توسعة «الحرمين الشريفين» وواجب الأمة تجاهها
التاريخ
2013-07-12التاريخ الهجرى
14340904المؤلف
الخلاصة
قراءة عابرة لتاريخ المملكة العربية السعودية المعاصر، توضح بجلاء أن من أعظم أهداف الملك المؤسس، عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، هو تأمين الحرمين الشريفين، وتهيئة بيت الله الحرام لضيوف الرحمن من حجاج وزوار ومعتمرين. ومن أهم مظاهر عناية المملكة العربية السعودية بالحرمين الشريفين: العمل على توسعتهما، وزيادة مساحتهما، ورفع قدرة استيعابهما؛ ليؤدي الحجاج والمعتمرون والزوار مناسكهم في يسر وطمأنينة، وفي أجواء ميسرة من التكييف، والفرش، ووفرة المياه، وغير ذلك. وقد شهد الحرمان الشريفان، والمشاعر المقدسة -منذ تأسيس المملكة العربية السعودية- توسعات لم يشهد التاريخ الإسلامي نظيرًا لها، وليس المقام مقام تفصيل لذلك، فهو يحتاج إلى بحث مستقل. لكننا سنقف وقفة موجزة مع مشروعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- لتوسعة الساحات الشمالية والمطاف، وهما المشروعان اللذان يعدان أكبر مشروع توسعة في تاريخ الحرم المكي. أولًا: توسعة الساحات الشمالية: يتوقع أن يبلغ مجموع المساحة الكلية للساحات الشمالية بعد التوسعة 709.460 مترًا مربعًا، شاملة مبنى التوسعة والساحات، والجسور، والمصاطب. ويتوقع القائمون على التوسعة أن يصل حجم المساحة المبنية لمبنى الخدمات المصاطب إلى 321.400 متر مربع، كما توقعوا أن يصل إجمالي المساحة الكلية لساحــــات التوســــعة التي تحتضنها جسور مبنى التوسعة إلى 68.750 مترا مربعا. أما المساحات المبنية للجسور فمن المتوقع أن يبلغ حجمها 56.660 مترا مربعا. وستكون التوسعة في تسعة أدوار، وتشتمل على 54 بوابة، كما ستشتمل على 16 جسرًا لتوزيع الحشود، ومنع الازدحام، إضافة إلى تسع مظلات من الحجم الكبير، وثماني بطاريات للسلالم الكهربائية، كل بطارية تضم أربعة سلالم كهربائية. وسيجري العمل على إضافة حمامات، ومواضئ تحت الساحات الجديدة تتناسب مع الأعداد المتوقعة للمصلين، وزائري المسجد الحرام، تتكون من 16 مجمعًا، تضم 2400 حمام. ويتضمن المشروع توسعة صحن المطاف بهدف التوسعة العثمانية، وتوسيع الحرم من الجهات الثلاث، وقوفا عند المسعى؛ لأن المسعى ليس من الحرم، وتوسيع الحرم من جهة أجياد، كما تتم تعلية أدوار الحرم؛ ليصبح أربعة أدوار، مثل المسعى الجديد، ثم تعلية دورين مستقبلا، ليصبح إجمالي التعلية ستة أدوار. وستبلغ الطاقة الاستيعابية للساحات الشمالية بعد اكتمال التوسعة حوالي 766.600 مصل. وهي طاقة استيعابية تعادل، أو تزيد على الحرم الحالي، بتوسعاته وساحاته عبر التاريخ. ثانيًا: مشروع توسعة المطاف: تبلغ الطاقة الاستيعابية للمسعى حاليًا 48 ألف طائف في الساعة. وبعد التوسعة التي يجري العمل عليها بجهود مضاعفة على مدار الأربع والعشرين ساعة ستبلغ الطاقة الاستيعابية 150 ألف طائف في الساعة. ولا يخفى على أي واحد ما تدل عليه الأرقام السابقة من أن الحرم المكي الشريف، والمطاف، يشهدان عملًا يساوي، أو يزيد على كل الأعمال والجهود التي بذلت في خدمتهما عبر التاريخ، وأن النتائج والثمار المرجوة -بإذن الله تعالى- من هذه التوسعة، تساوي، أو تزيد على كل الثمار والنتائج التي أثمرت عنها كل التوسعات السابقة في تاريخ مكة المكرمة. وإذا كان هذا المشروع العظيم بهذه الضخامة والحجم، فإني أترك للقارئ الكريم أن يتخيل ما هي الجهود والأعمال التي تدور في الحرم الشريف على مدار الساعة بواسطة عشرات الآلات، والمعدات التي صنع بعضها خصيصًا لهذه التوسعة، وبواسطة آلاف من العمال المتخصصين من جميع أنحاء العالم؟!. كما أترك له -أيضًا- أن يتصور: كم سيتكلفه هذا المشروع من مليارات الدولارات؟ وكم ستبلغ ميزانيته المفتوحة للإنفاق عليه؟!!. والغرض مما تقدم إبراز جانب من الجهود العظيمة، والأموال الطائلة التي تنفقها المملكة في سبيل خدمة ضيوف الرحمن، من حجاج ومعتمرين، وزوار؛ أداء للأمانة الضخمة التي حملها إياها رب العالمين، بجعلها راعية المقدسات الإسلامية، وسادنة بيت الله الحرام، لا تريد من ذلك إلا رضا الله -عز وجل- ولا تريد من أي دولة أن تساعدها بشيء؛ لأنها قادرة -والحمد لله- على أداء الرسالة على الوجه الكامل، بعون الله. ولكن المأمول من الدول الإسلامية أن تتعاون مع المملكة العربية السعودية، بتطبيق ما تدعو إليه مصلحة الجميع، من تقليص عدد الحجاج في المدة التي ستستغرقها أعمال التوسعة، بسبب الأعمال الجارية، وتقلص المساحة المتاحة لاستيعاب الحجاج، لمقتضيات التوسعة من هدم وحفر، ووجود آليات، وعمال وغير ذلك. والقاعدة الكلية الفقهية: الضرورات تبيح المحظورات، والضرر يزال، وفي الحديث: لا ضرر ولا ضرار. وهو القرار الذي اتخذته المملكة من تقليص عدد حجاج الداخل إلى 50% وحجاج الخارج 20%، وهو قرار استثنائي ومؤقت، بني على أسس فنية وعلمية، وهي أن الأعمال الجارية تقلل من مساحة الحرم ومساحة
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
839782النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
18342الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودعبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
الاحوال الاجتماعيةالاعلام الاسلامي
التوعية
الحج
السعودية - الأمن الوطني
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
السعودية. وزارة التربية والتعليم
السعودية. وزارة التعليم العالي
السعودية. وزارة الثقافة والاعلام
السعودية. وزارة الحج
السعودية. وزارة الخارجية
السعودية. وزارة الشؤون الاسلامية
العمرة
الفتاوى الشرعية
المسجد الحرام
المسجد النبوي
رعاية الحجاج
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - ابناؤه
الهيئات
الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى - السعوديةوزارة التربية والتعليم - السعودية
وزارة التعليم العالي - السعودية
وزارة الثقافة والاعلام - السعودية
وزارة الحج - السعودية
وزارة الخارجية - السعودية
وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد - السعودية
المؤلف
سلمان بن محمد العمريتاريخ النشر
20130712الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
الرياض - السعودية