الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
دولة رئيس وزراء إيطاليا يقيم مأدبة عشاء تكريماً لخادم الحرمين
افتح/ انسخ
التاريخ الهجرى
1428/10/25الخلاصة
أقام دولة رئيس وزراء إيطاليا رومانو برودي مأدبة عشاء تكريماً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وذلك بمقر الحكومة / فيلا مداما / بروما . / وخلال حفل العشاء ألقى دولة رئيس وزراء إيطاليا الكلمة التالية / إنه لشرف حقيقي لي أن أرحب بك يا خادم الحرمين الشريفين وبأعضاء الوفد الرفيع الذي قدم في معيتكم ، وأن أعرب لكم عن أمنيتي الحارة أن تعطي زيارتكم هذه زخماً إضافياً ودعماً لصداقتنا الكبيرة. / إن هذا ثاني لقاء يجمعني بكم خلال هذه السنة ، الأمر الذي يؤكد أواصر الصداقة المتنامية التي تربط بين بلدينا ، كما يؤكد ما شهدت علاقاتنا من تقوية والتشاور المثمر المستمر بيننا في المواضيع الأساسية التي تشهدها الساحة الدولية. / أحمل ذكرى محببة من زيارتي الأخيرة للمملكة العربية السعودية التي قمت بها في شهر أبريل الماضي وأذكر بسعادة الحفاوة البالغة التي خصصتموني بها في تلك المناسبة ، والتي أود أن أشكركم عليها مرة أخرى جزيل الشكر. / اعتباراً للوضع الحرج القائم في الوقت الراهن على الساحة الدولية ، أعتقد أن المشاورات المستمرة بيننا تأتي الآن في لحظة جد مناسبة. فنحن اليوم نجد أنفسنا في مواجهة تحديات قديمة وأخرى جديدة . . المسألة الفلسطينية والمواجهة العربية الإسرائيلية فضلاً عن الأزمة المؤسساتية اللبنانية والإرهاب والوضع في العراق وعلامات الاستفهام التي يطرحها البرنامج النووي الإيراني. / إنها تحديات تفرض اختباراً صعباً على قدراتنا كزعامات سياسية وكحكام وتحتم علينا أن نضاعف جهودنا الرامية لتحقيق السلام ودعم الحوار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، التي يجب أن يواكبها دائماً بُعد ثقافي يهدف إلى تخطي ما قد ينشأ من سوء تفاهم وإلى تقوية التسامح المتبادل. / وعلى وجه الخصوص ، يأتينا شهر نوفمبر الجاري بثلاثة استحقاقات بالغة الأهمية وحاسمة يتوقف عليها مستقبل إمكانية دعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بشكل أكثر صلابة ودواما. / الاستحقاق الأول يعني لبنان ، حيث نتمنى أن ينجح البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس الجمهورية الجديد خلال الأمد الذي يحدده الدستور. وفي اعتقادنا يجب أن يحظى رئيس الدولة في لبنان بأوسع أغلبية وأن يمثل كل القوى السياسية الموجودة في البلاد. إن إيطاليا والمملكة العربية السعودية حريصتان على الحفاظ على تواصل مستمر يرمي إلى دعم الحوار وتشجيع القوى السياسية اللبنانية على بلوغ حل وسط يصب قبل كل شيء في مصلحة الشعب اللبناني الذي أنهكته الحرب الأهلية وحرب العام 2006 . / أما الاستحقاق الحاسم الثاني فيعني المسألة الفلسطينية. فنحن نعلق آمالاً كبيرة في أن يتمكن مؤتمر / أنابوليس / الذي دعا الرئيس بوش لعقده في تشكيل لحظة التحول التي طال انتظارها لتطلعات الشعب الفلسطيني في أن يعيش في دولة ذات سيادة قادرة على الحياة ومتمتعة باستمرارية جغرافية ، تعيش في سلام وأمن إلى جانب دولة إسرائيل. دولة معترف بها من قبل كل دول المنطقة.إن الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء أولمرت يمضيان معاً إلى الأمام بحوار متواصل. ومن / أنابوليس / يجب أن تتولد اتفاقات صلبة تضع حداً بشكل نهائي لهذا الصراع ، الذي ما فتئ حجر الزاوية الذي يتوقف عليه السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.