السعودية: حزن وثقة
التاريخ
2015-01-24التاريخ الهجرى
14360404المؤلف
الخلاصة
يكفي الملك العظيم الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز الكم المهول من الشهادات الدولية التي تستعرض سماته الشخصية ومواقفه الصادقة وشخصيته الغيورة، التي كانت حصانة لوطنه، ثم دوره الفاعل في توحيد الصف العربي المتشرذم، وإعادة الروح إليه، بعد أن كادت تمزقه عواصف الربيع العربي السوداء، فضلاً عن مواقفه المؤثرة دولياً في تعميق التقارب وتعزيز الحوار وخدمة مصالح الأمة الإسلامية. القيمة الاستثنائية للملك الراحل تتبلور في بعض جوانبها، في عدد الملوك والرؤساء الذين توافدوا تباعاً للمشاركة في تشييعه، مع أن السعودية تتعامل مع الموت بإيمان ويقين فهي لا تهتم بالإجراءات البروتوكولية، فأعلنت الصلاة عليه خلال أقل من 18 ساعة من إعلان الوفاة.خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز فاجأ العالم أجمع، بسرعة إصداره سلسلة أوامر ملكية صباح أمس، تغطي المناصب الشاغرة، وتحدد طريقة العمل بدءاً من اليوم (السبت)، خصوصاً قراره الفوري بتعيين الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد ليرسخ تسلسلية القيادة العليا، وضمان ثباتها، ويقطع أي شك أو تساؤلات عمياء متكررة حول استقرار المملكة. هذا القرار تحديداً جاء ليعلن متانة السعودية وقوتها وصمودها وصلابة وحدتها فتزداد استقراراً في عالم حرائق تحيط بها من كل جانب، كما أنه يعلن دخول الجيل الثالث، جيل الأحفاد، منظومة الحكم فيفتح بوابة مشرقة للسعودية، سيكون للشباب فيها بصمة فارقة، ويحرق كل النوايا السيئة المتربصة بالبلد والباحثة عبثاً عن محاضن فتنة فلا تجد سوى الصدمة تتلو أختها.يعلن الملك سلمان من خلال هذه الأوامر، حزماً وصرامة وجدية في العمل تتفق مع تاريخه العريض، فلم يترك للشائعات فسحة من الوقت، وبينما كان الظن أن السعودية ستكون غارقة في أحزانها لفترة ما، فإنه أوضح للجميع أن الموت حق، لكن البلد أمامه مسؤوليات جسام، ولها دور لا ينتهي عند حدودها، وأنها تتوافر على رؤية متماسكة لمستقبلها، ومحافظة على خطها. من المؤكد أن هذه القرارات توجه رسالة قوية تبين من هو الملك سلمان، وكيف يتعامل مع القضايا بحسم وسرعة لا تردد فيهما ولا تأخير، وتؤكد جملة واحدة: السعودية بخير وطريقها لا ينقطع.سلمان بن عبدالعزيز سيواصل الحرب على الإرهاب بشراسة، فلقد بادر بإرسال ابنه ضمن حملة جوية ضده، وسيؤكد قوة السعودية ودورها الرائد، وسيرسم خطوات كبرى للإصلاح على المستويات كافة، فهو رجل الدولة منذ بداياتها وحامل ملفاتها غير الظاهرة، وأمين سر العائلة التي برهنها من خلال السرعة الصاعقة في وضع تراتبية واضحة للحكم، تؤمن البلد وتبث الطمأنينة لدى الناس.الحزن طاغٍ على رحيل الملك المحبوب، لكنه لا يمس اليقين، بل تدعمه الدعوات الصادقة بالرحمة لعبدالله بن عبدالعزيز؛ دعوات هي اللسان السعودي الواحد منذ إعلان النبأ المحزن، تقاسمها دعوات أخرى بالتوفيق والعون للملك سلمان وإخوانه.رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك الإصلاحي العظيم عبدالله بن عبدالعزيز، الذي لن ينساه السعوديون، وسيتذكرونه بكل الحب والمودة والامتنان لما قدمه لهم من خير، وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي أكد خلال الساعات الأولى من حكمه أن السعودية دولة قوية صامدة تؤسس لغدها برؤية ناضجة مكتملة، ووفقه وولي عهده وولي ولي عهده لكل خير للبلد والأمتين العربية والإسلامية.من كان لديه شكوك حول السعودية فلقد عرفها الآن معرفة لا يداخلها شك.
الرابط
السعودية: حزن وثقةالمصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
842325النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
0الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
محمد بن نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
مقرن بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةعبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
مكافحة الارهاب
المؤلف
جاسر الجاسرتاريخ النشر
20150124الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الرياض - السعودية