ
2014-05-18التاريخ الهجرى
14350719المؤلف
الخلاصة
<!--<span class=image_caption><vte:value select= /></span>--> قال رب العزة والجلال في محكم كتابه الشريف:يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا فالتعارف الانساني هو منطلق عقلاني نحو تحقيق الأهداف السوية بين دول وشعوب الأرض، وإزاء ذلك جاءت مبادرة قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- حول قيام مشروع حوار الأديان بين الشعوب والأمم لوضع النقاط على الحروف حيال مسألة الاختلالات الأمنية في العالم فهي ليست نتيجة لصراع المحاور الدولية إبان احتدام الحربين الكونيتين الأولى والثانية كما يزعم بعض الزاعمين ولكنها نتيجة لصراعات عبثية مع مجموعات من الارهابيين المتخفين تحت ستار الدين ليمارسوا أفاعيلهم الاجرامية لقتل الأبرياء وتخريب المنجزات الحضارية للشعوب، لاسيما أن الحلول بشقيها السياسي والعسكري ما زالت عاجزة عن احتواء تلك الاختلالات الأمنية الدولية، وليس من علاج ناجع لاحتواء ظاهرة الارهاب الا بإيقاظ الضمائر الحية بين أتباع الأديان والثقافات لتغليب الحكمة وتحكيم العقل للسيطرة على تلك الاختلالات من خلال مسيرة الحوار. تلك المسيرة هي التي نادى بها خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- في مبادرته الهامة، فالحوار بين أتباع الديانات والثقافات هو النهج السليم وتلك المسيرة هي التي نادى بها خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- في مبادرته الهامة، فالحوار بين أتباع الديانات والثقافات هو النهج السليم لمعالجة مختلف الاختلالات الأمنية في العالم، وقد حظيت تلك المبادرة بتأييد دولي واسع اتضح جليا في العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية التي انعقدت لدراستها في مكة المكرمة وروما ومدريد وجنيف ونيويورك والنمسا، وقد نوقشت تلك المبادرة من جديد خلال افتتاح المؤتمر الدولي لحوار الحضارات الذي انعقد مؤخرا بالمنامة تحت شعار: الحضارات في خدمة الانسانية حيث أكد المجتمعون أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات هي المدخل الأمثل للتواصل بين البشر من جانب، وهي المدخل الوحيد والآمن لاحتواء الاختلالات الأمنية في العالم بأسره من جانب آخر، فمتى كان الحوار عقلانيا لتدارس مختلف القضايا الفكرية وتمهيد السبل نحو التعايش الانساني بين الشعوب- كان الطريق سالكا للقضاء على الأفكار المتطرفة التي تحاربها كل الأديان والثقافات.ويبدو واضحا للعيان أن الاختلالات الأمنية التي سادت العالم منذ مطلع الألفية الثالثة والناجمة عن الأحداث الارهابية الدولية وما خلفته وما زالت تخلفه من حروب ومتغيرات أمنية لمجابهتها انطوت على أخطار كبرى مازالت تهدد أمن الشعوب واستقرارها، وليس من حل لاحتواء تلك الاختلالات الا من خلال مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- فالصدام الحاصل بين الحضارات والثقافات اتخذ منه المتطرفون وليجة لممارسة أفاعيلهم الارهابية تحت شعار الدين، وليس من سبيل للتخلص من الصدام الا بالحوار الجاد بين أتباع الديانات والثقافات للتأكيد على وحدة الأصل البشري والكرامة الانسانية والمساواة وتغليب قيم التسامح وقبول الآخر والاحتفاء بالتنوع، فالحوار من هذا المنطلق تحديدا سوف يحتوي التطرف ويكافح الارهاب بكل صوره وأشكاله ومسمياته الشيطانية الخارجة تماما عن المفاهيم الصحيحة للأديان والثقافات.وقد أصبح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات حاضنا لكل المبادرات الدولية المطروحة من قبل كافة المؤسسات والهيئات المعنية بمبدأ الحوار وأهدافه الانسانية الكبرى، فالمركز أضحى منظمة دولية هامة من شأنها اليوم تحقيق الأهداف والغايات التي تسعى لها دول العالم كلها لايجاد الحوار المثمر بين أتباع الأديان والثقافات وصولا الى اتخاذ القرارات والتوصيات الكفيلة بدعم مسارات التعارف الانساني بين كافة الأمم والشعوب ودعم الخطوات الكفيلة باحتواء ظاهرة الارهاب وتقليم أظافر الارهابيين أينما وجدوا، وثمة شراكات استراتيجية ارتأت أن المركز سوف يحقق أهدافه المرجوة على الأمدين القصير والطويل كمنظمة اليونسكو ومنظمة الأسيسكو والمنظمة العالمية للكشافة والاتحاد الافريقي، وكبريات الجامعات الأوروربية والأمريكية، فقد أجمع العالم على أن المركز سوف يرسي قيم التعايش والتسامح والعدل وسوف يتمكن من تصحيح المفاهيم الخاطئة وترسيخ ثقافة الحوار للوصول الى تحقيق ماتنشده الشعوب من أمن وسلم واستقرار. mhsuwaigh98@hotmail.com <!-- TAGS ZONE --> مقالات سابقة:
الرابط
الحضارات في خدمة الإنسانيةالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
837404النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14947الموضوعات
التعددية الدينيةالحوار
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
العلاقات الثقافية
حوار الأديان
مكافحة الارهاب
المؤلف
محمد الصويغتاريخ النشر
20140518الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية