الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حكيم العرب: رؤية سديدة .. وقرار حازم
الخلاصة
لم يكن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- يتحدث من فراغ عندما وجه رسالته التحذيرية لقادة المجتمع الدولي من امتداد الموجة الإرهابية إلى أوروبا وأمريكا في غضون أشهر فقط، إذا لم تحزم المجموعة الدولية أمرها وتتصدى لهذه الآفة الشريرة بالسرعة والحزم اللازمين. تحذير خادم الحرمين الشريفين استند إلى قراءة صحيحة وتحليل دقيق للأحداث الجارية في المنطقة والقوى التي تحركها، فحكيم العرب قائد عُرف بالحنكة السياسية وله رصيد ضخم من الخبرة في المعترك السياسي، وهو القائد الذي أعلنها منذ الهجوم الإرهابي الأول حرباً لا هوادة فيها ضد الإرهاب ومنظماته وفكره التكفيري المتطرف، ولم يكن ذلك موقفاً تكتيكياً أو مرحلياً، بل كان موقفاً إستراتيجياً عكس رؤية القيادة السعودية الواعية للتهديد الإرهابي بكل أبعاده الأمنية والعقائدية والفكرية والاجتماعية، وهى رؤية سديدة ومدركة للمخاطر الجسيمة الكامنة في الظاهرة الإرهابية الإجرامية ليس على الأمن الوطني والإقليمي والدولي فحسب، بل على الإسلام وأمته لأن الفكر التكفيري المتطرف الذي تبناه الإرهابيون يمثل تحريفاً خطيراً لقيم ومبادئ الدين الإسلامي نفسه، وتشويهاً لصورة المسلمين وتاريخهم وحضارتهم، واستعداءً للعالم على هذه الأمة وجرها إلى فتن وحروب دينية وطائفية تمزق وحدتها وتهدد طاقاتها وتجعلها نهباً للأطماع ولمخططات التخريب والتدمير. هذا المنظور الإستراتيجى البعيد المدى لمخاطر الإرهاب هو الذي دفع المملكة لتكون في خندق المواجهة الأمامي في الحرب ضد الإرهاب، وانطلاقاً من هذه القناعة الراسخة بأن الإرهاب هو أكبر تهديد تتعرض له أمة الإسلام وعقيدتها، جاءت مبادرات خادم الحرمين الشريفين الإقليمية والدولية لإيجاد الأطر الأمنية والقانونية الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب بكل الوسائل، ولو استجاب المجتمع الدولي بجدية وسرعة للمبادرات والطروحات التي قدمها الملك عبدالله لحشد الطاقات وتفعيل الجهود لكان الحال أفضل بكثير مما هو عليه اليوم ولما وجد المجتمع الدولي نفسه يخوض هذه الحرب المريرة ضد «داعش» وغيره من المجموعات الإرهابية في العراق وسوريا. لقد أثبتت الأحداث مصداقية، تحذير خادم الحرمين الشريفين، ويؤمل ألا تقتصر صحوة المجتمع الدولي الذي جسدتها مسيرة باريس على الأبعاد الإعلامية والمعنوية، فالمطلوب تعاون دولي حقيقي ومنهجي لدحر الإرهاب، والدول الغربية التي طالتها العاصفة الإرهابية تحتاج إلى مراجعة إستراتيجياتها لمكافحة الإرهاب وتحتاج إلى إعادة قراءة التحليل الإستراتيجي السعودي للمهددات الأمنية الإقليمية والدولية الماثلة اليوم؛ فالأيام أثبتت أن القيادة السعودية هي الأكثر حنكة وخبرة وأعمق فهماً للأبعاد المختلفة لهذه المهددات وتداعياتها الآنية والبعيدة المدى.
المصدر-الناشر
صحيفة اليمامةرقم التسجيلة
839408النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
0الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجيةمكافحة الارهاب
تاريخ النشر
20150115الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الولايات المتحدة
اوروبا
الرياض - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة