الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المسافة ما بين مصر وقطر مجرد حرفين
التاريخ
2014-12-24التاريخ الهجرى
14360302المؤلف
الخلاصة
مرحلة جديدة تستشرفها الأمة بعد لقاء المصالحة التاريخي بين مصر وقطر والذي سعى له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرأب الصدع وتنقية الأجواء العربية في هذه المرحلة التاريخية والحرجة، التي جرت الأمة وشعوبها إلى مخاض صعب وتحولات سلبية أضرت بالجميع، سوى أن بيت الحكمة هنا استلهم جوانب الحدث وخطورة الموقف وتصدى لكل الظروف بمقتضى الحكمة والمسئولية التاريخية تجاه الأمة وشعوبها، وأثمرت الجهود باللقاء القطري المصري يوم السبت الماضي الذي سعت له قيادة المملكة ليكون البوابة الأرحب والأرضية الصلبة نحو مستقبل عربي يستنهض قدرات الأمة لمواجهة التحديات الكبرى في عموم قضاياها ومصالح شعوبها وتحقيق التكامل التام بين العواصم الرئيسية لبناء الثقة نحو ذلك؛ ولم يكن خبر اللقاء المصري القطري مفاجأة للوسط المتابع لمسيرة الأحداث، فقمة الرياض التشاورية التي سبقت قمة الدوحة الاعتيادية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث حفلت بجملة من التحركات القيادية الجادة نحو هذا الاتجاه الهام ومهدت له بصيغ محكمة وفق ما أبداه معالي رئيس الديوان الملكي الأستاذ خالد التويجري في تعليق معاليه على هذا الحدث الذي مثل خادم الحرمين فيه كمبعوث خاص، مؤكداً معاليه أن معطيات اللقاء يمكن استنتاجها ومتابعتها قريباً في تضامن الأمة وتعزيز لحمتها وفق رؤية خادم الحرمين، وما أبداه قادة البلدين من تقدير لهذه الرؤية وصاحبها الملك المفدى لإنجاح هذه المبادرة التي تتضمن جملة ملفات حيوية في العديد من المجالات التي تعزز علاقة البلدين وتعيدها إلى المسار الحيوي والمثمر للأمة، ولشعبي البلدين، وتجُب ما سبقها من خلافات وصلت بالعلاقات بين مصر وقطر إلى مرحلة خطرة من التأزم والتراشق اليومي حسب ما يرصد في وسائل إعلام البلدين، وحقيقة تبرز في هذه المصالحة وما سبقها من لقاءات متانة وعمق الفكر السياسي السعودي وجدارته في التفوق على كل الظروف تحقيقاً لمصالح الأمة التي استلهمتها قيادات البلدين بنفس الروح والمنهجية، فجمهورية مصر العربية بحضورها التاريخي ومكانتها العالمية تمثل الثقل الاستراتيجي والمحوري الهام للأمة وقضاياها، رغم ما مر بها من ظروف؛ أيضاً لم تكن دولة قطر بمكانتها العربية والعالمية الحالية تغرد خارج السرب فيما يخص العناية بقضايا الأمة وهمومها، بل كان ذلك هو العامل المشترك في ملامح الخلاف وحتى في جوانب الاتفاق لذلك كانت النتائج مثمرة في توحيد الرؤى واستثمارها نحو هذا الصالح الحيوي؛ فما يجمع مصر وقطر أكبر من ملامح الخلاف وهناك جملة توافقات وتعاون مثمر بين البلدين مهد لهذا التلاقي الذي يجب أن يحترم، ويتم التعاطي معه بروح المسئولية من الجميع خاصة من وسائل الإعلام ورواد الفكر الذين خاطبهم خادم الحرمين في البيان الملكي الاستثنائي عقب قمة الرياض التشاورية؛ فمن ذلك البيان يستنبط حجم المسئولية التاريخية التي يوليها الملك المفدى لقضايا الأمة وضرورة استشعار الجميع لدورهم ومسئولياتهم فيها تحقيقاً للصالح ونبذ المثبطات له، أعود لقطر ومصر فما بينهم هو مجرد حرفين يتمثلان في «لا» لما يعكر الصفو ويذهب بريح الأمة ونعم للود والتلاقي، فالثابت في العلاقات هو أكبر من مجرد سحابة عابرة أمطرت بما يُعلم الأمة عموماً بحقيقة وأهمية التعاون لمواجهة تحديات أكبر وأخطر.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
842817النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15167الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - دول الخليج العربية
المؤلف
فرحان العقيلتاريخ النشر
20141224الدول - الاماكن
السعوديةقطر
مصر
الدوحة - قطر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر