ازدواجية الغرور الأمريكي
الخلاصة
تتحدث هذي المقالة عن خطاب جورج بوش الذي ألقاه أمام طلاب جامعة الدفاع الوطنية ونقلته شبكات التلفزيون الأمريكية. كان خطاب بوش يكرر موضوع الإرهاب، والدول التي تساند الإرهاب، والحكومات التي ترعى الإرهاب، وضرورة محاربة الإرهاب، وكأن الذين يكتبون لبوش هذه الخطب يشعرون أن رئيسهم لا يستطيع أن يتحدث عن أي موضوع آخر، ولهذا فإنهم يغيرون تاريخ الخطاب فقط. فهل الذين كتبوا لبوش هذا الخطاب أرادوا أن يظهروه ساذجاً أمام الرأي العام العالمي؟ أم أنهم أرادوا أن يقولوا لنا جميعاً إن الانتخابات التي جرت في ظل الاحتلال الأمريكي، في العراق وأفغانستان، والاحتلال الإسرائيلي في فلسطين هي انتخابات غير حرة وغير عادلة وغير نزيهة؟. ولكنه يبدو أن الأمر أشمل من ذلك. لقد أراد بوش، ومن كتبوا له الخطاب، أن يقولوا للرأي العام العالمي، بأن الازدواجية الأمريكية الصريحة والعلنية هي جزء مهم من سياسة واستراتيجية الرئيس بوش. فعندما يدعو بوش إلى إنهاء الاحتلال السوري للبنان، أو أي احتلال آخر لا ترضى عنه أمريكا، يظهر وكأنه يسخر من نفسه، فهو المتربع على احتلال العراق وأفغانستان، ويواجه مقاومة مسلحة أدت إلى قتل وجرح الآلاف من الجنود الأمريكيين. إننا لم نشاهد، على سبيل المثال، خروج مئات الآلاف من العراقيين أو الفلسطينيين أو الأفغان إلى الشوارع دعماً وتشكراً للاحتلال، ويطالبون، كما حدث في بيروت. لكن هذه التحركات والاتهامات والتهديدات، نرى أنها تصب جميعاً في بوتقة المخطط الأمريكي الاستعماري - الصهيوني لمنطقة الشرق الأوسط. من هذا المنطلق نستطيع أن نفهم إصرار أمريكا على تطبيق قرار مجلس الأمن 1559، بشأن «الاحتلال السوري للبنان»، وترفض اتفاقية الطائف التي يقبلها الشعب اللبناني ممثلاً بأحزابه، المعارضة وغير المعارضة. لقد وضع ولي العهد السعودي، الأمير عبدالله، مبادرة لمشروع متكامل لحل القضية الفلسطينية والأراضي المحتلة، مقابل اعتراف كل الدول العربية بإسرائيل. وقبل هذا المشروع بالإجماع في مؤتمر القمة العربي الذي عُقد في بيروت في شهر آذار/مارس 2002. وقبلته الكثير من الدول، بما فيها الولايات المتحدة. ولكن إسرائيل رفضته. ن المحاولات الأمريكية في فرض مواقفها، التي هي نسخة من مواقف إسرائيل، على المنطقة لن تؤدي إلى سلام أو استقرار في الشرق الأوسط، مهما استعملت من ضغوط، ومحاولات لايجاد متعاونين معها، وشخصيات تقوم بلعب دور سياسي مؤيد لها. إن الأمة العربية كلها تريد أن تعيش في مناخ ديمقراطي، فيه حرية الفكر والتعبير، وهي تعرف من تاريخها البعيد والقريب، من أيام الحكم العثماني إلى الاستعمار الأمريكي أن هذا لن يتم في ظل الاحتلال.
الرابط
ازدواجية الغرور الأمريكيالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
92687النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13411الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودجورج دبليو بوش - رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجيةالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ولي عهد السعودية) - المناصب والمهام
السعودية - العلاقات الخارجية - الشرق الأوسط
السعودية - العلاقات الخارجية - الولايات المتحدة الأمريكية
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المبادرة السعودية للسلام
النزاع العربي الإسرائيلي
موضوع مقترح
القضايا السياسيةالمؤلف
د. فوزي الأسمرتاريخ النشر
2005-03-13الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة الأمريكية
جمهورية العربية السورية
لبنان
اسرائيل
فلسطين