الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
هل يصبح الاتحاد الخليجي قوة عالمية كبرى؟
التاريخ
2014-12-26التاريخ الهجرى
14360304المؤلف
الخلاصة
خلال الأيام القليلة الماضية شهد العالم العربي تسويات سياسية جوهرية يمكن قراءتها للمرة الأولى من أمد طويل على أنها تغليب للمصلحة العامة على المصالح القُطْرية، هذه الصفحة الجديدة كان من الحكمة بمكان أن يتم كتابتها من خلال حوارات خلف الكواليس بعد أن شهد العقدان الأخيران ما يشبه نشر الغسيل العربي على شاشات التلفزيون. لا جدال في أن منظومة التعاون الخليجي كانت تحت المحك، فبالرغم مما حققته لشعوبها من إطار أمني وتعاون في بعض المجالات الداخلية، انتهاءً بتيسير التنقل بين مواطني دول المجلس فإن الاختلافات في وجهات النظر حول السياسات الخارجية ظلت بمثابة القيود التي أثقلت كاهلها، ومنعتها من تحقيق تقدم جوهري. وبالرغم مما حل بالمنطقة الخليجية من تهديدات وتحديات كبيرة منذ الغزو العراقي للكويت وما أتبعه من صراعات دولية وإقليمية صار مسرحها في الجوار وتحديداً في العراق وسوريا ومصر واليمن والسودان والصومال فيما يشبه الطوق للمنطقة فإن الدول الخليجية لم تبعث برسالة مريحة لشعوبها ومبشرة بمستقبل جديد كالتي بعثت بها القمة الأخيرة. لا شك أيضاً في أن المبادرات الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وقيادة المملكة العربية السعودية وحكمة الأمير القطري الطموح الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والالتفاف الكبير من قيادات دول مجلس التعاون مثل حجر الزاوية في تدشين قصة جديدة في نجاحات هذه المنظومة التي تمتلك كل مقومات التقدم. وبعيداً عن التبشير بالمستقبل فإن قراءة الحال كما هو الآن يشير إلى أن أمام دول المجلس فرصة تاريخية قد لا تتكرر لقيادة المنطقة نحو السلام من خلال ثقلها الدولي مجتمعة في ترجيح الخيارات المتاحة لإيقاف ما يحدث من دمار في العراق وسوريا واليمن وليبيا وترسيخ التجارب الجديدة في مصر وتونس وغيرها من دول العالم العربي. وإذا ما كانت دول الاتحاد الأوربي تواجه اليوم تحديات اقتصادية تهدد منظومتها التي لطالما كانت المثل الدولي الأكثر نجاحاً، فإن مجلس التعاون الخليجي الذي أعلن هدفه في التحول ليكون اتحاداً قادماً يملك من الانسجام الفطري والثقافي والاقتصادي ما يمكن أن يضعه في موقع متقدم عالمياً يضمن لدوله الانتقال خطوة إلى صف الدول المتقدمة. إن ما قامت به المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وباقي دول الخليج في إقناع دول الأوبك لاعتناق سياسة جديدة معاكسة لما كانت عليه في وقت وجيز لقيادة أسواق النفط هي خطوة مذهلة تعطي مثالاً لما يمكن أن يقوم به اتحاد خليجي ذو سياسات موحدة وقدرات اقتصادية هائلة ومخزون من عريض من الطاقة. قدرات الدول الخليجية الموحدة للأمانة أكثر بكثير من قيادة دول الأوبك فمنظمة التعاون الإسلامي التي تشكلها شريحة كبيرة من حيث عددها وجغرافيتها وتاريخها وتعدادها السكاني تربطها بروابط عميقة ذات بعد ديني شعبي ممتد يتوج وحدته الوقوف السنوي على صعيد عرفات الطاهر في يوم عظيم تنقله على الهواء مباشرة آلاف المحطات الفضائية حول العالم. ومع هذا فإن دول مجلس التعاون طورت خلال العقود الثلاثة الأخيرة ومن خلال تجارب هامة على مستوى العالم خبرات لا يمكن تجاهلها في مجالات الصناعات البتروكيماوية والغاز الطبيعي وصناعة السياحة والسفر والإعلام واستضافة الأحداث الرياضية، وتأهيل الشباب في أفضل الجامعات العالمية مما يوفر تجارب وخبرات رائعة يمكن أن توفر مخزوناً كبيراً لنجاحات أكبر بكثير مما هي عليها إذا ما تم نظمها في صورة اتحاد خليجي وبمعايير وتنسيق احترافي. ما تحقق لدول المجلس بتعاون مشترك بالرغم من الاختلافات في قضايا جوهرية على الصعيد الخارجي كان جيداً بفضل الله ثم بما تمتلكه دول الخليج من عزيمة واقتصاد مستقر وطاقات، إلا أن الآفاق التي يمكن أن يحققها اتحاد خليجي موحد الأهداف والسياسات يدير مكتسباته الفردية لتعزيز النجاح الجماعي أكبر بكثير مما حققه أي اتحاد في العالم في تاريخنا المعاصر. أخيراً تبقى هذه القراءة أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى إذا ما تقدمت دول مجلس التعاون بشكل تدريجي من عام لآخر في ترجمة هذه المؤشرات إلى قرارات تاريخية تنتظرها شعوب الخليج لتشهد ميلاد قوى إقليمية كبرى.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
838644النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15169المؤلف
مشاري بن صالح العفالقتاريخ النشر
20141226الدول - الاماكن
السعوديةالسودان
الصومال
العراق
اليمن
دول الاتحاد الاوروبي
دول مجلس التعاون الخليجي
سوريا
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
بغداد - العراق
دمشق - سوريا
صنعاء - اليمن
مقديشو - الصومال