الكلمة الوثيقة.. ووضوح الرؤية
الخلاصة
جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- ومنّ عليه بالشفاء والصحة والعافية، والتي ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، تحت قبة مجلس الشورى لدى افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، جاءت في ظل ظروف سديمية معتمة تعيق الرؤية ويتخبط فيها الاقليم والمنطقة بشكل عام، لتقشع بشمس الوضوح كل ذلك الغبار السديمي الذي أثارته بعض السياسات النفعية والوصولية من قبل بعض الدول الاقليمية، وحالة الانفلات العام الذي قاد بعض الشعوب العربية إلى شبكة من الفوضى العارمة التي أفقدتها الدليل، وأدخلتها في متاهة لا أحد يعرف منتهاها، لتأتي هذه الكلمة الوثيقة التي تستمد بلاغتها ونقاء خطابها من سياسات ثابتة، ومعتدلة، فتجلّي- بكل وضوح- معالم الطريق الذي دأبت هذه البلاد على انتهاجه، بعيدا عن المزايدات أو المهاترات أو الدخول في بازار المقايضات، لتؤكد أن هذا الوطن الذي لم ولن يقبل المزايدة على نهجه، والذي اعتاد أن ينحاز للحق والحقيقة، بعيدا عن أي حسابات صغيرة- سيظل يواصل مسيرته التنموية والحضارية بنفس القوة ونفس الحماس دون أن يتأثر بتلك المحاولات الرخيصة التي تسعى لصرفه عن طريقه لينخرط في متاهة الفوضى العارمة، وذلك من خلال المضي في مواجهة الارهاب والفكر المنحرف سواء على المستوى الأمني أو على مستوى المعالجات الفكرية، في الوقت الذي تستمر فيه عجلة التنمية في الدوران لتواصل عملية تحديث الوطن، وإتمام كافة بُناه التحتية، وصناعة مشاريعه المستقبلية، وفق آلية واضحة لا تستعدي أحدا، لكنها لا تذعن أو تستسلم لأي مغامر يريد أن يخرج هذا الوطن من خطه الثابت والمعتدل. كلمة الملك- حفظه الله-.. كانت بمثابة الدليل القطعي الذي يرسم معالم طريق المستقبل، سواء على صعيد السياسة الداخلية أو الخارجية، ويهيئ الجميع للانخراط في أدوارهم من خلال بث روح الطمأنينة في أفيائه وبين مواطنيه في أنه سيبقى بمنأى عن تلك السحب الداكنة التي أغطشت فضاءات جواره، وأعتمت نهاراتها، حتى في ظل اختلال موازين الأسواق النفطية، والتي قالت عنها الكلمة: إن المملكة لا تبني سياساتها في هذا المضمار إلا وفق مصالحها الوطنية، بعيدا عن أي حسابات أخرى، وهي الرؤية التي تنسجم تماما مع ما اشتملت عليه الكلمة من مضامين عميقة استهدفت رفعة الوطن، وخدمة المواطن، وتطوير سبل العيش لكافة أبنائه وشرائحه، في سياق بناء المستقبل للأجيال الجديدة، والاستمرار في العملية التنموية على اعتبار أن البناء الداخلي سيشكل بالنتيجة أقوى وأمتن خط دفاع عن الوطن ومقدراته، مهما كان حجم التحديات التي تحيط به، ومهما بذل الآثمون من جهود لجره إلى الفوضى، لأن متانة سياجاته الداخلية، وقوة وعدالة مواقفه تظل أمتن من أن تنال منها أيدي العابثين والمتربصين. وإذا كانت هذه الكلمة الوثيقة قد أطرتْ العمل للمرحلة المقبلة، فإنها أيضا أكدت على أن هذا الوطن وبقيادته الحكيمة والمخلصة، والتي استطاعت أن تنأى به عن تلك الأنواء المتقلبة قادرة بإذن الله تعالى أن تأخذه إلى ما هو أبعد ليبقى الوطن الأنموذج العصي على الاختراق، والقادر بتلاحم قيادته ومواطنيه على اجتياز كل المصاعب، اقتصادية كانت أو أمنية للاستمرار في خطاه باتجاه المستقبل، بكل الثقة والاقتدار.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
841491النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
2512الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
اسعار البترولاقتصاديات البترول
التنمية الاقتصادية
السعودية - الأمن الوطني
السعودية - الاحوال السياسية
السعودية - الاحوال السياسية
السعودية - مجلس الشورى
تسويق البترول
مكافحة الارهاب
الهيئات
مجلس الشورى - السعوديةتاريخ النشر
20150109الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية