الأمـيـر عبدالله يخـاطـب العقـل الأمريكـي
الخلاصة
تناول كاتب المقال تصريح الامير عبدالله بن عبدالعزيز على قلم الصحافي الأمريكي اللامع توماس فريدمان في كبرى الصحف الأمريكية "نيويورك تايمز".
فقد نقل فريدمان عن الأمير عبدالله أنه أعد خطاباً كان ينوي إلقاءه في القمة العربية في بيروت يقترح فيه "انسحاب إسرائيل من كل الأراضي المحتلة بما فيها القدس تطبيقاً لقرارات الأمم المتحدة في مقابل تطبيع كامل للعلاقات بيننا"، إلا أنه غيّر بسبب أعمال العنف التي مارسها شارون.
بدقة ومسؤولية روى فريدمان الذي كان يزور السعودية أنه. كتب مقالاً في شباط اقترح فيه أن يقوم الأعضاء الـ 22في جامعة الدول العربية في قمة بيروت بتقديم اقتراح بسيط وواضح إلى إسرائيل يدعو إلى انسحابها الكامل إلى خطوط الرابع من حزيران 1967وإقامة دولة فلسطينية مقابل علاقات ديبلوماسية كاملة وتطبيع تجاري. وأضاف فريدمان أنه استغل مناسبة عشاء مع الأمير عبدالله لطرح هذه الفكرة، فسأله ولي العهد السعودي والدهشة تعلو وجهه "هل تسللت إلى مكتبي. إن سبب سؤالي هو أن هذه الفكرة بالتحديد في ذهني، انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي المحتلة طبقاً لقرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك القدس، مقابل تطبيع كامل للعلاقات". وقال الأمير عبدالله "لقد وضعت مسودة خطاب بهذه الخطوط، وكنت أفكر في إلقائه أمام القمة العربية ومحاولة حشد العالم العربي بأكمله خلفه. الخطاب كُتب وهو في مكتبي، لكنني غيّرت رأيي إزاء إلقائه عندما رفع شارون العنف والقمع إلى مستوى غير مسبوق".
وأضاف ولي العهد السعودي "إذا رفعت سماعة الهاتف الآن وطلبت من أحدهم أن يقرأ لك الخطاب، ستجده مطابقاً لما كنت تتحدث عنه. أردت أن أجد طريقة لأوضح للشعب الإسرائيلي أن العرب لا يرفضونهم أو يزدرونهم. لكن الشعب العربي يرفض ما تفعله قيادتهم بالفلسطينيين وهو غير إنساني".
وسأل فريدمان الأمير عبدالله عن مصير خطابه إذا اتفق الفلسطينيون وإسرائيل على وقف إطلاق النار قبل القمة، فأجاب "دعني أقول لك إن الخطاب مكتوب، وهو ما يزال في مكتبي".
مما يجعل هذا الكلام هاماً بصورة خاصة أن فريدمان يقول إنه حصل على موافقة مسبقة من مكتب الأمير عبدالله على نشر الاقتباسات التي أوردها على لسانه. وأضاف فريدمان أن الأمير عبدالله بدا وكأنه يشير إلى انه إذا أخذ الرئيس الأمريكي جورج بوش مبادرة جديدة تجاه السلام في الشرق الأوسط، فإنه وقادة عربا آخرين مستعدون للحذو حذوه.
في شفافية كاملة خاطب الأمير عبدالله لا العقل الأمريكي الرسمي والشعبي فقط، بل العقل الباطني الأمريكي أيضاً المتفاعل بغضب شديد مع هجمات 11أيلول والراغب لأسباب تاريخية مغروسة في النفس أن يضع الإسلام والسعودية والعرب وابن لادن في خانة واحدة. وكان لابد للعرب من أن يتعاملوا بدقة شبه طبية مع هذا العقل الباطن الأمريكي. فجاء الأمير عبدالله يفعل ذلك مستخدماً المصارحة والصراحة والوضوح الكامل وسائل لتوصيل رسالته هذه بروحية تتجاوز النسق السياسي العادي في تناول مثل هذه الموضوعات.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
79077النوع
مقالالوصف المادى
الكترونيالشخصيات
أرييل شارونبيل كلينتون
اسحق رابين
توماس فريدمان
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ولي عهد السعودية) - المناصب والمهام