أمريكا تسأل نفسها
الخلاصة
كان من المستبعد منطقياً منذ البدء ان تحدث في الولايات المتحدة حادثة بحجم عدوان 11ايلول ولا يكون المذنب إلا العدو الخارجي، سواء كان مسلماً أصولياً أفغانياً أو غيره، فقد اثبتت التجارب انه، وخاصة في الدول المتقدمة، لابد في النهاية ان تحاسب الدولة نفسها بالكشف عن خطأ ما أو تقصير ما أو اهمال مصدره الذات لا الآخر فقط، فالامم التي تلعن الشيطان فقط في أزماتها لا تكون عادة أمماً متقدمة ولا جادة في ادارة حاضرها وصناعة مستقبلها.. بل ان محاسبة الذات هي المرادف الأصدق للوعي والضمير معاً.
إن الجو في الولايات المتحدة يتجه شيئاً فشيئاً إلى ان تتراكم الآراء والأفكار والبينات التي تبحث عن نقاط الضعف التي سهّلت لاعداء البلاد ان يتجرأوا ثم يقرروا وينفذوا ذلك الشر الخطير الذي اسمه عدوان 11ايلول.
إن أمريكا الآن تسأل نفسها: ترى أي شيء فيّ جعل أناساً معادين يتصورون ان باستطاعتهم ان يهاجموا بنجاح وزارة الدفاع ومركز التجارة العالمي، أي موقعين يمثلان القيادة العسكرية والاقتصادية للدولة والمجتمع؟
التهمة التي توجهها أمريكا اليوم لأمريكا في موضوع 11ايلول هي انه ثبت ان هناك معلومات لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي آي" ووكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إي" لم تجر قراءتها بالشكل الجدي المفروض، ولو تم ذلك في حينه لما وقع العدوان المخزي بقدر ما هو مجرم.
يوماً فيوماً، بل ساعة فساعة، تخرج إلى العلن في واشنطن وغيرها داخل أمريكا وخارجها مواد تشير إلى ان ما حصل كان يجب ان يكون متوقعاً ومكشوفاً بشكل تام منذ زمن غير قصير.
وكل يوم تعطى للقارئ الامريكي تفاصيل عن أشياء كانت تُدبر منذ زمن ضد الولايات المتحدة، وعند بعض المحللين ما يشبه الهواية الآن بالاطلاع على الأدلة التي كانت موجودة عما سيحصل ليعرفوا ويعرّفوا الناس كم كان هذا الذي وقع في 11ايلول قابلاً للرصد، بل وللمنع لو ان المؤسسة الأمريكية كانت تُدار بالشكل السليم بعقلية وبصيرة جديتين بالمعنى الكامل.
.
وقد كان خبراً جيداً لكل عربي ان يكون الرئيس بوش قد اطلع من ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على صور ومشاهد الدمار وعمليات العنف والتقتيل التي يتعرض لها العرب في فلسطين، وأن يكون تأثر بذلك على ما روى الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.
الرابط
أمريكا تسأل نفسهاالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
79151النوع
مقالالوصف المادى
الكترونيالموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطينعبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ولي عهد السعودية) - المناصب والمهام
السعودية - العلاقات الخارجية - الولايات المتحدة الامريكيه