إن آمالنا للمؤتمر بالنجاح تتوقف أيضاً على مشاركة كل الدول الهامة التي تلعب دوراً في عملية السلام. / أخيراً سيأتينا شهر نوفمبر بتقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيطلعنا على الوضع على صعيد تعاون إيران في توضيح بعض جوانب برنامجها النووي ، التي أثارت انزعاجاً كبيراً ومشروعاً.وسيشكل هذا الموعد نقطة حاسمة لفهم نية إيران الحقيقية في التعاون مع المجتمع الدولي. وأود هنا أن أؤكد ثانية حق إيران الكامل في تطوير برنامج نووي سلمي وفي ذات الوقت حق المجتمع الدولي في التحقق بصرامة - عبر الأدوات القانونية الموجودة - من الطبيعة السلمية لذلك البرنامج.وأغتنم هذه الفرصة لأؤكد مرة أخرى معارضة إيطاليا لأي حل عسكري. فإضافة إلى أن هذا الأخير لن يحل الأزمة ، فإنه سيؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي من شأنها زعزعة استقرار المنطقة برمتها. / إن المملكة العربية السعودية بفضل سماتها الخاصة كمهد للإسلام ، لعبت دائماً دوراً مؤثراً وذا مكانة في تشجيع السلام والاستقرار في المنطقة ، عبر مقاربة معتدلة وذكية في التعرض للمشاكل المختلفة التي تعاني منها المنطقة. وقد أثبتت المملكة قدرتها على لعب دور أساسي في تخفيف التوتر وتشجيع الحوار.فهذا ما قامت به في لبنان حيث دعت بعض القوى السياسية للاعتدال.وهو أيضاً ما قامت به على صعيد المسألة الفلسطينية ، التي يمكنها الآن بفضل بعد النظر الذي اتسمت به مقترحات الملك عبدالله أن تستفيد من مبادرة بيروت العربية ، التي تشكل إحدى المرجعيات الأساسية لبناء مسار للسلام. وهي تقوم بهذا الآن في الملف الإيراني بالحفاظ على حوار متواصل مع طهران لتشجيع التوصل لحلول مرضية عبر المفاوضات . / وتحت قيادة الملك عبدالله الحكيمة لعبت المملكة العربية السعودية دوراً أكثر فاعلية في المسائل الدولية. ونحن نستقبل هذا التطور بالكثير من الرضا ونتمنى له أن يستمر وعياً منا بأن حكمة الملك عبدالله واتزانه يزيدان بلا شك فرص حل الأزمات المختلفة التي ما فتئت مفتوحة في المنطقة بشكل منسق ومتناغم. إن المحادثات حول المسائل الحساسة والمعقدة التي يواجهها الشرق الأوسط التي عقدناها إبان هذه الزيارة - والتي جاءت مكملة للمشاورات المتواصلة والمعمقة التي نمضي بها قدما على أعلى مستوى - جاءت مؤكدة لأمر ، أود أن أشيد به بسعادة بالغة هذا المساء ، ألا وهو أن حكومتينا تقفان جنباً إلى جنب ، بشكل له مغزى كبير ، حيث تتقاسمان رؤية شاملة في البحث عن أنسب الحلول للأزمات الصعبة والمتكررة التي يتعين علينا مواجهتها بشكل متواصل لضمان السلام والاستقرار للمنطقة.رؤية شاملة تقوم على تشجيع أسلوب الحوار والبحث عن حلول سلمية للنزاعات.أي المبادئ التي ينبغي أن تكون واضحة جلية للجميع ، وأن كان الواقع الدولي ، خاصة في الشرق الأوسط ، يفرض علينا التذكير بها بشكل متواصل . / وهذا المساء ينبغي أن نشيد بشكل خاص بما تحققنا منه من تمكن إيطاليا والمملكة العربية السعودية في هذه الزيارة التاريخية من تمتين آفاق واسعة ومتنوعة لنمو علاقاتهما الثنائية . . فكل المؤشرات تبرهن على التقدم الكبير المنجز على صعيد العلاقات الثنائية وعلى أننا قد بدأنا مساراً إيجابياً وناجعاً ينبغي أن نمضي به قدماً بكل ما يتطلب هذا من تصميم وشجاعة. / لقد وقعنا اتفاقيات ومذكرات تفاهم بالغة الأهمية من شأنها تقوية تعاوننا وفتح مسارات جديدة للتعاون..