الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
انتفاضة الأقصى.. وتحولات المنطقة
الخلاصة
تناول كاتب المقال انتفاضة الاقصى حيث عبر بالقول لقد أبانت انتفاضة الأقصى الشريف، عن قدرة الشعب الفلسطيني الفائقة على الاستمرار في مقاومة الاحتلال وسط أقسى الظروف وأعتاها، وعن استعداده التام في تقديم التضحيات وقابليته للعطاء واستعصائه على الانهزام والانكسار، كل ذلك من أجل إنهاء الاحتلال وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. ولا جدال أن الشعب الفلسطيني بصموده المذهل وتضحياته السخية واستبساله في الدفاع عن مقدساته وأهدافه المشروعة، قد أربك جميع الدوائر وأدخلها في مضمار إعادة الحسابات وذلك من أجل أن تبقى الأمور تحت السيطرة والتحكم.
وانتفاضة الأقصى الشريف ومتوالياتها السياسية والشعبية، أبانت أيضا أن الجهة التي ترفض عملية الاتساق والتكيف مع الشرعية الدولية ومتطلبات الاستقرار الإقليمي والدولي، ليس هو الشعب الفلسطيني وقياداته، وإنما هي المؤسسة الحاكمة في الكيان الصهيوني،
ولم تكتف انتفاضة الأقصى في إرباك المعادلات القائمة على المحور الفلسطيني - الإسرائيلي، وإنما أدخلت المنطقة برمتها في سياق إعادة التفكير وصياغة الحسابات من جديد وذلك في إطار محورين أساسيين:
محور تلك الجهود والسياسات التي تريد أن تكون انتفاضة الأقصى، أداة ووسيلة لتحسين العملية التفاوضية وانتزاع ما يمكن انتزاعه في إطار وهج وتداعيات الانتفاضة على المستويين الأمني والسياسي.. ومحور تلك الجهود والسياسات التي ترى ان صمود الشعب الفلسطيني وتطور وتيرة انتفاضة الأقصى، كفيلة بإنهاء مسيرة السلام التي لم تحقق أهدافنا المشروعة وأن استمرار الانتفاضة هو جسر العبور لتأسيس دولة فلسطينية من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط.
وفي هذا الإطار والسياق تأتي مبادرة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وانعقاد القمة العربية في بيروت.. إذ أن الظروف العربية الحالية مواتية كما يبدو، للخروج من المبادرة والقمة، بمشروع عربي للسلام، له آلياته وتشكيلاته، كما له الثقل السياسي والدبلوماسي الذي يدعمه ويسنده.. وان هذا المشروع العربي للسلام، يستهدف تأسيس دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، كما ينص على حق العودة بكل تفاصيله وتشابكاته.. ويستند هذا المشروع على انتفاضة الشعب الفلسطيني. وبهذا يتم تجاوز الكثير من الأخطاء، التي وقعت في الجولات التفاوضية الأخرى.. ومبادرة ولي العهد تشير إلى هذه الحقيقة.. فلا سلام بدون استقلال ودولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف.. وإن التشدد والتطرف الصهيوني، لا يواجه إلا بإصرار فلسطيني وعربي مدعوم سياسياً ونضالياً على الأهداف الوطنية الفلسطينية.
ان النتائج السياسية والدبلوماسية التي توصلت إليها القمة العربية في بيروت، بإمكاننا الانطلاق منها وذلك لتعميق خيار المصالحة العربية - العربية، والعمل العربي المشترك على قاعدة المبادرة العربية للسلام في كل المحافل والمحاور الدولية والإقليمية.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
79126النوع
مقالالوصف المادى
الكترونيالموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطينالمبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ولي عهد السعودية) - المناصب والمهام