الرمز الفلسطيني والتحدي
الخلاصة
تناول المقال حصار الرئيس ياسر عرفات في مقره برام الله حيث عبر بالقول بأنها ليست المرة الاولى في تاريخ المقاومة الفلسطينية يكون فيها ياسر عرفات بهذا الوضع مطلوباً حتى الموت من قبل اعدائه.
فالمشهد نفسه رأيناه له في بيروت عندما كانت الطائرات تلاحقه شخصياً حيثما كان، فكل شارع يمر فيه يضُرب وكل بيت يؤويه يدّمر والمطلوب أو كأنه مطلوب أن يموت عرفات ما دام هو لم يذعن للاسرائيليين.
ويذكر أهل العاصمة اللبنانية كيف توصلت اسرائيل أن تخلق الذعر في نفوس الناس البيارتة حتى أصبحوا يفرون من كل حي يأتي اليه عرفات، والقلة القليلة تقدّم له بيتاً على ان تهجره وتنتظر تدميره بالكامل.
وفي بيروت الغربية أبنية قد هدمها الطيران الاسرائيلي لأن أبا عمار لجأ اليها أو كان مفترضاً أن يلجأ اليها.
كان في ذهن اسرائيل بأعمالها هذه ان تؤلب الجماهير ضد أبي عمار. وقد نجحت في ذلك إلى حد، فقلت شعبيته في العاصمة اللبنانية وازدادت ضموراً مع كل ساعة جديدة، بل مع كل لحظة.
هذه المرة يبدو أبو عمار مستفيداً في رام الله من تجربته اللبنانية، فهو باق حيثما هو في مكان ثابت لا يغيره وبيوت رام الله وأهلها لا تشعر أنها تضرب لأن أبا عمار يسكن فيها أو سيسكن كما كان الأمر في بيروت.
تجربة أبي عمار تقول ان شخصيته في رام الله، ان لم يكن بالخيار فبالاضطرار، ستخف إذا هو تنقل، ولعل في كل بيت جديد ينتقل اليه سيخسر حياً، لذلك اختار الثبات حيث هو وانتظر رد الفعل، فاذا شعبيته المحلية البحتة والفلسطينية والعربية والأوروبية تزداد بازدياد الضوء على بيت فريد واحد وحيد لا يتركه أبوعمار. وكأن من طبيعة الرمز ان يكون ثابتاً، ان لا يتحرك، لا عن مبادئه فقط، بل عن مكانه أيضاً.
ان الجو الدولي الترحيبي بالقمة العربية في بيروت وخاصة بعنوانها الكبير الذي هو مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز القائلة بالسلام مقابل التطبيع، اعطى عرفات مقعداً طبيعياً في قطار السلام، بينما يظهر في الدوائر الدولية عامة تلكؤ عن تكريس شارون كرجل اسرائيل الأفضل والوحيد للسلام.
الرابط
الرمز الفلسطيني والتحديالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
79114النوع
مقالالوصف المادى
الكترونيالشخصيات
ياسر عرفاتأرييل شارون
بيل كلينتون
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
جورج بوش
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ولي عهد السعودية) - المناصب والمهام