هوامش على زيارة بابا الفاتيكان
التاريخ
2014-05-27التاريخ الهجرى
14350728المؤلف
الخلاصة
أعادتني السيارة البابوية البيضاء التي استقلها بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، إلى ذلك الزمن الذي تابعت فيه ميدانياً من غرب إفريقيا زيارة البابا يوحنا جان بول إلى كل من السنغال وجامبيا وغينيا. كنت في داكار عندما خرج الشعب السنغالي كله يتقدمه الرئيس عبده ضيوف لاستقبال البابا.. أيامها كانت نسبة المسلمين تفوق 95%.. ولا أدري كم هي الآن!. لقد كانت رحلة عجيبة لاحقت فيها الرجل الذي كان عمره يناهز التسعين حينها وهو يتنقل في القرى والغابات والأحراش ليزرع شجرة هنا ويحفر بئراً هناك.. ولأن ذلك كذلك فقد عدت مهموماً ومثقلاًً بالحزن والأسى على حال الأمة.. ولأنها كانت عجيبة ومثيرة في كل شيء فقد تابعت باهتمام خاص جولة البابا فرنسيس في كل من الأردن وفلسطين المحتلة!. والحق إن كلمة العاهل الأردني عبدالله الثاني أعجتني خاصة وهو ينتقي الآيات الكريمة المعبرة عن سماحة الإسلام والمسلمين قبل أن يذكِّر في كل مرة بالقضية الفلسطينية وبأن الأقليات المسيحية تعيش في الشرق الأوسط كجزء مهم من نسيج المجتمعات الإٍسلامية. والحق كذلك أن لا أقلية في العالم كله تتمتع بما تتمتع به الأقليات المسيحية في العالم الإسلامي، ومع ذلك يسعى المتطرفون في كل مناسبة لمحاولة الإيحاء بأنهم يعانون الظلم والاضطهاد. كنت قد قرأت أول من أمس ما ورد على لسان الحاخام الأرجنتيني إبراهام سكوركا صديق البابا من أنه- البابا- سيتوجه أثناء زيارته للقدس إلى جبل الزيتون لوضع باقة من الزهور على ضريح ثيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية.. وقد ساءني كثيراً أن حدث ذلك بالفعل، قبل أن يصل بابا الفاتيكان لأول مرة إلى بيت لحم مباشرة ليصبح أول بابا في التاريخ يسافر مباشرة إلى الضفة الغربية بدلاً من الدخول عبر إسرائيل! وهي الخطوة التي رحب بها الفلسطينيون معتبرينها اعترافاً أو دعماً لحملتهم من أجل إقامة دولتهم المستقلة. عندها تذكرت الأنبا شنودة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل الذي ظل وفياً للقضية الفلسطينية رافضاً السماح للمسيحيين المصريين بزيارة القدس في ظل الاحتلال الإسرائيلي. وأعود إلى زيارة البابا فرانسيس الحالية فأقول إن الإستادات الرياضية التي تفتح والقداسات الدينية التي تقام على أرض عربية إسلامية هي عناوين لسماحة الإسلام والمسلمين وهي إعلانات حقيقية للترويج لبضاعة إسلامية غير مغشوشة ،ولا تعرف المكر والخداع والمناورة. يأتي بابا الفاتيكان إلى دولة عربية مسلمة فتخرج الشعوب لاستقباله وتنثر الورود في كل مكان ويعلو صوت أجراس الكنائس. ومع ذلك ورغم ذلك لا يزال العديد من ساسة الغرب ولا أقول شعوبه ينظرون للإسلام والمسلمين نظرة دونية عدوانية. أنظر إلى تصريحات النائب الهولندي فليدرز المسيئة للإسلام والمسلمين، وقبلها لصحف ومجلات الكاريكاتير البغيضة.. وإذا لم ترد الذهاب للأرشيف الكريه فتابع ما يحدث الآن في إفريقيا الوسطى على سبيل المثال لا الحصر، لتعرف كم نحن أمة متسامحة بالفعل ومتحضرة بالفعل في جانب الحوار بين الأديان. ولمَ نذهب بعيدا انظر إلى مركز حوار الأديان والحضارات الذي أهداه الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعالم كله لتعرف مدى حرص أمتنا على مد يد السلام الحقيقي والتسامح الحقيقي مقابل من يمدون أياديهم ويطولون ألسنتم على الإسلام وعلى خير الأنام. إن بضاعة المسلمين لم تكن يوماً هي القاعدة ولم تكن داعش ولا النصرة ولا غيرها من تنظيمات وحركات كان للغرب الدور الأكبر في نشوئها ودعمها والترويج لها قبل تصديرها باعتبارها بضاعة إسلامية خالصة والإسلام منها براء والمسلمون منها أبرياء.. لكنها فروقات الإعلام والفكر والدعوة على بصيرة. لديهم أقلام وعقول وإرساليات تدافع عن قيمها ورسالتها ولدينا أقلام وعقول وحركات تدافع عن قيمهم ورسالتهم!. sherif.kandil@al-madina.comللتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
841500النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
0الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودتيودور هرنزل
شنودة الثالث -نظير جيد
عبده ضيوف
غيرت فيلدرز
فرانسيس الاول - بابا
الموضوعات
التعددية الدينيةالحوار
الغزو الفكري
حرية العقيدة
حوار الأديان
دفع مطاعن عن الاسلام
مكافحة الارهاب
المؤلف
شريف قنديلتاريخ النشر
20140527الدول - الاماكن
اسرائيلالاردن
السعودية
السنغال
العالم الاسلامي
الفاتيكان
فلسطين
مصر
الرياض - السعودية
الفاتيكان - الفاتيكان
القاهرة - مصر
القدس - فلسطين
داكار - السنغال
عمان - الاردن