الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
القصف الأمريكي لداعش.. قراءة
التاريخ
2014-08-11التاريخ الهجرى
14351015المؤلف
الخلاصة
منذ يوم الجمعة الماضي تشن القوات الجوية الأمريكية حملة ضربات مركزة على ما يفترض أنها مواقع لبعض قوات داعش ومدفعيته التي استولى عليها التنظيم من الجيش العراقي الذي شكل فراره من مدينة الموصل حالة انهزامية قريبة ومدهشة لكل العالم، ويأتي تحديد مواقع القصف وفقاً للتقارير الاستخباراتية الأمريكية التي حضرت مبكراً للعراق كدعم لقواته الرسمية بعد تفشي داعش كحالة انتهازية لجسد العراق المنهك بالطائفية والتجاذبات السياسية الواسعة بعد الغزو الأمريكي دون أن يحقق ساسة العراق ما يحمي الوطن الغني بتاريخه وثرواته وتنوع أعراقه. عموماً داعش أو دولة الخلافة كما ينعتون أنفسهم بها تتمدد مستغلة ذلك الوهن السياسي ومستندة على الإرهاب النفسي الواسع الذي تديره عناصرها، كما أن القصف الأمريكي لا يلغي الحالة الذهنية عن فكرة تكون التنظيم وموارد تمويله خاصة عند تحليل الخطاب الأمريكي المصاحب للقصف الذي وصف بالمحدود أو لمجرد دواع إنسانية جراء ما تواجهه بعض الطوائف العراقية على يد عناصر التنظيم التي تكثف الذبح والهدم والتهجير والتوسع، فالمتابع للحالة الداعشية يدرك أن هناك خللا مبرمجا يفرض حضور هذا التنظيم المارق ظاهرياً بينما استقراء واقعه وممارساته وخطابه يؤكد صلابة بنيويته وارتكازها على دعائم خفية تؤمن له حالة الاستمرار والقوة المخيفة في المنطقة حيث لم يعد الأمر مجرد جهاد ضد المحتل بل هناك أجندة واسعة تتفق مع المخططات التي تستهدف المنطقة عموماً. وفي ذات السياق كان خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمة والعالم يوم الجمعة قبل الماضي يشخص تلك الحالة ويحدد الإرهاب كهوية لتلك الممارسات الهمجية التي تستتر بالدين بينما هي تشوه حقيقة جوهره وسماحته وكان يدعو العالم أجمع لمواجهة هذا الخطر الذي لا يُعرف له مدى ويحذر من التفاعل معه أو مجرد التغافل عنه لحجم ما يضمره من الخطورة والضرر على الجميع, ويأتي القصف الأمريكي مهما كان تشخيصه منسجماً مع دعوة خادم الحرمين للوقوف في وجه هذا الوباء الخطر ويعود بنا الخطاب إلى أهمية تفعيل مهمة المركز العالمي لمكافحة الإرهاب الذي دعت له السعودية مبكراً بعد أن حققت تقدماً في مواجهة مثل تلك الممارسات التي اكتوى بها مجتمعها وأصبح لدى الأمن السعودي تصور واقعي عن دواعي الممارسات الإرهابية وتوجهاتها مما يساعد العالم أجمع في هذه المواجهة دون أن تظل الممارسات مجرد إلقاء وتبادل للتهم كما فعل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طويلاً دون أن يلتفت إلى مضامين الأمور ويعالج ما يمكن للحد من استفحالها. كما أن الساسة في العراق مدعوون الآن لتحمل مسئولياتهم ودورهم التاريخي لإعادة نصاب الأمور إلى واقعها وحلحلة مسببات الوهن في بلادهم التي غدت مرتعاً للانتهازيين وأصحاب المخططات المدمرة، وعليهم أيضاً التفوق على مصالحهم الحزبية والطائفية من أجل عراق معافى تختفي منه صور التشرذم والتمزق والإرهاب, حقيقة نتمنى أن نصبح ذات يوم قريب وقد صار حضور داعش وغيرها من دعاة الإرهاب من الماضي, كما أن القصف الأمريكي لداعش قد يجر تبعات وويلات غير محمودة على المدى الطويل لما يولده من حنق تجاه العالم وما قد يوفره من تعاطف عقدي عند من يحملون عقدة ضد الغرب لذلك يظل تمتين البنية المحلية في العراق هو الحل، كما تظل الإدارة الأمريكية مطالبة بمواقف عادلة وحازمة ضد كل ما يضر بالإنسانية في كل مكان لا أن يقال دائماً إنها تكيل بمكيالين فتقابل إرهاب داعش في العراق وتصد عنه في سوريا بينما لا ترى أبدا ما يحدث في غزة.
الرابط
القصف الأمريكي لداعش.. قراءةالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
837678النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15032المؤلف
فرحان العقيلتاريخ النشر
20140811الدول - الاماكن
السعوديةالعراق
الرياض - السعودية
بغداد - العراق