من قطاع الصحة إلى التبادل بين الجامعات إلى التكوين المهني مروراً بالاستثمارات الإنتاجية والتعاون في قطاعات الأمن الداخلي والدفاع والعلاقات بين المؤسسات والمواطنين. / إن المملكة العربية السعودية قد انطلقت ببرامج عملاقة في قطاع البنية التحتية والتوسع الاقتصادي. وهذا المساء نجد بين الحاضرين معنا ممثلي أهم الشركات الإيطالية التي تشكل فخر قطاع الأعمال في إيطاليا. وبعد ظهر اليوم بمناسبة اجتماع مجلس الأعمال المشترك تعرضنا للدعامات الأساسية لتعاوننا الاقتصادي.إن إيطاليا تتمتع بتاريخ عريق ومتميز لحضور شركاتها ومؤسساتها في المملكة العربية السعودية.وستكون تجربتنا وقدراتنا التكنولوجية على هبة الاستعداد لمرافقة مشاريع التنمية الكبرى التي بدأتها المملكة وتلك التي تتأهب للانطلاق بها. / وانطلاقاً من الشعور بالارتياح الذي يغمرني لهذه النتائج الهامة ومدفوعاً بأفاق هذا المستقبل المبشر ، أود أن أدعو كل أعضاء الحكومة الإيطالية ومعاونيهم للمضي قدماً على هذا المسار . . فالالتزام الذي ننشره اليوم سيأتي بأكله ليس فقط لشعبينا ، بل أيضا لشعوب كل الدول التي ستختار إتباع نموذجنا. / وعلى ضوء هذه النجاحات ، التي تأتي ثمرة لعمل مشترك دعمته صداقة عميقة وثقة متبادلة ، أود أن أعرب مرة أخرى عن أعمق مشاعر الصداقة والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وللشعب السعودي النبيل والباسل ، الذي يتقاسم معنا الالتزام في مواجهة التحديات الكثيرة التي يفرضها علينا الوضع الدولي الراهن بدعم السلام والاستقرار الإقليميين وبالتأكيد والتشديد على نشر مناخ أقل توتراً وأكثر هدوءاً في العلاقات الدولية وبتمتين العلاقات الممتازة التي تربط بين بلدينا العظيمين. / ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الكلمة التالية / بسم الله الرحمن الرحيم / دولة السيد رئيس وزراء إيطاليا / أصاحب المعالي والسعادة / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته / أشكركم يا دولة الرئيس على كلماتكم الرقيقة ، وعلى دعوتكم لزيارة إيطاليا ، وعلى روح الصداقة التي تمثلت في استقبالكم لنا . / دولة الرئيس / لقد سعدنا بزيارتكم للرياض في شهر إبريل الماضي ، ونسعد اليوم بوجودنا هنا من أجل تطوير سبل التعاون مع إيطاليا في شتى المجالات ونأمل أن تكون الاتفاقيات التي سبق توقيعها وكذلك التي ستوقع خلال هذه الزيارة تعزيز للعلاقات.إن التبادل التجاري بين البلدين تجاوز / 9 / بلايين دولار أمريكي في السنة الماضية ، ونتطلع اليوم إلى تحقيق الأفضل لما فيه مصلحة البلدين الصديقين ، ويُسعدنا أن نرحب بالاستثمارات الإيطالية في المملكة ، وبالمزيد من المشاريع المشتركة. / دولة الرئيس / أيها الأصدقاء / إن كلاً من المملكة وإيطاليا تنهج سياسة خارجية معتدلة تهدف إلى الحفاظ على السلام العالمي ، وإلى إزالة أسباب التوتر وإلى مكافحة الإرهاب.وفي هذا السياق لابد أن أشيد بمواقف إيطاليا الإيجابية من قضية الشرق الأوسط الرئيسية وهي النزاع العربي / الإسرائيلي ، ولقد حان الوقت لإنهاء هذه المأساة وتحقيق السلام العادل الذي يصون حقوق جميع الأطراف ويقوم على مبادئ الإنصاف وقرارات الشرعية الدولية. / أشكركم وأتمنى لكم التوفيق..،،.. / حضر حفل العشاء أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين وأعضاء الحكومة الايطالية.
المصدر-الناشر
واسرقم التسجيلة
72791النوع
خبرالموضوعات
الاسلحة النوويةالتبادل التجاري
السعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - ايران
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
السياسة الدولية - مقالات ومحاضرات
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - ايطاليا