شارون الأرنب أو القاتل؟
الخلاصة
تناولت الكاتبه اعلان اليمين الاسرائيلي أن رئيس الحكومة أرييل شارون هو مجرد "أرنب" يخاف من الجميع ولا يواجه الانتفاضة كما يجب أي بالكسح الشامل والكامل، وأما وأن العالم كله يشهد لشارون بأنه بولدورز اشتهر دولياً بمجازره في شرق المنطقة العربية وجنوبها، فإن الاستنتاج الأول الذي يتبادر إلى الذهن هو التساؤل كيف يكون المجرم إذاً "وفقاً" للمعيار الإسرائيلي؟
تمسك شارون طويلاً بقناعته بأن المستوطنات هي الحزام الآمن لأرض إسرائيل وبأن استقطاب اليهود من كل أنحاء العالم أو الصلاة لكي يتكاثروا ويتفوقوا عددياً على الفلسطينيين داخل أرض إسرائيل وفي مستوطناتها هو الحل الأمثل ليكمل قضم الأرض الفلسطينية وليوسع مستوطنات لا يزال ثلثها يفتش عن مالكين، والحقيقة أن المهاجرين اليهود باتوا يتريثون قبل "العودة" الى أرض الميعاد لا بل ان معظم الذين منهم صدقوا الدعاية الصهيونية عن تحويل الصحراء الى جنة هاجروا من جديد الى دول أكثر ثراء وأقل عدوانية تجاه محيطها الطبيعي.
وما يقهر شارون على ما يبدو هو إصرار بعض الدول على اعتبار رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات رئيساً لدولته غير المعلنة بكل معنى الكلمة، والتعامل معه على هذا الأساس فتمد له السجادة الحمراء التي تعبر رمزياً عن التقدير الرفيع الذي يتمتع به الضيف.وعدم تردد الرؤساء الغربيون عن استضافته والتشاور معه فيما إسرائيل تدعو الى مقاطعته كإرهابي كما جرى في السبعينات من القرن الفائت. ويبدو في كل الأحوال ان السيد شارون لا يزال يعيش في ذلك القرن الذي شهد معظم مآثره وأنه سيطبع مطلع القرن الحالي بدم الشهداء الفلسطينيين لأنه عاجز عن اعتماد أسلوب الحوار بدلاً من وضع اصبعه على الزناد كما يهدد دوماً. والحقيقة تكمن في صعوبة تخيل الدول الغربية كيف سيستجيب شارون مثلاً لدعوة الجلوس الى نفس الطاولة للتفاوض مع عرفات طالما أنه لا يزال يتباهى برفض مصافحته ولو سرا؟ لقد وصل الخطر الى حده الأقصى ـ وهل من يتذكر بعد أن الانتفاضة بدأت مع زيارة شارون إلى المسجد الأقصى؟ ـ ولابد بعد اليوم من تسجيل تراجع العنف اذ كما يقول الأمير عبدالله بن عبدالعزيز: لقد فعل شارون ما يريده حتى الآن، وإذا كان اليوم يومه فالغد لنا. وقد يشهد وفقاً لكل التوقعات سقوط شارون قبل مئة يوم من انتهاء مهلة وقف اطلاق النار. فهو انتخب ليخمد الانتفاضة وليس للتداول معها في شؤون المستقبل وليس هو في كل الأحوال الشخصية القادرة على المساومة وعلى التفاوض،